المشهد الثاني

204 3 0
                                    


المشهد

( 2 )

الساعة الثانية عشر ظهرا

لا زالت جالسة مقرفصة تراقب الفرن المشتعل وحرارته التي ادفأت عظامها المتخلخلة

بملابسها الشحيحة ومنديلها الذي تجمع به شعرها في كومة فوق رأسها

ويديها التي تعمل في سرعة فعليها أن تنتهي من الكمية قبل السادسة

وهي حتى الان لم تصل لنصفها

طرقات على الباب انقذتها فها هي صديقتها قد هبت لمساعدتها

لتنادي عليها : ادخلي يا وداد

تدفع وداد الباب وتدخل مغلقة الباب خلفها

محيية صديقتها التي قالت بسرعة : بسرعة يا وداد فانا حتى اللحظة لم انهي نصف الكمية

وداد وهي تخلع عبائتها السوداء القديمة وحذائها وتجلس مقابلة لصديقتها

: لماذا لم تخبريني منذ البارحة كنت جئتك من الصباح وهي تنظر الى العجين

وتنظر الى مريم التي تعرقت تماما من الفرن ومن السرعة ومن التوتر

لترد : لم اكن اعتقد بأنني سأكون بطيئة ففي كل مرة اشعر أن العجين يتكاثر

وداد : والآن ماذا علي أن افعل ؟

مريم : تشير الى كمية معينة : خذي هذه وغمسيها في الشوكولا ثم في الفستق

بدأتا العمل بسرعة وهي في كل مرة تخطف نظرة الى حمود الصغير

فها هو يلعب في احدى الحفر ماسكا الاتربة بيديه الصغيرتين

يجمع الحصى وينقله من مكان الى اخر واحيانا على ثيابه

لتتحدث اليه : حمود حبيبي تعال الى هنا واترك هذه الاتربة من يدك

ينظر اليها الصغير ذو السنتين بعينين بنيتين كبيرتين في وجهه الصغير الدائري

وفمه الصغير وشعره البني الخفيف فهو يشبه والده كثيرا حتى ذلك البياض الناصع الذي يغطيه !

ينظر في وجهها ضاحكا ضحكة بريئة ويحرك رأسه يمينا ويسارا

تبتسم له : حمود تعال خذ هذه القطعة من العجين والعب بها كفاك لعبا في الاوساخ

ينطلق لها في فرح وعينيه تشع ، يركض في اتجاهها ملتقطا تلك القطعة ويجلس بجانبها ليلعب بها

فيما تنظر وداد لهما في محبة : يا له من طفل جميل

ثم تهمس لمريم ناظرة الى اتجاه غرفة محددة : وأباه ماذا يفعل اين هو ؟

تلتقط مريم انفاسها فهي مهمومة من هذه السيرة ولا تحب التحدث عنها لتهمس بنفس النبرة : تعرفين يقضي وقته أين ومع من .. ومن ثم ينام ولا يدري عن شيء ابدا..!!

حارس العذراء  # Land of Angels / مكتملة /حيث تعيش القصص. اكتشف الآن