اخر ايام الحب
حلقه((27))
بقلم/ ايمان حجازي
ايمووومريم لقت يوسف قدامها، عقلها بيحاول يترجم لعنيها انها شايفاه دلوقت وانه مسافرش ولا سابها تاني، رجفه خفيفه مرت علي قلبها وحست انها مش عارفه تنطق وشبح ابتسامه اترسم علي شفايفها وهي بتطمن قلبها انه فعلا قدامها..
لكن هيهات يا يوسف، مريم لازم تعقل وتكمل اللي ناويه عليه مهما حصل، ده مش يوسف حبيبها ده انسان تاني مش عايزه تعرفه ولا ترجعله حتي لو في بعده بتعاني الف مره، لازم تحسم الأمر ودلوقتي..
مريم بصتله بجمود وجواها غضب كبير منه: أفندم!؟ بتكلمني انا؟
يوسف: اعتقد محدش يعرفني هنا غيرك..
مريم: انت اصلا ايه اللي جابك؟ اتفضل اطلع بره ده سكن طالبات
بصت للبنات: ادخلو جوه يا بنات ملكوش دعوه بيه
يوسف: يلا يا مريم علي البيت
مريم خرجت عشان تدخل البنات وقفلوا الباب عليهم ومشت قدامه ولا كأنها تعرفه
يوسف وقف قدامها وبصلها بصرامه وصوته بدأ يعلي: يلا يا مريم دلوقت قدامي علي البيت
مريم صوتها ارتفع هي كمان بغضب: انت بتكلم مين انت؟ انا لا جايه معاك ولا عايزه اشوفك تاني اصلا مش انت كنت مسافر، اتفضل سافر يلا! أسهل حاجه عندك تعملها صح! انك تهرب
بس لو زمان كنت في ايدك ومتعلقه بيك دلوقت لأ يا يوسف، مش هاجي معاك سامعني.. وبعد أذنك عديني هتأخر علي الطياره
يوسف مسكها من ايديها بغضب وسحبها جامد وراه، مريم زقته بكل قوتها بغضب وغباء بس يوسف متبت فيها مش راضي يسيبها واتجن جنونه هو كمان وبصلها وبركان غضب كان ماليه وهي مكنتش اقل منه، يوسف لقاها بتبعد جامد وتزقه
مسك ايديها الاتنين ومره واحده شالها غصب عنها وطلع بيها بره المبني
مريم كانت بتزعق وتضربه وبتحاول بكل قوتها انها تبعده عنها وتمشي بس معرفتش ابدا تفلت من بين ايديه
يوسف وصل للعربيه ولقت محمود بيحاول يكتم ضحكته وراكب قدام وبيفتح ليوسف باب العربيه اللي ورا
مريم زقت يوسف جامد وبغضب: انت بتحاول تعمل ايه هه؟ بصت شافت محمود: ايوووه، يعني انت كمان هنا؟
يوسف بص لمحمود: اطلع يا محمود علي بيتي القديم!
مريم خبطت بإيديها لمحمود بغضب: مش هتطلع لأي مكان نزلني هنا..
محمود طبعا مسمعهاش وطلع بالعربيه زي ما يوسف قاله
مريم طول الطريق بتخبط وشيطانها مجننها علي الأخر وعماله تصرخ بغضب عشان حد ينزلها لكن يوسف ولأ كأنها سامعها وقافل العربيه وطبعا العربيه إزازها كاتم للصوت
وصلو البيت ويوسف نزل الأول وبسرعه راح الجهه الثانيه وفتح لمريم ونزلها برضه غصب عنها وقفل الباب
مريم حاولت تزقه تاني بغضب وخلاص قربت توصل لأخرها لكن يوسف مش فارق معاه نهائي وشالها تاني ودخلها البيت بالقوه وقفل الباب وراه بالمفتاح ورمي المفتاح من الشباك
مريم كانت واقفه وراه بتطلع نار من كل حته لحد ما بصلها وهي انفجرت فيه: انت ناوي تعمل ايه انت اتجننت؟ جايبني هنا ليه؟
يوسف: ايوه اتجننت ومش هنخرج من هنا غير لما نعقل انا وانتي
مريم: يوسف انا لازم اطلع من هنا دلوقت حالا انا لازم اسافر الطياره هتفوتني انت فاهم!!!؟
يوسف حس انه رجليه وجعته راح قعد قدامها علي الكرسي وبصلها: مفيش خروج ومفيش سفر
مريم برفض شديد: يعني ايه!!!؟ فوق لنفسك بقه!!!؟
يوسف: من زمان مكنتش فايق، انا دلوقت اكتر لحظه فايق فيها..
مريم بصتله ومش متخيله نهائي هو ازاي بيتكلم كده ولا ازاي قاعد قدامها بالبرود ده، مش متخيله فعلا انه ممكن يمنعها
بعدت عنه وطلعت موبايلها من جيبها ويدوب لسه هتتصل علي البوليس بس يوسف قام بسرعه وخطف موبايلها من ايدها: انتي بتعملي ايه!؟
مريم: هكلم البوليس واقول انك خاطفني ومانعني من السفر واخليه يرميك في السجن
يوسف ضحك بغضب: والله، طب أهوه
رمي الموبايل في الأرض بكل قوته واتكسر جامد
مريم بصت علي الموبايل بصدمه مش قادرة تستوعب: انت كسرت الموبايل!!؟
يوسف طلع موبايله ورماه بنفس الطريقه: وأدي كمان موبايلي وريني هتتصلي ازاي، اصلا انا مش طايق الموبايلات دي..
مريم بتاخد أنفاسها بصعوبه من الغضب وراحت للباب بتخبط عليه جامد وهي بتصرخ: يوسف افتحلي الباب أحسنلك، دلوقتي حالا لازم تفتحه
يوسف رجع تاني قعد علي الكرسي: مريم مش هتطلعي من هنا والباب ده مش هينفتح غير لما نحل مشاكلنا
مريم هجمت عليه وبتضربه بإيديها وبتزقه: انت مفكر نفسك مين هنا؟ مفكر انك كده بتستقوي عليا؟ جبتني من السكن غصب عني وحبستني هنا في البيت ورميت المفتاح وكسرتلي موبايلي، مفكر انك كده بتجبرني اني اقعد هنا واني مش هعرف اخرج عشان حضرتك مش هتسمحلي صح؟ ده انت بجد طلعت لسه متعرفنيش ابدا.. ابدا
يوسف: انا اكتر واحد يعرفك في العالم ده كله، ومتأكد ان بالطريقه دي بس هعرف اخليكي تتكلمي وتطلعي اللي جواكي وتسمعي رده مني..
مريم ضحكة بأستهزاء: اه قصدك عشاني انا يعني؟ عشان انا اللي اتكلم وافضفض ونحل مشالكنا ونرجع لبعض؟ مش ده قصدك؟
قربت منه اكتر وبتحدي: انت بتحلم يا يوسف..
رجعت لورا وبصت حواليها: انا هخرج من هنا، ولو مش من الباب يبقي من الشباك
راحت ناحيه الشباك وشدت الستاره اللي عليه ولسه هتفتحه لقته معمول بالحديد، صرخت جامد بغضب وبصت ليوسف اللي كان بيبص لها بهدوء: حاولي زي ما تحبي كل الشبابيك كده؟
مريم غمضت عينيها وبتحاول تتنفس بهدوء وهي بتقنع نفسها انها لازم تفضل هنا ولازم تتعامل معاه بهدوء لأن العصبيه والغضب مش جايبين نتيجه معاه..
راحت ناحيه الشباك وبدأت تهدي واحده واحده وبتفكر هل ممكن فعلا تتكلم معاه وتسمعه؟
صوت جواها بيقولها انتي وهو دلوقت في بيت واحد، ده يوسف حبيبك ارجعيله وبطلي عناد وشوفي هيقولك ايه، انتي عارفه انه بيحبك وأثبت لك ده اكتر من مره
لكن بتفوق تاني وبترجع لعنادها وبتكتم الصوت ده، راحت ناحيه الشباك وبتبص من ورا الستاره يمكن تلمح أي حد معدي وتعرفه انها مخطوفه هنا يمكن حد يخرجها، لكن مفيش حد نهائي..
اتحركت بعيد عن الشباك وراحت قعدت علي الكرسي بتبص ليوسف بغضب مكتوم مش عارفه تعمل حاجه
يوسف كان قاعد هو كمان بيراقبها وبيتخيل لو يقوم دلوقت وياخدها في حضنه ويعرفها قد ايه هو بيحبها وقد ايه هي بتوحشه، بيفكر هل اللي بيعمله ده صح ولا غلط؟ هل هتقدر تتكلم معاه وتتخلي عن عنادها ده؟
الوقت بيعدي ومريم ساكته ويوسف كذلك..
قام عمل لنفسه فنجان قهوة ورجع تاني مكانه..
مريم كانت بتخطف نظرات ليه وخايفه تضعف، خايفه من نفسها ومن الصوت اللي بينادي جواها عليه
قامت من جنبه عشان تعرف تفكر
يوسف بصلها وهي ماشيه: معنديش مانع تفضلي ساكته للصبح، كل ما فضلتي ساكته كل ما هنطول اكتر في القعده هنا، فات اكتر من ٣ ساعات ومقلناش حاجه، طول السنين اللي فاتت دي كنت بتكلم مع نفسي حتي لو معايا حد، كنت بفضل اتكلم وصورتك قدامي، لكن انتي دلوقت قدامي ومش عارفين نتكلم، مش بقولك كدة عشان استفزك مثلا، لكن انا بجد هبدأ استفزك لو فضلتي ساكته، وممكن نفضل ايام علي الحاله دي عادي، ده لو بجد حابه تروحي من هنا، كده ولا كدة انتي مجبورة انك تتكلمي معايا يا مريم، خدي وقتك... الوقت كله معانا..
مريم لمحت شخص معدي من الشارع من ورا الستاره، لفت وشها بسرعه وطلعت تجري علي الشباك..
يوسف شافها وقام وراها علي طول وقبل ما تصرخ وتنطق حرف كتم بوقها وشدها جامد ودخلها الأوضه اللي جوه وسابها، أو هي اللي زقته بغضب وعنف بعيد عنها وبصت له: انت بتعمل ايه انت دلوقت؟ ايه الفرق بينك وبين سمير باللي بتعمله معايا ده؟
يوسف: معاكي حق، يمكن انا بقيت شبهه دلوقت
مريم بغضب تاني: مش هتقدر تحبسني هنا يا يوسف!
يوسف: هنفضل هنا لحد ما نقول كل حاجة..
