_19_

1.6K 162 67
                                    

_الفصلُ التاسع عشر _

◾◾◾

لقد مر يومين علَى وجُودي في هذا المكان  و كانَا ثقيلين على قلبِي، مع كل الطاقة السلبية الموجودة في الجو، صَعُب علي الشعُور بالراحة، خاصة بسبب وجُود أبي معنا.
لم نتبادل أي كلام فيما بيننا منذ  آخر مرة تحدثنا فيها، و كل ما فعله هو سرقة النظرات إلي بين الحين و الآخر.

هنَاك كثير من الأسئلة التي أود ان أطرحها عليه، و الكثير من الأشياء الغامضة التي يُفترض به ان يُزيح عنها الغبار، أعترف بأن الفُضُول يكاد يخنقني، لكن كبريائي لم يسمح لي.

لم استطع ابتلاعه.

هذا المنزل معزول، لحسن الحظ، لأننا لا نريد ان نشارك الناس الذين يعيشون في القرية القريبة من هنا مغامراتنا، لأنهم فور ان يسمعوا صوت إطلاق النار، او فور رأيتهم للجثث سوف يتصلون بالشرطة.

و نحن لا نريد ذلك.

تذكرتُ جايدن بعد ان هدأت، فقد نسيته بالكامل، بدى ان لقائي مع أبي انساني كل شيء تقريباً، و الآن بعد ان وجدت راحتي في بعدي عنه، فكرت في الرجل الذي ذهب في مهمة مع أصدقائه.

كان من المفروض ان يعود يوم غد، و حتى الآن لم نسمع اي خبر منه و لم نتلقى أي اتصال، مما جعلني اقلق عليه، و اصبح مركز تفكيري.

ماذا لو تعرضوا للأذى؟

أبي بدا مرتاحا و غير قلق،  وجدته مرتاح و غير قلق و كأن جايدن و البقية لم يذهبوا في مهمة خطيرة حيث حيواتهم على المحك، انا الوحيدة التي كانت قلقة ، ربما لأن البقية إعتادوا على مثل هذه الأشياء و لم يعودوا يحسون بالخوف أثناء أدآء المهام.


أرحت ظهري على الأريكة في غرفة المعيشة ثم رفعت رجلاي و وضعت رأسي عليهما،و بجانب النافذة كان شوغر ينظر إلى الخارج و هو غارق في أفكاره.... كنا الوحيدين الموجودين هناك، مايدي على الأرجح في الغرفة ترتاح، و أبي إختفى، و شين في الخارج يتحدث مع الرجال.

أغمضت عيناي، فقد سئمت ذلك الجو المزعج و الهادئ بشكل مثير للأعصاب، لكن صوت شوغر قاطع أفكاري حيث غادر مقبعه و صنع خطواته نحوي ببطء.

جلس بجانبي ثم عقد رجليه الواحدة فوق الأخرى متحدثا بكل هدوء

_لم أتوقع ان يكون اللقاء بين البنت و الأب بهذا السوء، لقد ظننت أنك ستقفزين بين أحضانه بعد كل هذه السنوات.

أبقيت عيناي عليه، احدق في ملامحه الناعمة و لاحظت الهالات السوداء تحت عينيه، لقد كانت واضحة جدا، و نظرته كانت متعبة بالإضافة إلى بشرته التي صارت أكثر شحوبة، فكرت في تلك اللحظة التي رأيت فيها آثار التعب على وجهه، فكرت انه يعاني، لكنه يعاني في صمت، لا يشتكي.

𝑻𝒉𝒆 𝑨𝒅𝒅𝒊𝒄𝒕𝒆𝒅 🂱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن