المشهد
( 16 )
المـــــواجهة الــــــرابعة
تلك الموسيقى الغربية الهادئة التي تتراقص عليها قدماها المحنيتان اللتان تكادا تبتعدا عن الارض
تلف حول نفسها وهي تمد ذراعيها على طول الغرفة الكبيرة الحديثة الطراز بجدران عتيقة
منسجمة لضربات البيانوالمتناغمة مع الكمان
تجمع شعرها بعقدة خلف رأسها وخصلات عديدة قد افلتت لتلامس ذاك القناع الابيض الذي يظهر منه عيناها وشفتاها
تتوقف لتجري بسرعة الى غرفة الملابس تضع يديها على خاصرتها محتارة ما تلبس
تشعر انها قد عادت بالزمن الى الوراء اربعة عشر عاما .. تشعر انها رجعت تلك الفتاة المراهقة
تتلهف لاذهاله .
تقلب الملابس وتسقط بعضها على الارض وتقيس بعضها ثم تخلعه
ماذا ستلبس .. عاري ام ساتر .. طويل ام قصير .. صاخب ام هادىء ..
تريده ان يراها كما كان يراها قديما .. تريد ان ترجعه الى الوراء الى الحنين .. الى ياسمين ..
فموعد عودته الى حياته الطبيعية الآن هو مناسبة لابد من الإحتفال بها
وسيعود مُرغماً او راضياً الى احضانها !
متناسية زوجها وحياتها ونفسها !!
.
.
.
يقود سيارته الى منزله الذي تركه لسنوات دون عناية مرتحلا كالغجر من وطن الى اخر
تعددت عليه الاوطان ولكن استطاعت احدى النساء ان تبقيه حبيس ديارها سنين
هو رجل حر ما قيدته النساء يوما وما قيدته العادات يوما ولكنه يعرف حدوده جيدا
يلقي بنظرة الى المرآة فلا يراها ، استغرب من تصرفها
اما هي من كانت مختبأة وراء المقعد الامامي خائفة ان يراها احد ويبلّغ عنها عند اخوتها
الذين يظنون أنها تعمل في مشغل للسيدة حليمة وليس في منزلها !!
حينها ستُعلّق مشنقتها على بوابة الحي ، تختطف النظرات ترفع رأسها ترى الشارع ثم تنزله بسرعة
اراد ان يضحك من تحركاتها العفوية ، تنهد في نفسه واستمر بالقيادة الى ان وصل منزله
ابتلعت ريقها وهي ترفع عينيها الى ذالك المكان المحاط بالاسوار الضخمة
يضغط على عدة ازرار لتنفتح البوابة الحديدية امامهما
يقطعا تلك المسافة الى المنزل الرئيسي على الطراز الحديث وجداً !!
أنت تقرأ
حارس العذراء # Land of Angels / مكتملة /
Любовные романыملحمة الحب و الأرض و المنفى يوسف النصف الماني في زمن ما التقى بفتاة سمراء تعلق قلبه بها ، بحث عنها و لم يعد يجدها ياسمين الزوجة السابقة تهرب من زوجها و تلحق بيوسف لإصرارها على عودته لها فهل سيعود لها يوسف و ينسى محبوبته التي تتعذب في مكان ما ! ف...