مريم: وفي ايه انا هتكلم معاك هه؟ ليه هو انت بتصرفاتك دي ينفع اتكلم معاك؟
مريم مش قادره تبصله من الغيظ، خرجت من الأوضه وهي بتتكلم: طب سمير يمكن يكون مريض، لكن انت اية وضعك؟
يوسف خرج وراها: والله انا عارف نفسي كويس اوي وبتصرف علي طبيعتي
مريم وقفت في الصاله تاني وشاورتله بتهديد: هدفعك تمن كل اللي انت بتعمله ده! اول ما اطلع من هنا هبلغ عنك البوليس، وهرفع عليك قضيه واخليك تتعاقب
يوسف: لو انا في النهايه قدرت اتكلم معاكي وخرجنا من هنا وانتي اخترتي انك متكمليش معايا وقتها اعرفي اني هكون نلت جزائي فعلا يا مريم
مريم: انت بجد مش متخيل حجم الكارثه اللي انت عملتها دلوقت يا يوسف؟ انت يعني مفكر قد ايه الموضوع ده هيطول هه؟ يعني انت متخيل لحد امته هتقدر تحبسني؟
يوسف: انا قلت لك من الأول لحد ما نتكلم ونقول كل اللي جوانا
مريم بغضب: مفكر اني بالشكل ده والعافيه هتكلم معاك؟ طب مفكر اذا انت اتكلمت انا هسمعك؟ اصلا انا مستحيل اسمعك
يوسف ببرود: طب تمام، وانتي مش خارجه من هنا لحد ما تسمعيني يا مريم
مريم مشيت من قدامه ودخلت جوه: انت ازاي أديت لنفسك الحق انك تعمل فيا كده؟ مين سمحلك بكده؟
يوسف وراها: اللي سمحلي بكده قلبي اللي حبك؟ واللي مش قادر ولا عمره هيقدر يبعد عنك لو مش بالزوق يبقي بالعافيه، جبت الحق ده من مراتي اللي رمت كل حاجه ورا دهرها وجت لحضن حبيبها وجوزها ونست كل حاجه مقابل انها تفضل في حضنه، جبته من بنتي اللي قالتلي انها خايفه علي نفسها من قرار غلط هتاخده ويخليها تبعد عني وعشان كده برجعلها للصح، للمكان اللي قلبها عايزه، عرفتي جبت الحق ده منين؟ من قلبي وقلبك يا مريم
مريم كانت كل كلمه بتلمس قلبها وكأنه إنذار خطر بالضعف قدامه لكن مش هتسمحله بكده، وقفت وبصت له بغضب وهي بتزقه: اوعك تقول قلبك، اصلا انت معندكش قلب، ولو عندك يبقي مبيعرفش يحب يا يوسف لأن اللي بيحب مبيقدرش يبعد وانت قدرت، انت كداب يا يوسف..
مريم قعدت وكملت: وفوق اني مش هقدر اسامحك انك كمان ضيعت عليا الطياره، مستحيل اسامحك يا يوسف
يوسف اتعصب: مريم فوقي لنفسك بقه، اصلا انا كده كده اقدر امنعك من السفر لأنك مسافره بدون أذن جوزك! ومش كدة وبس! انك تخرجي من بيتي وتروحي مكان تاني وتقعدي فيه من غير أذني وموافقتي ده غلط! مفيش راجل يقبل ان مراته تعمل كده ابدا، الست مكانها يفضل بيتها لحد ما تنفصل عنه وبرضا الزوج كمان مش تمشي علي حل شعرها زي ما حضرتك عملتي!؟ اصلا الغلط غلطي من الأول اني سبتك
مريم كانت مصدومه من كلامه، لأن اللي بينهم مش كده، هما اللي بينهم الحب اقوي من العلاقات والقيود اللي بيتكلم فيها دي، ضحكت بسخريه تاني وانفجرت مره تانيه: وعشان كده جبتني للبيت صح؟ عشان رجولتك وازاي يوسف باشا مراته سايباه وعايشه في مكان تاني وماشيه علي حل شعرها، الناس هتتكلم عنك صح؟ اصلا ده اللي فارق معاك وعشان كده جبتني هنا صح يا يوسف باشا؟ لكن انا مين وعايزه ايه دة كله مش فارق معاك، كل اللي فارق معاك صورتك قدام الناس وموظفينك مش كده! وانا اللي لأخر لحظه كنت مفكره انك جايبني هنا عشان نتكلم ونفهم بعض لكن الباشا جايبني هنا عشان محدش يتكلم في حق رجولته..
كانت هتسيبه وتمشي لكن رجعت بصتله تاني: تمام يا يوسف مش انت عايزنا نتكلم!؟ حابب نبدأ بإيه!؟
يوسف: نبدأ منين ما تحبي تعرفي!؟
مريم: خلينا نبدأ بالمكان ده؟ ليه جبتني هنا بالتحديد هه؟
قربت منه اكتر وهي بتحاول تستفزه: جايبني هنا عشان تشرحلي ازاي كنت بتقضي وقتك مع رقيه؟
يوسف نفخ بضيق ومريم مكمله: الموضوع مؤذي مش كده؟ تخيل كان مؤذي بالنسبه لي قد ايه، زي بالظبط لما قلت لك اني انا كمان اقدر اعمل كدة زيك!
حطت ايديها علي بوقها بتمثيل: ولا اه سوري يا يوسف انا اسفه المفروض مقولش كده عشان متضربنيش تاني بالقلم، اصل ده بيهين رجولتك..
يوسف قرب منها بحنان ومسك ايدها: مش هضربك تاني يا مريم، قولي واعملي اللي انتي عايزاه بس مستحيل اضربك تاني! انا اسف يا مريم
مريم سحبت ايديها منه: مش مصدقاك، لو بجد ندمان لو شويه صغيرين انك ضربتني بالقلم مكنتش جبتني هنا وبالطريقه دي
يوسف: انا مش هعتذر اني جبتك هنا يا مريم، انتي اصلا مسبتليش حل تاني
مريم: ما هي دي طريقتك يا يوسف، كل حاجه عندك عافيه، في المكتب هناك سكتتني بالقلم لأنك مقدرتش تتحمل كلامي فمكنش قدامك غير انك تضربني، ودلوقتي حابسني ومانعني ان انا اخرج، عمرك ما سبتلي اختيار يا يوسف، دايما انت اللي بتختار وعايزني اعمل اللي انت عايزه، لكن ده بعدك يا يوسف
يوسف: لأ طبعا، لولا انك مسافره وقررتي من نفسك انك تسيبي البلد وتسيبيني كنت سبتك لحد ما تهدي لوحدك وتيجي نتكلم سوا بهدوء ونحل كل حاجه واحنا مع بعض
مريم بتبعد عنه وبتهز راسها بسخريه ومش عاجبها الكلام، يوسف مسكها من دراعها: احنا هنا عشان نتكلم عن اللي احنا عملناه ووصلنا لكده يا مريم
مريم ضحكت جامد: احنا؟ يعني لما انت تقول احنا كده بقت سهله، كده انت سهلت الموضوع يعني وبقي قد ايه بسيط ونقدر نلمه
زقته جامد بغضب: انت اللي عملت يا يوسف مش انا، انت لوحدك اللي دمرت كل حاجه بيننا ومن زمان جدا مش من دلوقت، انا لو كنت عملت حاجه دلوقت او اخدت رد فعل غبي ومش عاجبك ولا هو منطقي فده ده ميجيش نقطه في بحر عن اللي انت عملته، انت عملت عملت كوارث يا بيه فوق لنفسك بقه، انت اللي نهيت كل حاجه كانت بيننا يوم ما سمحت لغيري تدخل بيتي ده وتعمل معاها علاقه وتبقي حامل منك، وفوق كل ده تاخدها وتسافر وتسيبني
رفعت ايديها بإصرار في وشه: انت اللي دمرت كل حاجه مش انا، متلومنيش علي اي فعل عملته
يوسف مسك ايديها وشدها ليه: ايوه انا دمرت كل حاجه، يلا اتكلمي يا مريم، طلعي كل اللي جواكي من ناحيتي، هو ده بالظبط اللي عايزين نتكلم فيه، لازم نبدأ كلام من نقطه معينه، من مكان معين يلا اتكلمي..
مريم بعدت عنه لأنه كان تقريبا هيحضنها، بعدت لأنه مش وقته أبدا انها تقرب، لازم تحاول تسيطر علي نفسها
بصت للاوضه: معاك حق، خلينا نبدأ من مكان معين، من اوضه النوم مثلا...
مريم دخلت أوضه النوم وجواها بركان من الغضب وهي بتفكر كلام رقيه انها شاركته هنا في الأوضة دي، مع انها متأكده ان يوسف مخنهاش وانه دلوقت هيقدر هيبرر كل اللي فات ليها لكن هي مش قادرة تتخيل ان كان في واحدة غيرها في البيت ده وتحديدا الأوضه دي..
ركزت علي السرير، لكن مش ده السرير اللي كان في الأوضه، ده واحد تاني
يوسف كان واقف علي باب الأوضه ومريم بصتله بوجع: تفتكر ليه غيرت السرير؟ عشان ايه يا تري؟ تفتكر كده هنسي اللي حصل في الأوضه دي وإنك كدة عملت تغيير؟ التغيير مايبقاش كده يا يوسف انا هوريك التغيير بيبقي ازاي!
مريم بغضب وعينيها خانتها وهي بتبص للأوضه ومره واحده بدأت تكسر فيها، قطعت الستاير وكسرت كل حاجه علي التسريحه وشالت المخدات والملايه وكل حاجه علي السرير علي الأرض وبهدلت الفرش، خلت الأوضه عباره عن فوضي..
بصت ليوسف: كده بقت احلي وممكن نقول انها اتغيرت ومبقتش الأوضه اللي انت خنتني فيها
يوسف فضل ساكت لأنه عارف انها قربت تنهار خلاص ومريم كملت: فاضل ايه لسه متغيرش؟ الحيطان صح؟ ليه مجبتش لون نغير الحيطان؟ بس تعرف يا يوسف مهما غيرت ومهما عملت هتفضل زي ما هي بالنسبه لي، المكان اللي انت خنتني فيه..
مريم مجرد بس انها عايزه توجعه لأنها موجوعه، هي عارفه انه مخنهاش بس عايزه توجعه بأي شكل.. قعدت علي السرير بتعب وحطت ايديها علي وشها، يوسف قعد جنبها ومسك ايدها وخلاها تبصله وهي رافضه، شدها اكتر ليه وحاوطها بدراعه: بوصيلي يا مريم!!..
مريم اتنهدت وبصت لعنيه ويوسف كمل بحب: انا عارف انك انتي متأكده اني مخنتكيش، والا مكنتيش سامحتيني واتجوزتيني، بصي لعنيا كويس وانتي هتعرفي اني عمري ما خنتك ولا حتي فكرت اخونك وإنك انتي من يوم ما دخلتي قلبي وهو قفل عليكي ومدخلش حد غيرك، لو مكنتيش واثقه ومتأكدة من يوسف حبيبك مكنتيش اتكلمي وكنتي فضلتي ساكته، لكن انتي بتحاربي نفسك علي الفاضي..
شاور علي قلبها: ده مش عايز غير انه يرتاح هنا..
وشاور علي حضنه، متحرميش نفسك مني يا مريم، لأنك لو قدرتي انا مش هقدر، انا كلي محتاجك انتي وبس
مريم كان قلبها بيدق جامد ومش شايفه أي حاجه غير أن يوسف حبيبها قدامها وفاتح لها حضنه..
مريم دخلت جواه مره واحده وحضنته جامد وهي بتعيط بحرقه وألم، يوسف ضمها لقلبه بكل حب وشوق وحنان: انتي عارفه إن الحضن ده محسش بحد غيرك، مكنش أمان ولا سكن حد تاني غير مريم وبس..
مريم كانت بتضمه أكتر ولسه بتعيط ومش عارفه تسكت، يوسف سابها جوه حضنه لأنه عارفه انها محتاجه للحضن ده زي ما هو محتاج له كمان
يمكن محتاجين يشحنوا طاقتهم من الحب ويشبعوا من بعض قبل ما يرجعوا تاني يقفوا ويتحدو بعض..
قلوبهم محتاجه طاقه من الحب تقدر تقف قصاد العند اللي بيحاول يفرق قلبين ملهومش سكن غير بعض
بعد شوية مريم خرجت من حضنه وبصت له وبتحاول ترتب كلامها، حست انها محتاجة ليوسف اوي، محتاجه لأكتر من الحضن ده بكتير، بس كرامتها بتديها إنذار، يوسف مسك وشها بحب: انتي عايزه تعرفي الحقيقه صح! تحديدا حقيقه رقيه وحقيقه وجودها في حياتي..
مريم بتحاول تبعد عنه بس يوسف مسمحلهاش ومريم بتضعف اكتر قدامه وبعتاب وحب أتعلقت بعنيه: تعرف رقيه دي سمعتني ايه؟ تعرف كانت بتقولي ايه؟ كانت بتقولي انها قدرت تعمل اللي انا معملتوش، قالتلي انها نامت في حضنك هنا، وانها حملت منك هنا برضه..
مريم الدموع خانتها ونزلت عينيها لتحت: قالتلي انها كانت أول واحده في حياتك واني ولا حاجه.. وإنك خدت منها أول كل حاجه!
يوسف مسك دقنها ورفعها لية وخلاها تبص له: خدت أول كل حاجة أزاي؟
يوسف قرب منها أكتر وقلبه عطشان جدا لحبيبته..
مريم كانت بتحاول تسيطر علي مشاعرها اكتر من كده لكن مش قادره تبعد عنه وهو قريب منها بالشكل ده، مكنتش عارفه غير انها تستجيب ليه وهو بيشدها عليه وبيلمس شفايفها وبيبوسها بكل الحب اللي جواه ليها، دخلها كلها جوه حضنه وبيعرفها انها هي أول وأخر حب في حياته وأن لا كان في ولا هيكون بعدها، بتثبت لها بإحساسه اللي عمره ما كدب وهي في حضنه انها بس حبيبته وعشيقته وكل حاجة في حياته
بعد عنها عشان تاخد نفسها لكنها لسه تحت تأثيره ويوسف مش بيرحمها: الشفايف دي عمري ما لمست غيرهم في حياتي، كانت أول وأخر شفايف هلمسها فاهماني؟
إيده كانت بتدخلها لحضنه تاني وهو بيحركها علي جسمها وتقريبا بيقلعها الهدوم من غير ما هما الاتنين يحسوا ويوسف مكمل: إيدي دي عمرها ما لمست حد بالطريقه دي؟ قلبي عمره ما كان مشتاق لحد كده ومش عارف يشبع منه؟ معقوله مش حاسه بحبي وشوقي ليكي يا مريم!
مريم مش قادرة تبصله، مش عارفه ترفع عينيها ومش عايزاه يبطل اللي بيعمله.. يوسف من غير ما ياخد باله ولا ينتبه خلاها من غير هدوم في حضنه..
الدنيا كانت بقت ليل من غير ما يحسوا ومفيش غير صوت الليل والعشاق وبس.. مريم محستش بنفسها نهائي، نسيت كل حاجة وسابت قلبها وأستسلمت ليوسف واللي بيعمله، يوسف كان بيقرب اكتر وبيقلع هدومه هو كمان ومكمل: عمري ما لمست حد وبقي معايا كده وكل حته فيا بتناديه غيرك، انتي وبس اللي اتمنيتها هنا وعملت معاها كده..
وهنا انهارت كل الحصون وحصل اللي مريم كانت بتحاول بكل الطرق انه ميحصلش، لا قادرة تبعد عنه ولا قادره تسيطر علي قلبها اللي مش بيروي شوقه غير شخص واحد بس..
يوسف مكنتش بيفكر في حاجه غير أن مريم بين ايديه مجرد من كل حاجه ومستسلمه ليه تماما
وبعد وقت طويل وهما مع بعض..
وقت محسوش بيه ولا حسبوا للي ممكن يحصل بعده ولا عواقبه..
ولتاني مره يوسف بينسي نفسه ويبقي مع مريم من غير اي قيود من غير ما يحسبها..
