الحلقه الخامسه والعشرون

19.7K 700 137
                                    

اخر أيام الحب
بقلم/ ايمان حجازي
ايمووو
الحلقه ((25))

مريم وقفت وبصت وراها وشافت رقيه والنار بتحرقها، ربعت ايديها وابتسمت بتحدي واميره تمتمت بينها وبين نفسها: ولعت.. ربنا يعديها علي خير
اميره سابتهم وطلعت تشوف يوسف ولا محمود لأن مش حاسه المقابله دي هتختم بخير..
رقيه: كنتي بتقولي مين اللي اتجوز يا مريم؟
مريم: سلامه سمعك يا حبيبتي خير؟
رقيه بعصبيه: بقولك مين اللي اتجوز؟
مريم ببرود: اولا توطي صوتك وانتي بتتكلمي معايا، ثانيا بتسألي ليه علي حاجه انتي سمعتيها كويس؟ ولا عقلك مش مستوعب الحقيقه البسيطه دي؟.. ايوه يا رقيه انا ويوسف اتجوزنا خير عندك مشكله؟
رقيه مش مصدقه اللي بتسمعه: مش ممكن..!
مريم: فعلا معاكي حق، اتأخرنا قوي مش كده؟.. معلش بس الحمدلله اخيرا حصل ايه مش هتقوليلي مبروك؟
رقيه بتحاول تستوعب اللي حصل: وفين الفرح اللي عملهولك؟ ولا يا تري اتجوزك ازاي؟
مريم: والله اتجوزنا زي ما اتجوزنا، حاجه متخصكيش
رقيه كانت بتغلي من جوه وهي شايفه مريم بالقوه دي ومش قادره حتي تواجهها، ازاي يوسف يتجوزها اكيد في حاجه غلط؟ مستحيل يوسف يتخلي عنها وخصوصا انه عارف الحاله اللي هي فيها..
ويا تري اتجوزها بجد ولا دي تمثيليه من مريم، بس مريم هتكدب في حاجه زي دي ليه؟
افتكرت لما يوسف قالها انه بيفكر الفتره دي في حاجات كتير بس مكنتش متوقعه انه يتجوزها وخصوصا بعد ما قالها انه هيعيش معاها زي المتجوزين..
طالما كده ايه اللي مريم بتقوله ده ازاي يتجوزها؟
معقوله فعلا اتجوزها عشان ده اللي المفروض يحصل من زمان وان حبهم الكبير ده لازم يكتمل بالجواز؟
لا مش ممكن ابدا تسمحلهم بكده؟
مريم بنفس الثقه والتحدي: خير يا مدام رقيه ايه اللي جابك؟
رقيه: كان نفسي اقولك جايه ابارك لك يا عروسه بس يا خساره، فرحتك علي الفاضي، كنت مفكراكي كبرتي يا مريم وعقلتي وعرفتي يوسف علي حقيقته، كنت مفكراكي مش هتسمحيله يضحك علي عقلك تاني، بس الظاهر كده انك بتحبي تعيشي دور المضحوك عليها
مريم ضحكت: اللي عايشه في وهم دلوقت هو انتي يا رقيه، وهم مسيطر عليكي ومش عارفه تتقبلي حقيقه بسيطه قد كده
رقيه: وايه هي بقه؟
مريم: ان انا ويوسف لبعض، انا ويوسف اللي بيننا اكبر من الحب واكبر من التفاهه اللي انتي بتتكلمي فيها دي، انا ويوسف روح واحده، قلب واحد، نفس واحد، لا انتي ولا مليون زيك كان هيقدر يفرقنا والزمن كان هيلف وهنكون لبعض برضه مهما حصل..
رقيه سكتت شويه وبعدين انفجرت في الضحك: ويا تري بقه قالك علي الماضي كله وانتي صدقتيه! والحب الكبير اللي بينكم ده شفع له وغفرتيله( قربت منها اكتر وهمست) لدرجه انك سامحتيه علي انه يكون اب ويخلف من واحده تانيه غيرك؟ ايه الحب الكبير ده؟
رقيه بعدت عنها ومريم بصت لها بحيره ومن جواها مش مستوعبه اللي بتقوله، اكيد كدابه مستحيل يوسف يعمل كده..
مريم: شوفي يا رقيه مهما تكدبي ومهما تحوري وتلفي وتدوري كلامك كله ميسواش عندي تعريفه
رقيه ضحكت تاني: اكدب والف وادور؟.. هو بجد يوسف مقالكيش؟ اومال انتو اتجوزتو ازاي؟.. ازاي تقبلي تتجوزي واحد متجوز سابك خمس سنين وسافر هو ومراته وابنه اللي في بطنها؟
مريم مش مصدقه: كدابه، كل كلامك كدب
رقيه: عندك يوسف اسأليه؟.. انتي ايه اللي بتعمليه في حياتك ده؟.. ازاي تسمحي لنفسك بكده؟ ازاي تسمحي تتجوزي واحد متجوز وسابك سنين ورجع يقولك اسف تقوليله تقبلت اسفك يلا نتجوز؟ انتي ليه غبيه اوي كده يا مريم؟
مريم حست ان عقلها مشوش، مش ممكن رقيه تتكون بتتكلم جد، يوسف مبيكدبش وهو قالها ان ملمسش رقيه وان مكنش في بينهم علاقه زوجيه.. اكيد رقيه بتكدب؟
رقيه شافت حيرتها دي وعرفت ان فعلا يوسف مقالهاش فأبتسمت بنصر من جواها وكملت وهي بتحط ملح علي جروح مريم اللي ابتدت تتفتح واحده واحده..
رقيه: للأسف يا مريم انا مش عارفه ايه الفرحه اللي انتي فيها دي؟ مبسوطه ان يوسف اتجوزك؟.. تفتكري غرضه ايه المره دي من جوازه منك؟
مريم يمكن مش قادره تصدق ان يوسف كان بينه وبين رقيه علاقه لكن اللي متأكده منه جدا انه بيحبها ومبيحبش غيرها واتجوزها بدافع الحب..
مريم: يوسف بيحبني، واتجوزني عشان بيحبني، يا تري انتي بقه اللي اتجوزك ليه؟
رقيه ضحكت: مسألتيهوش ليه؟ ولا خاف يقولك الحقيقه، وانه بيحبني انا واتجوزني انا وبس، انا اللي عرفته من أولي جامعه وحبيته، انا حبه الاول والاخير والوحيد.. انا اللي كنت هبقي ام ولاده.. انا أول واحده يلمسها، وأول واحده تدوق حبه وحنانه، انا اللي وقفت جنبه السنين اللي فاتت دي كلها وانا اللي هفضل وبس لكن انتي!... يا خساره يا مريم فكرتك كبرتي وبقيتي اذكي من كده وشفتي الحقيقه بعنيكي!
مريم بتفتكر لما يوسف كان معاها اول يوم جوازهم، كل لمسه بينهم كانت مليانه حب، كل حرف قاله حست بيه، لا يمكن يكون كل ده كدب، هي اكيد كدابه لكن الاحساس اللي بينها وبين يوسف لا يمكن يكون كدب ابدا..
رقيه قربت منها اكتر: تعرفي اول مره كانت بيننا فين يا مريم؟..
مريم بصت لها وهي بتكتم غيظها بالعافيه: قصدك ايه؟
رقيه: قصدي اول ليله قضيناها بعد فرحي انا ويوسف كانت فين؟.. في البيت القديم، او بمعني تاني البيت اللي انتي غيرتيه وعملتيه مملكه العشاق بتاعتكم.. كان البيت ده اول مكان يشهد علي حبنا واول مكان اتجمعنا فيه..!
مريم عقلها زي اللي واقف، مش قادره تصدقها ابدا، يوسف مش خاين ابدا، مش لدرجه انه ينام معاها في بيت مريم، ده بيتها هي وبس، هي كانت اول واحده تدخل البيت ده..
لحد هنا ومريم مقدرتش تتحكم بأعصابها، بصت لرقيه بغضب: كدابه وستين كدابه، انتي ايه؟.. مصنوعه من ايه؟.. عايزه ايه مننا؟.. عملتي ايه من خمس سنين خليتي يوسف يتجوزك غصب عنه هه انطقي بدل ما ادفعك تمن القديم والجديد!
رقيه: خليته يحبني ويلعب بيكي انتي
مريم متحملتش ونزلت فوقها بالقلم في لحظه مكنتش متوقعاها رقيه: قذره وحقيره وزباله عمرك ما هتنضفي وتتخلصي من المرض اللي جواكي؟
رقيه مستوعبتش القلم وبصت لمريم بغضب شديد ورفعت ايديها عشان تضربها بس مريم مسكت ايديها وزقتها جامد لحد الجدار اللي وراها والاتنين زي القنبله اللي انفجرت
مريم: من زمان وانا ساكتالك واقولك معلش المرض بيعمل اكتر من كده، عماله تكدبي عليا وتلعبي الاعيبك القذره دي وانا بقول بكره تفهم لوحدها وتستوعب حقيقه الحب اللي بيننا، مش هسمحلك يا رقيه تدمري اللي بيني وبينه تاني فاهمه؟.. يوسف جوزي انا وبس وهيفضل ليا انا وبس سامعاني!
