صباح الخير.
تجاهلوا الأخطاء وأستمتعوا.
-
أنت الدَاء وقُربك الدواء.
-
كان واقف وقِدامه ممر طويل مُنّبلع بوسط الظلام وعَلى نهايته لمّبه صغيره وتحت هاللمّبه كُرسي وحبّل مُعلق بالسقف.
شايف هالمنّظر بكل وضوح واللي يبيه هو إنه يمّشي بوسط هالممر عشان يوصل لنهايته.
تحرك بخطواته البطيئة وعقدّ حواجبه بسبب نهاية الممر اللي مع كل خطّوة يبّتعد أكثر ..
حسّ بالحرارة تنّتشر بكل إنّش بجسمه ورجعتّ ذات الهمسات توسّوس له رغم مُحاولته بتجاهلها ..
ميّل رأسه وضغط بِكتفه بقوة عَلى أذنه اليمين وحسّ بالضياع والظلام المُبتلّعه بوسطه.
جرّ خطواته مُتجاهل إحساسه بِ أنفاس يجّهل معّرفة شخصها ..
" عِنان !. "
همسّ عِنان : أعرف صوتك , أعرفه صوتك ..
تلفتّ حوله وأبتسم بخِفه : ليش كِله أسمعك بس ما أشوفك؟
تعرف إني ما أحب كذا أبدًا.
حركّ يدينه حوله وهو ما يشوف إلا نهاية الممرّ وبوّز : ما أشوفك .. ما أشوفك 'دمعّ' ليش صار كذا فجأة؟ أنت كنت معي بس فجأه صرت هنا !.
تحسسّ عِنان بيده اللي جات عَلى الجِدار وضربّ فيها بقوة : ضَاري يَا حقير هالشيء يألمني حيل 'جلسّ عَلى الأرض وسندّ رأسه عَلى الجِدار' يألمني ضاري ..
ليش خايف إني أتركك وأنا أحبك؟ حُبي قاعد ينّعكس عليّ بأذيّتك لي مع ذلك مو قاعد أسوي لك شيء لأن مكانك بقلبي مو هيّن.
غمضّ عيونه لما حسّ بحرارتها : أكرهك لأني أحبك حتى أكثر من نفسي اللي ما حسيت إتجاهها بأي مشاعر , أكرهك لأنك متملّك قلبي ومأذيني.
فتحّ عيونه ورجعّ طالع لِنهاية الممرّ وتأمل الحبّل المُعلق بالسقف وحسّ إنه هالحبّل منّتظره ..
هالحبّل اللي بينّهي مُعاناته , يتمنى إنه ينّهي كل شيء.
كره إنه صار واعي لواقعه .. كره الواقع اللي طلع عكّس حتى وجع خيَاله.
أسّتجمع قوّته و وقف مشى بخطواته المُترنحه لِلنهاية المُنتظرته ..
عقدّ حواجبه لما صار تحت اللمّبه بالضبط وقدامه الكُرسي .. يعرف إنه هذا مُجرد حِلم من أحلامه المُعتاده.