نام علي دهره ومريم في حضنه ورجعوا تاني كل واحد يفكر في اللي حصل ده!
اي اللي حصل بينهم ده؟
مكنش لازم يحصل أبدا
يوسف فاق من الحاله اللي كان فيها وعايز يعرف مريم بتفكر في ايه وهتترجم اللي حصل ده ازاي!
مريم حست بيه وسحبت نفسها من حضنه، المكان كان ضلمه، قادت النور من جنبها وهي مغطيه نفسها ومش بتبص ليوسف نهائي وبتلبس هدومها..
يوسف قرب منها وشد هدومها من ايدها: مريم..
مريم بجمود: عايزه ألبس هدومي بعد اذنك؟
يوسف: مريم كلميني.. عرفيني بتفكري في ايه دلوقت؟
مريم: أفضل ليك متعرفش.. أبعد عني
يوسف فضل مستنيها لحد ما تخلص لبس وسابته ودخلت الحمام، قفلت علي نفسها الباب وحطت ايديها علي بوقها وبتكتم عياطها، مكنش لازم يحصل أبدا، مكنش لازم تستسلم وتضعف كده حتي لو بتحبه..
يوسف لبس هدومه وفضل مستنيها بره
مريم خرجت من الحمام وراسمه علي وشها القوه عشان متحسش بالكسوف قدامه من اللي حصل بينهم وانها مش قادره تواجهه..
يوسف وقفها وشدها لحضنه تاني وخلاها تبصله: مريم تعالي نتكلم، أوعي تنسي اني بحبك وإنك مراتي
قرب منها اكتر وكان هيبوسها تاني بس مريم بعدت مره واحده: أوعي تعمل كده تاني، مستحيل اللي حصل يتكرر يا يوسف سامعني؟
يوسف: ليه؟ لأنك حسيتي بمشاعري؟ عشان انتي عارفه وحاسه بيا وبصدق احساسي ناحيتك؟ ولا لتكوني زعلانه انك كنتي مبسوطه في حضني وبتبادليني نفس المشاعر؟
مريم كانت عارفه ان كلامه صح وانها لسه لحد دلوقت محتاجاه بس مش بالطريقه دي ابدا..
سابته وراحت قعدت في الصاله وهو قعد جنبها ورجعوا تاني لحاله الصمت..
بعد فتره مريم بصتله: يوسف! احنا الاتنين دلوقت مش طبيعيين، بالحالة دي مش هنقدر نتكلم، انت عايز تتكلم وانا كمان عايزه اسمعك بس مش بالشكل ده، لأني مش هاجي بالعنف ولا انك تستغل مشاعري ناحيتك عشان تجبرني علي الكلام لأن كده انا هكرهك اكتر مش هحبك..
يوسف: مريم انتي جيتي لحضني برضاكي لأنك محتاجه ده، لأنك بتحبيني وانا بحبك ولانك مراتي، متلوميش نفسك ولا تلوميني.. أنسي يا مريم أي حاجه وأرجعي لحضن حبيبك وخلينا نوضح كل حاجه لبعض ونتصالح
مريم بهدوء: حاضر لكن مش بالطريقه دي، انا لازم أهدأ الأول، لازم أكون جاهزة ومستعدة أسمعك، انت دلوقت هتفتحلي الباب وانا هخرج، لازم ابعد عنك فتره واهدي وارجع لك، واوعدك اني مش هسافر قبل ما اسمعك، وهننسي الجنان اللي حصل كله ده، تمام يا يوسف؟ موافق؟
يوسف هز راسه: لا مش موافق
مريم اتعصبت جامد: يعني ايه مش موافق يا يوسف هه؟
يوسف: مريم انا عارفك كويس، مريم اللي قدامي دي لو خرجت من الباب ده هتعمل كل جهدها انها متلمحنيش، هتفكر وتقرر من نفسها، وعارف نفسي برضه منين ما تروحي هرجع اجيبك تاني، عشان كده بلاش نضيع وقت
مريم بعصبيه شديده: انت بمزاجك أو غصب عنك هتفتحلي الباب يا يوسف، والمسخره اللي بتحصل دي مش هتستمر أبدا، انت فاهمني؟ انا عايزه اخلص من المهزله دي..
يا أما انت تسيبني زي الناس وأطلع من هنا دلوقت وانا هحاول انسي انك كنت مجنون وخطفتني، أو انت هتفتح الباب غصب عنك بس وقتها عمري ما هسامحك ولا أرجع لك مره تانيه
يوسف ولا كأنه سامع حاجه ومش بيرد عليها
مريم اتعصبت اكتر: ده انت حتي مش بترد!
وقفت قدامه: مش العماره دي مسكونه؟ مين اللي عايش فوقنا؟ يلا نفرج الناس علينا ايه رأيك؟
مسكت الكرسي اللي كانت قاعدة عليه وفضلت تشيله وتهبده في الأرض جامد
دخلت المطبخ ومسكت المواعين وكانت بتكسر فيهم بغباء
يوسف سابها وراح عند عداد الكهربا وفصل النور
عارف انها بتخاف من الضلمه، سمع صوتها بتنادي عليه بخوف وفي لحظه كان عندها وفي إيده شمعه مولعها..
مريم ضحكت: واو مولع شمعه؟ ايه الرومانسيه دي؟
يوسف ولع شمع كتير غيره في كل مكان: ضوء الشمعه اكيد هيخليكي هاديه اكتر
مريم: طبعا لأنها خداعه! مش بتبين كل حاجه حوليك بوضوح! لكن مش هتقدر تمحي الحقيقه، ممكن تخبيها أو تأجلها، بس الصبح لما الشمس تطلع كل حاجه هترجع زي ما كانت
يوسف: مظبوط كل حاجة هترجع تاني، بس احنا هنكون سمعنا بعض واتكلمنا ورجعنا لبعض تاني
مريم: ولما رقيه كانت بتجيلك هنا كنت بتولع شمع برضه؟ كنت بتجهز لها ليله حلوة كده عشان تعرف تخونني؟
يوسف: لأ
مريم: ليه كده عيب عليك! واحد زيك بيفهم في الستات كويس وبيعرف يتعامل معاهم ازاي تفوته حاجه زي دي؟
يوسف قعد جنبها: لا يا مريم انا مكنتش بخونك! ولا عمري لمست رقيه ولا دخلت البيت ده غير مره واحده بالغلط ومحصلش بيني وبينها حاجه! مش ده السؤال اللي سألتهوني قبل كده؟ عملت علاقه معاها ولا لا؟ دلوقت بقولك لأ ملمستهاش لا وانا صاحي وفايق ومتجوزها بقالي خمس سنين ولا وانا سكران ومش داري بنفسي وباللي بعمله..
مريم عارفه انه مبيكدبش: كلام فاضي عمري ما هصدقه
يوسف: بس انتي مصدقاه، وجودك هنا ورجوعك لحضني عمره ما هيكون غير انك مصدقه انك لوحدك اللي في قلبي واني ملمستش غيرك
اللي كان في بطن رقيه مكنش ابني يا مريم، حتي لو كان ابني كان هيبقي حصل وانا متخدر ومش حاسس بحاجه يعني مكنتش في وعيي، لكن ربنا عصمني من الذنب ده وخلاني مقربش منها.. مش عايزه تعرفي ايه اللي حصل؟
مريم كان نفسها يكمل: مش عايزه اعرف ولا افهم حاجه، كل اللي عارفاه انك اتجوزتها، سبتني وسافرت وخدتها معاك ورميتني ضايعه وتايهه من غيرك، ودلوقت جاي تتجوزني عشان تاخد الجواز وسيله لكل حاجه وكل كلمه تحصل ما بيننا، ولو اعترضت ازاي تعترضي او تبعدي عني وتسيبي بيتك وانتي مراتي؟ شئ مضحك جدا
يوسف: انا اتجوزتك عشان بحبك! انا عمري ما حسيت ولا لحظه ان الجواز ده ضمان لعلاقتنا.. انتي لو في الأخر قررتي انك تطلقي هطلقك..
مريم الكلمه وجعتها مع انها مش بتقول حاجه غير انها عايزه تطلق، لكن مش عايزاه هو اللي يقولها..
مريم: يعني انت مش جايبني هنا عشان مجرحش رجولتك والناس متقولش دي مرات يوسف سايبه البيت وماشيه!
يوسف: الموضوع ملهوش دعوه بيا، ليه دعوه بينا احنا الاتنين انا جايبك هنا عشان اجاوبك علي كل سؤال عايزه تعرفيه..
مريم بغباء: طالما الموضوع ملهوش دعوه بيك زي ما بتقول يبقي قولي كدة احساسك هيبقي ايه لو انا اتجوزت واحد خمس سنين وبعدت عنك، ومش هخليه يقربلي زي ما انت عملت؟
يوسف بيحاول يمسك اعصابه لأنه عارف انها بتستفزه ومريم مكمله: لو خليتك تحس باللي انا حسيت بيه الخمس السنين، قد ايه هتكون دلوقت انت هادي ومستوعب كلامي واحبسك واقولك تعالي أفهمك انا عملت كده ليه هتيجي معايا ولا كأن حصل حاجة.. حط نفسك مكاني كدة وقولي هيكون احساسك ايه؟ سؤال غبي مش كده؟ سؤال انا عارفه اجابته مسبقا...
يوسف بهدوء: معنديش جواب للسؤال ده يا مريم
مريم: كذب..
يوسف: بجد معنديش جواب للسؤال ده معرفش رد فعلي هيكون ايه؟ يمكن كنت اروح اقتل جوزك ده واقتلك انتي كمان، يمكن كنت اسيبك في حالك ومطيقش اشوف وشك ومش هسامحك.. بجد مش عارف وقتها الزمن هيكون عمل فيا ايه! بس عارف حاجه واحده! حتي لو مسامحتكيش، كنتي هتفضلي في قلبي ومش هعرف احب بعدك، كنت هفضل احبك انتي وبس، كنتي هتفضلي بنتي وحته مني لو احتجتيني هتلاقيني أول واحد واقف جنبك، كده جاوبتك؟ جاوبيني انتي بقة.. اية ردك في اني لسة بحبك ومش قادر اعيش من غيرك وعايز ترجعيلي؟ جاوبيني!
مريم: متحلمش اني اجاوبك! انت جايبني هنا وبتستغل حبي ليك وضعفي وعايزني بس اقولك الكلام اللي انت عايز تسمعه مش اللي انا عايزاه
يوسف: طب قولي اللي انا مش عايز اسمعه! قولي كل حاجه بخاف اسمعها منك، اصلا الجواب علي لسانك
مريم: والله طالما انت بتتحمل كل حاجه بقولها علي لساني ليه ضربتني وقتها!؟ لو انت معملتش كده كان ممكن أصدق كلامك دلوقت!
