المشهد الواحد والعشرون

82 1 0
                                    


المشهد

( 21 )



المــــــــواجهة العـــــــاشرة



فيما مضى



في احدى معامل الكيمياء في كلية العلوم قاريونس

حيث تقف طالبة في سنتها الاخيرة من الدراسة لإجراء اختبارات و فحوص تثيرها معرفة نتائجها

بعد تلك المقالة التي قرأتها عن محتويات المشروبات الغازية و مكونها الرئيسي المشكوك في صحته

بلباس المعامل الأبيض و نظارة طبية تستريح على انفها و العديد من علب المشروبات الغازية من الشركات المعروفة

مثل الكولا و البيبسي كولا و ريدبول !

وهي تفتح كل منها على حِدى و تضيف اليها المواد اللازمة لمعرفة المكون الرئيسي

فدونت كل نتائجها على دفترها للمقارنة فيما بعد

فكل منها تحتوي على نسب متفاوتة من غاز ثاني اكسيد الكربون و الماء و السكر و اللون بالإضافة الى مادة الكوك المستخرج الرئيسي من نبتة الكوكايين !!

لم تكن تعلم ذالك بشكل دقيق الا ان تلك المقالة المثيرة اثارت شكوكها خصوصا انها احد مدمني المشروبات الغازية حتى انها في يوم افضت لزوجها بشكّها بإحتواء المشروبات الغازية على مخدر او سحر يجعل شاربها لا يتخلى عنها و مدمن لها !!



اذاً لا وجود لمادة الببسيين او لأي دهون على الاطلاق وكما نشر في المقالة انها مستخرجة من أمعاء الخنزير !!

ولكن لا يزال يضل لهذه المشروبات سر لم يُفصح عنه بعد !!

لكنها لن تتخلى عن اجراء تجربتها الاخيرة وهي بركان الكولا !



نظرت حولها بابتسامة ماكرة ووضعت السائل الغازي في وعاد مجوف و اضافت عليه قطع من المنتول ليتصاعد الغاز البني في جنون واخذ ينسكب على الطاولة بفوران كبير وهي تنظر الى الأعين المحدّقة و البعض منها مبتسم للتسلية ..



تنهدت بصوت خافت وهي تزيل النظارة عن انفها بعدما اغلقت دفترها و القت نظرة على كل الشباب و الفتيات المتواجدين في المعمل للدراسة لتخلع المعطف الابيض و تلقيه على احدى ذراعيها و ترفع دفترها و تضعه في الحقيبة و تحمل بعض المناديل لمسح آثار البركان و تلملم العلب لتلقي بها في سلة المهملات ما عدا واحدة حملتها في يدها لكي تلقي بها في جوفها وهي ترسم ابتسامة على مُحيّاها .!



الى ان جائها صوت رنين هاتفها الخليوي المكتوم القابع في قعر الحقيبة فتضع العلبة على الطاولة وهي تمسك بكلتا يديها بحقيبتها لاستخراج الهاتف والذي وعندما القت نظرة اليه كان هو زوجها المتصل ،

لتضغط زر الاستقبال و يأتيها الصوت الاجش المحب من الطرف الآخر مُلقيا بجملة واحدة على مسامعها : انا في انتظارك !

تبتسم بأمل مخبأ في أحشائها أنها لابد ان تفاجأه و تفاجأ نفسها اولا رغم أنَّ لها القدرة على اجراء الاختبار هنا في المعامل الا انها ارادت ان تجمعهما هذه المفاجأة سويا في منزلهما وهي تهمس له في الهاتف : قادمة حبيبي !!

تغلق الهاتف و تخرج شبه راكضة الى مواقف السيارات في الكلية المكتظة بالطلبة من كل الكليات في فترة الاستراحة والساعة لم تتجاوز الثانية عشر ظهرا ً!



خرجت تحث الخطى على التقدم رويدا ناح السيارة الفيراري السوداء القابعة هناك والتي تثير اعجاب كل من يمر بها

فزوجها يعشق هذه السيارة حتى الجنون بل بكل السيارت التي تشبه الفيراري رغم تنافيها مع منصبه و عمله كرجل اعمال ،

رجل اعمال و يقود سيارة رياضية هذا لم يرقها يوما ولكن رضخت لحبه و عشقه الابدي ، الفيراري !!



بإبتسامة تضيء وجهيهما وهو يهم بفتح قفل الباب لها وهي تُطأطِأ الرأس و تحني الجسد لتلج للسيارة و تغلق الباب وهي تلقي السلام و تبث له اشتياقها بعينيها المركبة الالوان !

إبتسم لها بمودة وهو يحمل يدها اليسرى المستريحة على حضنها ليكورها في يده و يقبلها في حنان و يسأل : حبيبة . اذا هل كان يومك جيدا ؟!!



لتجيبه بحمرة و حرارة كست خديها وهي تضيق بخجل ما بين حاجبيها وهي تهمهم وتوميء برأسها استجابة : نعم كان جيدا و مضى بسرعة لم اشعر به كوني كنت قد عقدت العزم على اجراء الاختبارات على المشروبات الغازية !!

تنطلق ضحكة من فيّه وهو يسير خارجا من المواقف الى الطريق الرئيسي في الجامعة متجها الى خارجها بعد نصف ساعة من الازدحام في هذه الساعة ، وما زالت يده تحتضن يدها و يقبلها بين فينة و اخرى : يا الهي هناك وسواس ينخرك ، اذا قد فعلتِ ما اردتِ، وما كانت النتائج ؟!!



لترد في هدوء جميل يعكس هدوء شخصيتها : القليل من الكوكايين !!

تسمعه يهمهم ويلوي شفتيه في فهم : مثيييير، اذا كنتِ على حق ؟!!

: على ما يبدو ، رغم ان هناك العديد من الشكوك تساورني !!

اممم هل سنمضي الوقت في التحدث عن الكولا ؟!!



وهي محرجة اشد الاحراج و تدير رأسها لتنظر الى اسوار الجامعة الخارجية و مترددة في القول و الطلب : عاصم ؟!!

: نعم حبيبي ، تعشق هذا التدليل فهو لا يناديها الا بحبيبي !

: هل لنا ان نمر على صيدلية ونحن في طريقنا الى البيت ؟!! وهي تشد بقوة و توتر على حقيبتها المستريحة على حجرها !

يلتفت لها في تعجب و قلق : لماذا ؟ هل تعانين من شيء ؟!!

: امممم لا كنت افكر فقط في شراء احممم بعض الحاجيات الطبية !!

يرفع حاجبا متسائلا وهو يخطف نظرة جانبية لها : هيا ألن تقولي ما تريدين ام هو سر ؟!!

تتنحنح و هي تتحرك في مكانها وهي تزيد الضغط على الحقيبة و وجهها قد اضاء و هي تقول بابتسامة : اريد شراء اختبار حمل !!



صمت .!!

تنظر الى وجهه جانبيا وهو يمسك بالمقود و يتخطى السيارات بكل براعة السائق : هل تشكين بشيء ؟!!

حارس العذراء  # Land of Angels / مكتملة /حيث تعيش القصص. اكتشف الآن