المشهد
( 29 )
إلى ساذجة
لا شك .. أنت طيبه
بسيطةٌ وطيبه ..
بساطة الأطفال حين يلعبون
وأن عينيك هما بحيرتا سكون
لكنني ..
أبحث يا كبيرة العيون
أبحث يا فارغة العيون
عن الصلاة المتعبه
عن الشفاه المخطئه
وأنت يا صديقتي
نقيةٌ كالؤلؤه
باردةٌ كالؤلؤه
وأنت يا
من بعد هذا كله ، لست امرأه
هل تسمعين يا سيدتي
لست امرأه..
وذاك ما يحزنني
لأنني
أبحث يا عادية الشفاه
أبحث يا ميتة الشفاه
عن شفةٍ تأكلني
من قبل أن تلمسني
عن أعينٍ..
أمطارها السوداء .. لا تتركني
أرتاح ، لا تتركني
وأنت يا ذات العيون المطفأه..
طيبةٌ كاللؤلؤه ..
طيبةٌ كالأرنب الوديع
كالشمع .. كالألعاب .. كالربيع
هامدةٌ كالموت .. كالصقيع..
وذاك ما يؤسفني..
لأنني ..
يا أرنبي الوديع ..
أضيق بالربيع
وأكره السير على الصقيع..
لأنه يتعبني..
لأنه يرهقني
***
وددت يا سيدتي
لو كنت أستطيع
حبك يا سيدتي.
لو كنت أستطيع
( نزار قباني )
المــــــــواجهة الأخــــــــــيرة
عيناه غائمتان من الصدمة
عذراااااااااء
عذراااااااااااء يا يوسف
يعتصر قبضتيه بقوة و انفاسه تسارعت
كيف له ؟!! كيف له ان يصدق ما قاله الذئب البشع عنها
قد قتلت فرحتي مرة بلقائها و ادميت قلبي مرار علقم في حلقي بسببك ايها البائس فكيف لي ان اتذكرك في ليلة زواجي كيف ؟!
آآآآآآآآآآآآآآآآه يا فؤاد والف آه لن تكفي
سأغرس سكيناً في صدرك كي تعرف ما فعلتُه كذبتك القبيحة بقلبي ايها المريض
جعلتني اعاشرها وأنا اظن أنها امرأة مجربة
يضغط على اسنانه بشدة تكاد منها ان تتحطم ووجهه مسوداً بقسوة
تستلقي على جانبه بهدوء بشفاه مبتسمة و شعرها الذي يغطيها و يغطي كتفيها وهو يمرر اصابعه برقة على تلك الشفاه و يقبل كتفها بشغف مميت وهو يدفن رأسه في شلال شعرها و يحتضنه بخده
يا لظلم الزمان يا مريم
رغم انك قد كنت عذراء الا ان الزمان قد ظلمنا
ظلمني انا و انتي
ظلمنا بعذر الانتقام و الخيانة
كيف لي ان اعوض لك تلك المشاعر المجنونة التي اغرقتك بها الليلة بظنون مختلفة
قربك مدمر لقلبي وجارح له في آن معا يا جميلتي
وهو يضع كفها الصغير الرقيق فوق قلبه النابض بعنف لمجرد لمستها وهي نائمة انظري بنفسك الى ذاك القلب الضعيف للمستك الغائبة فكيف بي اذا وضعتها راغبة !
و النيران تشتعل في جسده راغبة في المزيد من مريم قربك وجع وجع وهو يضغط بعنف على عينيه وكل ملامحه قد ثارت
تدارك صدمته كي لا يشككها بنفسها و بنفسه و استلقى بجانبها كمن سَرقت منه الحياة روحه في لحظات حب وقد شحب لونه واضعاً كفيه على وجهه مغطياً عيناه الحمراوان بالدموع من الفرحة و المفاجأة والصدمة العقيمة
لم يلمسك احد قبلي يا مريم
كنتِ لي وحدي منذ ان رأيتك و تمنيتك و عشقتك فآآآآآآآآآآه لو تعرفين مدى هذا العشق يا حبيبة يوسف
اخذ يقبلها بلهفة و شغف و حب حتى فتحت عيناها لدغدغة شعر ذقنه و شاربه لوجهها وهي تضع يداها على صدره مستكينة في احضان من سلبها الليلة لُبّها وجعلها تحلّق بين النجوم حقيقة لا خيالاً
عنيف بقبلاته حنون بنظراته قوي بلمساته مرعب بدقات قلبه
تُقبّل عضده برقة و عنفوان وقلبها يكاد يُجن من شدة قربه و التصاقه بها و جنون قبلاته
فيا لراحة نفسها و هدوئها فهي تعيش في دنيا خارج الزمان و المكان وهي تشدد احتضانها له بقوة ولم تخجل : لا تتركني يا يوسف لا تتركني ابداً ابقى هنا انت وانا و الزمن فقط
لأول مرة يسمع اسمه من بين شفتيها وكم هو جمييييل و لذيذ و مغري يرفعها لوجهه ليتقابلا
وهو يستنسق ريحها و يرتشف شهد شفتيها ويهمس : لأموت انا و الزمن ولتبقي انت يا مريم لن احتمل فقدانك و بعدك اكثر
وهو يقربها اكثر و اكثر متمنيا ان يمنحها اللجوء الى صدره و تقبع به ابد الدهر فأنتي امرأتي مخلوقة لي وحدي ولن افرط في شعرة منك اقسم لكِ ! اقسم !
وفي باطنه نوايا كلها ستتحقق في الصباح ان شاء الله و ثأري و ثأرك وثأر طفلي بيدي هاتين سآخذه
واعدك ان اجد مكانه وعد لن ينتهي يوم الغد الا وقد حققته لكِ !
.
.
.
.
يلفهما الصمت و التفكير
يسمع صوت نشيجها ويرى فيضان عيناها التي لم تلتفت له منذ ان ركبا معا
كم يؤلمه نبذها و اعراضها عنه و رفضها القوي و طلب طلاق سريع لم يكن في الحسبان
ينظر لها بجانب عينه و يده يدعك بها جبهته فهل سينفع العنف معك يا وداد
واي رجل ذاك هو الذي لا اسواه ، أنا من نسيت كل مبادئ الأصول و الدبلوماسية و تصرفت بتهور كي أحصل عليك
هي تلك رغبة قد تفجرت في اعماقي حين رأيتك لأول مرة
لم احتمل ان تعيشي في منزل اخي و تعملين هناك كخادمة فمالذي ينقصك انتي دوناً عن النساء .!!
كلما رأيت عيناك سرت بجسدي تلك القشعريرة المُرة حتى لم اعد اميز أنني في ورطة قد سعيتُ اليها
لم اجبر امرأة في حياتي على البقاء معي او معاشرتي
لم اظن انني سأقتل حباً في قلبك لم اتبينه ولم اعرفه
اعلم ان لديك الحق وكل الحق في الحب من رجل في سنك
ولكن ذنب ذاك القلب من خان نفسه و زوجة واولاد
يذكر تلك الايام حين كانت تقف معه وكأن هالة من حب تلفهما ليقبض عليها شقيقها متلبسة
زوجوها رغماً عنها ومنعوها من الدراسة لكي لا تلتقيه
حب عمر كان ذاك يا وداد قد قتله جهل المجتمع بالحب
هربت لكل مكان كي لا اكون في اي مكان
اعترف انني قد عاشرت الكثير من النساء حتى دون زواج و اخرهم كاثرين التي قيدتني بأطفال ليس لهم ذنب في تركهم هائمين !
لذالك اعرف تماماً ذاك الشعور المميت المُسمى بالعشق اعرفه صدقيني !
ولكن اراهنك واراهن نفسي على ان اجعلك تحبيني في نصف يوم وسنرى يا وداد !!