يوسف: وقتها انا متحملتش، انتي لو كنتي ادتيني فرصه واحده اتكلم معاكي بدل العناد مكنش كل ده حصل..
مريم: عناد؟ يعني اني اسيبك واروح واطلب الطلاق واسافر ده بس لأني عنيده وبحب العناد، مش لأنك عملت كوارث مثلا لأ لأني عنيده صح؟
يوسف قرب منها بحنان: بعترف اني غلطان، وإني ظلمتك كتير.. بس كان ليا اعذاري لكن انتي مش قادره تسمعيني حتي، ولا تسامحيني، ده انتي اكتر حد في العالم ظلمك اللي هي امك سامحتيها، وانا مش قادره تسمعيني ولا تسامحيني
مريم بعتاب ووجع: بس انت مكنتش زيها يا يوسف! انت مكنتش زي اي حد في حياتي، كنت مختلف عنهم كلهم، في عز وجعي وضعفي حتي وانا موجوعة منك كنت محتاجالك انت، لما كنت بحب اهرب من الدنيا كلها كنت انت ملجأي الوحيد، كنت انت أماني يا يوسف، انا مش هخاف منك زي ما كنت بخاف من امي، تخيل لما الأنسان الوحيد اللي تستثناه عن العالم كله هو اكتر شخص يأذيك!
يوسف حس بيها وكان عايز يدخلها بين ضلوعه في اللحظه دي، بس مريم مش بتسمحله أبدا: ليه ضربتني يا يوسف؟ لانك مكنتش متوقع من مريم ان يطلع منها جمله زي دي، ولا لأنك مفكر دايما انك مهما هتعمل فيا هتلاقيني موجودة ومش هقدر اتخلي عنك، ودلوقت انت خاطفني وحابسني عشان انا رافضه اني اكون معاك ودي حاجه مجنناك صح؟
للأسف يا يوسف انا اتغيرت ومبقتش مريم الصغيره اللي انت كنت مستنيها، مريم من بعدك لقت نفسها وسط وحوش ولازم تواجه كل ده، لو حد حول مريم دي فهو انت.. لأني انا لما كنت جنبك مكنتش خايفه، كنت حاسه بأمان، محدش كان يقدر يأذيني حتي امي..
يوسف بحب واسف: مش هبعد عنك تاني مش هسيبك تاني، انتي روحي يا مريم، مش هقدر ابعد عنك غير لما تعرفي قد ايه انا بحبك وانسيكي كل اللي عشتيه، انا عارف ان اسف واعتذار الدنيا كله مش هيكفيكي، لكن خلي الحب اللي بيننا يعدي كل ده، انا محتاجلك.. خليكي جنبي
مريم اتعصبت وزقته: انا مش هستني
خبطت برجليها الباب المقفول بغضب: مش هستني نهائي، مستحيل أنسي انك جبتني هنا غصب عني يا يوسف، انت مش هتقدر تنسيني اي حاجه فاهمني..
مريم مسكته من وشه عشان يبصلها: بصلي كويس، دلوقت قادر تبصلي وعايز تتكلم واسمعك، لية من خمس سنين مكنتش قادر تبصلي ولا حتي تسمعني.. انت سبتني بدون اي سبب
يوسف: وانتي دلوقت عايزه تعاقبيني نفس العقاب صح!؟
مريم: بس علي الاقل دلوقت انا عندي أسبابي(صرخت اكتر) بس انا مش هقبل منك اي اسباب مش بالطريقه دي ابدا مش هسمعك
يوسف قعد ومسك شمعه بإيده وفضل يمرر إيده عليها
مريم بخوف: حاسب ايدك ممكن تتحرق
يوسف: مش مشكله يتحرقوا، تعرفي انا في حياتي محستش بهدوء الأعصاب اللي انا فيه دلوقت!؟
يوسف استفزها علي الأخر وجن جنونها: انت عايز تجنني يعني، طيب جنان بجنان بقه...
مسكت شمعه هي كمان وراحت ناحيه الشباك ولعت المفرش اللي قدامها وكمان في ستاير الشباك..
كل ده ويوسف مش واخد باله وهي كملت ورمت الشمعه علي الكرسي اللي مصنوع من أقمشة ممكن تتحرق..
مريم بصتله ببرود: ها ايه رأيك كده!؟ اعتقد كده هيريحك أكتر
يوسف نط مره واحده ورمي الشمعه اللي في ايديه وقعت حرقت السجاد والستاره التانية اللي وراه وهو مش مصدق انها اتجننت للدرجه دي.. النار بدأت تشتعل جامد وبدأت تمسك في الشقه كلها ويوسف حتي مش معاه المفتاح عشان يخرج منها....ولحد هنا والحلقه خلصت ومتستعجلوش يا جماعه
الحرب لسه مخلصتش..
الحلقه الجايه قبل أسبوع ان شاء الله
رأيكم يا جماعه عشان ده بيشجعني جدا
ومتنسوش الفوت
أنت تقرأ
أخر أيام الحب
ChickLit" خايف بكره تندمي إنك في يوم حبيتيني " جمله بترن في ودانها كل يوم من خمس سنين ، ولو حد سألها وقتها عن ردها كانت هتقول أن حبه الحاجه الوحيده اللي عمرها ما هتندم عليها .. لو كانت عارفه وقتها أن القدر ممكن يلعب معاها وييجي يوم وتبقي الجمله دي حقيقه وت...