رقيه بتحاول تخلص نفسها من مريم بغضب: انتي اللي هتفضلي طول عمرك غبيه ومضحوك عليكي، يوسف طول عمره كان ليا، طول عمره بيحبني انا.. كنت شايله ابنه في بطني، وانتي مجرد لعبه بيتسلي بيها وهيرميها رميه الكلاب.. طول عمرك كنتي في السر حتي جوازك دلوقت في السر عشان يتسلي معاكي يومين ويرميكي وانا اللي  في النور والكل عارف اني مراته..
مريم: رسمتي لنفسك وهم وعشتي فيه وعايزه تعيشيني معاكي ومفكراني هصدقك؟
رقيه: انتي اللي طول عمرك موهومه ومش عايزه تفوقي..
فضلوا يتكلموا ويردوا علي بعض والموقف مولع زي البركان لحد ما يوسف ومحمود دخلوا بسرعه ولقوهم بالمنظر ده..
يوسف شد مريم بعيد ومحمود مسك رقيه
يوسف بغضب: ايه اللي بيحصل هنا ده؟
رقيه بصت ليوسف: كنت ببارك للعروسه! مش كنت تعزمنا يا يوسف علي الفرح حتي كنا نقوم بالواجب
مريم: واجبك وصل وخدتي ضيافتك وتتفضلي بره مع السلامه
رقيه: انتي مش هتطرديني من مكاني انتي اللي مين اصلا؟
يوسف زعق: بس انتي وهي.. في ايه؟
رقيه: انا جيت اشوف جوزي اتأخر عليا ليه ده كله وازاي يسيب مراته ويبعد، اسفه مكنتش اعرف انك مع تسلايه جديده! اوبس سوري اقصد قديمه، قديمه اوي..
يوسف مسك رقيه من دراعها بغضب: تعالي ورايا..
مريم شافتهم وبصت ليوسف اللي قبل ما يخرج لف لورا وبص عليها ولقاها ساكته وعنيها بتلمع بالدموع ودعي ان رقيه متكونش قالتلها اللي كان مش عارف هو يقوله..
مريم قعدت علي الكرسي اللي وراها وبتفتكر كلام رقيه، معقوله يا يوسف كنت متجوزها وعايش معاها لدرجه ان كان بينكم طفل؟
محمود بص لمريم: مريم، انا معرفش ايه اللي حصل ولا رقيه قالتلك ايه، بس رقيه دي مصيبه كبيره، ورطه ووقعت علي دماغ يوسف غصب عنه، يوسف بيحبك وعمره ما حب غيرك، في حاجات كتير انتي مش فاهماها ويوسف هيوضح لك كل حاجه بس انتي متصدقيش رقيه..
مريم دموعها نزلت ومسحتها بسرعه: اللي مكنش متوضح بقي واضح يا مستر محمود
محمود: اتوضح غلط وبطريقه غلط كمان.. رقيه دي تعبان كبير
مريم ضحكت بتريقه: فعلا لازم الغلط يتوضح بطريقه صحيحه، بعد اذنك يا مستر محمود عندي شغل ومش عايزه اتكلم..
محمود سابها وحاسس ان اللي حصل مش هيعدي بالساهل وهيرجعو تاني لنقطه الصفر..
خرج من باب الاوضه وكله غضب وهو بيتمتم: غبي يا يوسف غبي، مكنش لازم تتجوزها قبل ما تفهمها الحقيقه..
مريم كلام رقيه مش قادر يطلع من دماغها ابدا، كانت مراته وحامل منه، اتجوزها وسافر معاها هي، اول ليله بينهم كانت في البيت بتاع مريم، طول عمرها في السر وهي في النور..
كلام مش قادره تخرجه من عقلها مهما حاولت تفكر بالمنطق..
لا منطق جاي معاها ولا قلبها مطاوعها انها تعدي اللي حصل كأنه ما كان، في حاجه جواها كبيره مصدقه كلامها وبتتمني يكون الكلام ده كله غلط وأنها بس بتقول كده عشان توقع بينهم
ياريت يا يوسف فعلا يكون عندك رد بنفي كل الكلام ده
ياريت رقيه تكون كدابه فعلا

أخر أيام الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن