أودَّه بكُل ما في الدُنيا مِن ودٍّ...
نزل عِنان اللي طوّل لِـ ما يُقارب النصّ ساعة حتى جاه أبوه بِ قلقه وخوفه عَلى تأخير ولده بِ إنه يكون صايبَه شيء بدون محد يحسّ.
مشى بِخطوات ثقيلة وبطيئة لوسط الصالة حتى أقّبل قِدامه ضَاري اللي طالع فيه بصمتّ مُسّتثقل حتى السَلام.
قربّ عِنان بهدوء لِلكنبه المُقابله له ونطق بنبرة صوت كانت تكّفي إنها توصل له : السَلام عليكم.
ضَاري : وعليكم السَلام.
رد بس بنبّرة أسّتشعرتها نبّضات عِنان اللي زادت وكأنها تبي هالقلب يطلع من وسط صدره ..
تبي تطّلع لِـ ضَاري .. تبي تقول له خلاص أبعد عيونك بطّل تتفصّل وجه هالضعيف قدامك ..
ما يقوى عَلى هالنظرات ولا الكلام الكثير اللي قاعد يطلع منها له .. مو له لقلبه.
لفّ عِنان وجهه لِـ أبوه اللي وقف وطلع بسبب صوت زوجته اللي نادته وتركه بِ تعثُراته وإرتباكه مع ضَاري اللي كانت عيونه لاتزال تطالع بِ عِنان وكأنها مسّتمتعه بِ قراءته.
ضَاري : تحسّ أنك قاعد تتحسن أكثر مع العلاج؟.
عارف الجواب اللي بيتّفوهه فم عِنان اللي كان يقلّب بِ راسه عن جواب مُقنع لأن إي لوحدها ماراح توصل لهالدكتور.
فرّق شفايفه عن بعض وأخذ وقت عشان يرّمي له بجواب لعلّه ما يتعمق بموضوع الدواء : قَ..قاعد أحس إنه هلّوساتي وثُقل نومي و..الأحلام وكذا خفّوا عني بكثير عن آخر مره.
ضَاري : وشخّصك؟.
أستغرب عِنان : شخّصي؟.
أومئ ضَاري : اللي تتضايق منه فِ كل مره يتكلم لساته موجود؟.
" لساته موجود. "
كتمّ عِنان أنفاسه لثوانِ وأبتسم : مو موجود.
أبتسم ضَاري اللي كان قَاري عِنان : صدق؟ ما صرت تشوفه !.
نفَى عِنان : ما صرت أشوفه.
جلسّ أينال جنّب ضَاري وصاروا إثنينهم قِدام عِنان ..
حطّ رجوله عَلى الثانية ونطقّ بِبرود ..
" ليش تكذب؟ ليش ما تقول له إنك مو قاعد تآخذ الأدوية وتكون صريح وإنه عيونك لازالت تشوفني وكلك لازال يحسّ فيني !. "