هي كانت تائهة بعييييدة محبطة وحزن السنين هاجم قلبها النقي
عاشت اسيرة صمت عن حب و صبر على ذاك الحب وامل في توبة لم تكن ابداً
وقهر قلب لم تكتمل فرحته بالرجوع
سيّرتها الاقدار لذاك الرجل الجالس جانبها
فلماذا هي دوناً عن النساء تجلس بجانبه
مالذي ستقدمه له
حيرة تضرب بعقلها شمالاً و يميناً
تلقي نظرة سريعة الى الوجه المتجهم و اليدين القابضتين بقوة على المقود فقط يتنفس ولم ينبس ببنت شفة
فكيف تهورت و هربت بهذه الطريقة ولم تواجه كان لابد ان تصمم على الطلاق لا على الخروج معه الى بيته بمسمى جديد – زوجة –
انه آخر صيحات جنونك ياوداد
تزفر بقهر و قوة وهي تضغط بأظافرها على باطن يديها تتمنى ان تقفز للتو من السيارة ولا تبالي فما مصيرها معه بعدما سمعه منها واذلالها له امام عائلتها فهل سينتقم منها ؟!!
كل منهما يترقب ما سيفعله الآخر به !
يصلا الى المنزل الذي لم تتغير تفاصيله منذ آخر مرة كانت به
ها قد عادت اليه سيدة بعد ان كانت به خادمة
يتقدمها ليفتح بابه على مصراعيه لدخولها المبجل وعلى شفتيه غمزة خبيثة لأنه سيروضها حااالاً !
توقّع الآن أن تصب جام غضبها عليه و تصرخ و تُقيم الدنيا
توقع انهيارها و توسلاتها له كي لا يقربها
فقط تمنى كل ذالك كي تعطيه الحُجة القوية لدفعها في احضانه
ولكن كالعادة كل ضنونه قد خابت !!
وما ان تقدمته وهو ينظر الى ظهرها وهي ترتدي ذات العباءة البالية وبقدميها صندل اسود يلتف حول ساقيها كالخلخال
ووجها الدائري المميز الذي تزيده الزينة وربما ايضاً تنقص من حقه جمالاً !
كم انتِ متناقضة !
تقف في المنتصف وفي رأسها تدور فكرة الهجوم فهي لم تقتنع بكل تصرفاته معها وتُكتِف اليدين حول صدرها و تلتفت اليه قائلة بلهجة لدقيقة قد الجمته و صدمته وهو يهم بشرب جرعة ماء علها تطفئ حر جوفه الذي اشعلته : مالذي تريده مني ؟!!
اغمض عينيه لوهلة مسيطراً على نفسه فهل تعرف مالذي يريده منها وكإمعان في اذلالها يردد : اعجبتني واريدك
يقترب منها في هدوء وهي ترفع رأسها بشموخ صدمه وقوة غريبة تلفها فهل ستكونين عصية علي يا وداد ؟!! يتدارك نفسه بالرد في برود مكملاً كلامه وهو فقط يريد ازعاجها مسلطاً عينيه برغبة جامحة على كل ركن من جسدها الغض: ليس لدي اي شرط لتعيشين معي سوى شرط واحد – بينما ترفع حاجبها تساؤلاً و يديها تحاولان في رعب داخلي قد هزها هزاً من نظراته الوقحة - تغطية جسد يبدو امامه عارياً : ان تكوني في فراشي كلما طلبتُ منكِ !
اشتعلت النيران في احشائها قاومت لسانها الذي كاد ان يتلفظ بألفاظ سوقية ستوقفه عند حده لتسأل في برود يماثل بروده اللامبالي : حدّد المُدة !!! وهي تضغط على كلماتها بقوة و تشدد على حروفها مستفزة له
يا لوقاحتك اقسم بأنك تريدين تربية كما فكرتُ اول مرة اراك فيها ايتها الغبية ، لا بل لستي غبية انتي جبارة و حذرة ، يضغط على شفتيه غيضاً منها إنها تبيع نفسها له تلك الحمقاء محددة مدة فعلاقتهما على ما يبدو ستكون متفجرة
يتقدم خطوة اخرى منها وهو يقف امامها مباشرة رافعاً بأصابعه ذقنها المدبب لينظر جيداً الى شفتيها اللتان ارتعشتا لبرهة و عيناها المصممتين على اذلاالها واراد ان يمعن في تسليته : فلنقل هممم اسبوعاً !
شعر باهتزازها و ارتعاش جسدها و اخترق تفكيرها الذي قد كشفته عيناها – اذا هي مجرد متعة ليلة سينهيها ثم يرميها ، ولم يخب ضنها فيه فهي قد توقعت ذالك فلما هي بالذات ان لم يكن الأمر له علاقة برغبته فيها وفقط !
يا لذُلِّكْ و عارُك يا وداد
حاولت ان تمسح على وجهها وهي تسمعه يقول : اذا اردت الخلاص مبكراً فيمكننا البدء – وهو يحرك ياقة عبائتها بقرف – الآن !!
قلبه كان يتلوى من الألم وهو يرى ملامحها المصدومة ، وجهها الأبيض المخطوف الألوان وهي تقاوم دمعها وتتظاهر بالقوة التي سيهدمها في اقل من يوم وقد وعدت ولن اخلف وعدي يا وداد !
دققتْ النظر له ونيران تخرجها من شفتيها ترتطم بصدره لتحرك عضلات قلبه و تنسفه نسفاً وهي تخلع العباءة و تزيح الوشاح عن رأسها في صدمة منه وذهول لجرأتها فنعم هي تريد الخلاص و بسرعة
شعر بأنه يريد ان يشد على قلبه حتى يعتصره فيا لحماقته حين فكر انه سيذلها و ستخضع له مجبرة
يداه التي جرت على قدها و يمررها على عنقها و اذنيها و يلامس صدرها الذي تكشفه تلك البلوزة اللعينة الشفافة ولا ترتدي تحتها الا لباسها الداخلي صار يتنفس بعنف وهو يرى جسدها المتفجر انوثة وردفيها التي تضغط التنورة عليهما وساقيها البيضاوين وعيناها العسليتين المتوهجتين ابتلع ريقه وهو يقبض بعنف على رقبتها وهو يردد بغضب : هل انت قدر هذه المحاولة البائسة لإغوائي ؟!!
: إفعل ما تشاء و لننتهي في اسبوع كما اتفقنا حسناً !
تباً لكي يصرخ بقوة ملتفاً حول نفسه : تباً لكي ألاَ تخجلين !
: ولما اخجل زوجي تزوجني ليرضي رغباته و ننتهي من الأمر إذاً لما انت غاضب
: وداد اسكتي والا اقسم انني ....
بتحدٍ تنظر له : تُقسم ماذا ؟!!
: لا تستفزيني يا وداد انا لا اريدك ان تذهبي معي الى الفراش مرغمة فقط لتنهي مدة غبية قد حددناها
: ولما ؟!! ألست زوجتك ؟!! مجبرة او راغبة لا يهم ! المهم هو ان ترضي نفسك و جسدك وهي تنظر له بقرف من رأسه الى قدميه
اذا هي من سعت الى ذالك و سأريها كيف ستُقدّس هذا الجسد الذي تقرف منه يهجم عليها في سرعة جعلت من صراخها يخرج عنوة عنها فهي استفزته فقط كي يبتعد عنها ولكن قد فعلت العكس كم هي حمقاء وهو يحملها على كتفه و رأسها يتخبط في ظهره
بدا مرعباً و عدوانياً وهي تضربه بقوة صارخة متوجعة من جرح بطنها : اتركني اتركني ابت ان تبكي فلن تبكي امامه بعدما امعن في الدوس عليها وعلى انوثتها لااااا لا تريد ان تعاشر رجلاً ليس بخالد
وهي يرمي بها على السرير حتى اهتز بقوة و يكمل الباقي امام عيناها وعيناه هو تتقدان شراً و احمراراً وهو يزيح الحذاء عن طريقه و يخلع ملابسه امام عيناها المصدومتان لم تستطع الكلام ولا الحركة تجمدت وكأنها قطعة من صخر تقبع مرمية على الفراش وهو يقطع بلوزتها و تنورتها و يرمي بهما بعيداً و اطبق على شفتيها بقوة يسحقها وهو يشدد يداه على خصرها وعقله يدور بشدة
توقف لهنيهة شاكاً بها فهي لم تحرك ساكن
لم تدفعه ولم تضربه ولم تشتمه حتى
ناظراً الى عينيها الجامدتين لم ترمش البتة
يضرب على خدها مفزوعاً بعد تلك الثورة المجنونة صارخاً : وداد وداد ودااااااد
تباً مالذي جرى لك تحركي
ودااااااد صرخته ايقضت عقلها فحركت وجهها في بلاهة و براءة ولم تنطق
ترك السرير غاضباً وهو يصرخ بها : غبيية تباً لك تباً تباااا رمى الملابس في وجهها و دخل حمامه مطبقاً بابه بقوة وهي لا تزال متجمدة على السرير غير مستوعبة لما حدث !!
.
.
.
من ينام في غرفة وهي في غرفة اخرى لا يطيقا رؤية بعضهما البعض
على الأقل هو حالياً بعد ذالك المنظر لزوجة والده و خسارته لشقيقه الذي تجرأ هذه المرة و افرج عن مكنونات صدره و مشاعره تجاهه بلا تزوير او تحريف مثلهم جميعاً فالكل يكرهه ولا يحبه ولم يتبقى له الا باقي عائلته من فقط يهابونه و يخافونه و الاكبر منه يحترمونه و يقدرونه ضناً منهم أنه رجل
رجل تهتز له المجالس وله هيبته خصوصاً بعدما فعله بيوسف قبل خمسة عشر عاماً
وايضاً ضناً منهم انه حامي العرض و الشرف ولا يعلمون انه من ضيّع العرض و الشرف ليس له فقط بل لهم جميعاً و لكل من عاش فوق هذه الأرض الطيبة
وكرجل قد يختبر تلك الرجولة لآخر مرة قبل ان تتحطم حصونه المنيعة يبكي بمرارة و غصة ذبحته وهو يضرب على صدره بقوة بعد ان شق ملابسه يشعر بالقهر مقهوووووووور مقهووووور يشعر ان الدنيا تطبق بحوائطها على صدره ليتلاشى بينها
فمن اين ستأتيه الراحة من اين وهو ولأول مرة يشعر انه عااااجز !
يتلفت حوله بجنون
هي وحدها
هي وحدها من سيحتويه من سيحبه من جديد
لن اخسرك هذه المرة يا ياسمين ستحبينني و سأعطيك الوقت كي تحبيني احتاج اليكي فلا تخذليني
سأعطيك فرصة و اثنتان و الف حتى تقتنعي بزواجنا حتى ولو لم يكن بيننا الاولاد لا يهم لا يهم
خرج راكضاً بخطواته الثقيلة الى الحجرة العلوية متلهفاً سيصالحها و يعوضها ويغرقها في حنانه حتى تعترف انه لها وهي له
وهو يفتح الباب على مصراعيه يصرخ فيه بلهفه ياسمين ياسمين
ولكن تلك الغرفة التي كانت تصفر بريح عاصفة و الستائر متطايرة و الخزائن مشرعة و فارغة وليس هناك اثر للياسمين
يمشي متباطئاً لا يصدق وهو يطبق الخزائن بقوة و يبحث في الحمام و حتى تحت السرير
لا لا لا يمكن ان تتركيني يا ياسمين و صرخته ترج المكان رجاً متردداً صداه في الخواء : ياسمييييييييييييييييييييين
.
.
.
وهي تجمع يديها على ذراعيها خائفة و مرعوبة و عيناها جاحضتان
قررت و نفذت وان كان سيقتلها اليوم لن تهتم فليس هناك من طريق ثالث بينهما إمّا ان يعيشا في همٍّ و خيانة طوال حياتهما او ان يفترقا لا حل ثالث ابداً
تصطك اسنانها ببعضها البعض وهي تغلق النافذة و الستائر ملتفتة حولها في جزع و هي تبدو كالمشردة وليست ذاتها الياسمين
ضائعة و مشتتة ضعيفة
تجلس على الأرض التي تغطيها السجادة القاتمة السواد كحياتها تماماً
قد ضيعت نفسها و ضيعته و ضيعت يوسف ايضاً الذي لم يعد يثق بها ولا بأخلاقها التي توسخت نتيجة التمرد و العناد و الحقد و الثأر
ضحيتهم هي
نعم هي الضحية الوحيدة في كل تلك اللعبة البائسة... لعبة الحب !
تبتلع شهقاتها و يعلو صوتها بنحيب مخيف مجهد متعب و انين حااااد يقطع القلوب
ليست نادمة ولم تفكر بالندم فقط فكرت انها قد خسرت كل شيء
الا شيء واحد قد تتمكن يوماً من العودة اليه ... يوسف
.
.
.
وكذالك في غرفة يكسوها البياض
حوائطها و ستائرها الساكنة و ارضيتها الرخامية و سريرها
وهو يرقد هناك بعينين يحيطهما السواد دامعتان حمراوان
ليس البكاء للرجال و أبداً لن يكون لي !
وهو متكوم في سريره دون غطاء وهو يركز النظر على احد المربعات الرخامية متخيلاً فيها أشياء و أشياء
أشياء مثل اهله الذين رموه في جُحر المرضى النفسيين وهو لم يدري
قد خدّره والده ونهض ليجد نفسه حبيس غرفة بيضاء كالثلج
لا يخرج منها ابداً ابداً هل سيسجنونه هنا للأبد
هل هو حقاً مجنون و مريض نفسي
نعم قد عاقبتهن كلهن و اعتديت عليهن ضرباً او شتماً او تحرشاً ولم يسألني أحد
هو ذنبها ، ذنب وداد من كادت تموت بسببه عدة مرات وحاول بالفعل الاعتداء عليها لولا انه انكر ذالك امام عمه
جسدها الشهي الذي يبرز كلما مشت بقوة او كانت الرياح تلعب بملابسها و تشدها عليها .
كصغير لم يفكر ما الخطأ !
و كطائش فكر في الخطأ !
فلن يحاسبه احد او يكلمه فلطالما فعل ذالك مع الخادمات
وها هي نهايته جليس المجانين الذين لم يرى منهم احد هنا غيره
اصبح الآن لقب المريض النفسي ملتصقاً به الى الأبد
هل فكّر عندما يكبر ويريد الزواج و يعرف الناس انه كان في مصحة للعلاج النفسي
فقط سيرفسونه خارج بيوتهم وهم يضحكون .!
يضع يديه على وجهه يحرر صرخة قهر من نفسه ومن عائلته التي رمت به تلك الرمية اللعينة وقد ظن انهم اول من سيرحمه ولكنهم كانوا اول من يدهسه !
مستقبله قد دُمّر تماماً تماماً
ومن كانا يتهامسان في الخارج وهي تجر رجلاها جراً بعيداً عن تلك الحجرة التي اعدوها مسبقاً لإيهامه
إيهامه انه في دار نفسية
لم يشك في الأمر رغم ان الزائر الوحيد له كان والده ولم يخرج البتة ولا يوجد اي شباك في الحجرة
خدعوه كي يقيموا سلوكه و تعتدل تصرفاته
يعلمون انهم قد يدمرون جانباً من شخصيته سينتقصها من نفسه حين العودة ولكن لا يهم
قبل ان يضيع كلية و يغرق في بحر وهو لا يعرف العوم و سنه صغير يجب عليه ان يتقبل واقعه الان
وان يتعايش معه
يسمعون كل يوم طرقه القوي الذي يكاد يحطم الباب و صراخه و بحة صوته و بكائه و همهمات ندمه
ولكن لا يا عمران لن تخرج ولن نغفر لك قبل ان ترفع رأسك عالياً و نرفع رأسنا بك عالياً
لن نسمح لإبننا الوحيد ان يضيع و نتفرج عليه لن نفعل
تسقط في احضان زوجها مهمومة ومغمومة و قلبها يتقطع على صغيرها من سيعاني الامرين في سجنه فهم ينوون تربيته من جديد ولن يردعهم شيء ولو فقد عقله كلية !
وسيخرج من هذه الغرفة نظيفاً !
.
.
.
مازالت في سريرها تحاول ستر نفسها و جسدها العاري إلاّ من ثياب داخلية ولازالت مشدوهة
لأول مرة في حياتها ترى رجلاً بذاك المنظر وليس اي رجل ، كان زوجها حازم كامل الرجولة !
تنتفض في مكانها و عيناها تذرفان دمعاً حزيناً و خديها اللذان اشتعلا شفقة على حالها و خجلا مميتاً
رؤيته انستها اين هي وماذا تفعل ؟!! لن تكابر حين تقول انها قد نسيت الدنيا تلك اللحظة .!
تلمس شفتيها تشعر بهما متورمتان و النار لا زالت تشتعل فيهما و اصابع يديه التي علّمت على خصرها وهو يقبض عليها بقوة
لم اكن اعلم يا خالد ان رجلاً غيرك سيلمسني
قالوا انك قد مت ؟!! لا ادري انا لا اصدق لا اصدق
عشتُ تلك الأيام على امل ان تظهر مجدداً ولكن لم يكن لي امل حقاً ان نتزوج
كم من مرة قلت أنك تُبت و عُدّْت الى جنونك ومعاشرة النساء
هل احلامي معك كانت سراباً
فلو لم تكن ، لم اكن انا هنا و رجل اخر يلمسني
حازم ذالك الرجل من قابلته اول مرة قوياً حازماً و رقيقاً جداً معها و عطوفاً عليها
لن تنسى انه قد وقف معها في اشد و اصعب محن في حياتها ولم يتخلى عنها !
والليلة قد رأيتُ حازماً مختلفاً لم يكن يوماً بارداً و شهوانياً و منتقماً وراغباً وزوجاً !
اصبحتُ زوجته يا خالد اي ليس لنا اي نصيب معاً
لمَا لم اطلب الطلاق و اصررت عليه لو كنتُ فعلت لرضخ ولم يرضى على نفسه اهانتها و طلقني
لكنني قد تحديت الكل و جئت معه هنا ، على اي اساس لا اعلم
تغمض عينيها لوهلة و تفتحهما مصعوقة !
تخرج من سريرها مسرعة الخطى وقبلها قد اخذت قميصه المُلقى على الأرض و ارتدته مزررة له في عجل وهي تركض خارجاً بحثاً عنه !!
كان يجلس في غرفة الجلوس بسروال بجامة و صدره العريض عارٍ وهو يُكتّف يديه عليه
يفكر فيما سيفعله الان مع كلتيهما
وداد وكاثرين النقيضين
وكحال اي مواطن بريطاني كما هو تماماً وزواجه في المحكمة خاضعاً لكل شروط الزواج هناك فهو لا يُسمح له بالزواج من اخرى !
وبناته الثلاث سيتشتتن بينهما في حال طلقت المحكمة كاثرين منه لعدم جواز زواجه من اخرى
يضع يديه على صدغيه
ليس نادماً وابداً لن يندم على الزواج من وداد من اطاحت بعقله و لن يتخلى عنها بعدما اجبر اهلها ووضعهم تحت الامر الواقع الكاذب الذي لفقه لها وعن شرفها ، فكيف سيكون رد فعلك حين تعلمين هل ستخرجين بلا عودة ام انك ستسامحين !
ايقضه من لجة افكاره خطواتها المسرعة وهي تتنفس بعنف ووجهها محمر بقوة وتكاد ان ترميه بقنبلة لتشوه له وجهه
ناظرا لها في ذهول و رغبة قد هاجمت جوفه مباشرة لمجرد رؤيتها بذاك المنظر
أجمل امرأة بقميض رجل و صدرها البارز و فخذيها و اقدامها الصغيرة و شرار عينيها و قبضتيها التي تكاد ان تقفز على وجهه لتلكمه وهي تصرخ في وجهه متخلية عن ذاك البرود : مالذي قصدته حين قلت انها لم تكن المرة الاولى التي تلمسني بها ؟!! ماذا فعلت بي ؟!! قل لي يا الهييييييييي
لم يتوقعها قد تتذكر كل جملة قد نطق بها ويا لغبائه لقوله ذاك الشيء الذي لا زال يقرف منه ومن فعله
وهي تكاد تنهار على الارض و دموعها و خوفها قد حطما له قلبه وهو يسرع الخطى تجاهها ممسكاً بيديها بقوة وهو يقول في ثبات : لم افعل شيئا اقسم لك !
وداد
همس وهو ينطق وقلبه يعتصره فنعم ذاك الوقت لم تكن تحل له ولم يكن من حقه لمسها قد تهور ولم يسيطر على نفسه وقتها حين رآها مرمية على ذاك الفراش الابيض ساقطة في غيبوبة و جسدها الراقد في راحة وكل تفاصيله قد برزت من ذاك القفطان الطبي القصير
لم يكن من حقه ان يقف هناك متفرجاً او زائراً
سولت له نفسه الاقتراب اكثر منها ليرى ولأول مرة وداد على حقيقتها
صدرها النافر الجميل الذي يغريه بقوة للمسه
خصرها الرقيق المرسوم رسماً و ردفيها و فخذيها و ساقيها الممتلئتين و بيضاوين كالحليب و اصابع يديها و قدميها الصغيرين
لم يقاوم نفسه وهو يزيح ذاك القفطان عن جسدها لتغرق عيناه به و يداه تتحسسها في رغبة ملتهبة لم يفطن لنفسه الا وهو يقبل شفتيها بقوة ويمرر يديه على كامل جسدها كأنها تحفة بيضاء قد خُلقت له ليلمسها بحرية .!
شعر بقوة هائلة تدفعه للمزيد ولكن عقله قد استيقظ فجأة مشمئزاً من نفسه وهو يغطيها بسرعة ويُلبسها ثوبها و يخرج راكضاً الى منزله
بعدما دافع عنها ضد عمران المسعور ها هي بين يديه تقع فريسة لم تستطع ان تدافع عن نفسها
اراد ان يكوي اصابع يديه وهو ينظر لهم بقرف لم يصدق نفسه و فعلته شعر انه خسيس تصرف كالمراهقين الذين يرون نهدي امرأة لأول مرة ، تباً لك يا حازم !
منذ تلك اللحظة وهو تسكنه رغبة مشتعلة ولم تنطفئ قبل ان يلمسها حقاً و تصبح امرأته فعلاً !
وداد – ولازال يهمس لها وهي في صدمة مميتة و صاعقة قسمتها نصفين – أنا اريدك اريييييييدك ولا ابالغ اذا قلت انني قد احببتك !
الصواعق تنزل على رأسها تباعا ليقول الصاعقة الاخيرة متخلصاً من كل الاثام العالقة به : ربما ايضا لا تعلمين انني متزوج ولدي ثلاث بنات !
مفتوحة الفاه مشدوهة لا تعرف ما تقول وما تنطق اخرسها تماماً
جسدها قد كان مباحاً في غيبوبة
و حب قد قفز امامها فجأة
وزوجة اخرى تنتظره مع اولادها في مكان ما !
تراجعت بخطواتها تبتعد عنه و عينيها مليئة بدموع خيبة و خذلان وشعرت ان قلبها قد سقط خارج جسدها حتى ما عادت تسمع دقاته
وهو دار حول نفسه يبتلع ريقه في خسارة و حسرة تأكلانه وهو يراقبها تغادر مكسورة وهو قد كسره حب جديد لم يكن على بال او على خاطر
فما سيكون قرارك الان يا وداد ؟!!
تسمعه يقول بإصرار : لا اريد ان اظلمك ولا اريد ان اتخلى عنك ولكن فكري و قرري ماذا تريدين ووعد مني انني سأنفذ ما ترغبين به !!
يكره الظلم
يكره ان يَظلم او يُظلم
قد اعطاها الآن الحق في قرار كان بين يديه !
تباً
اي دمار قد الحقته بنفسك و بحياتك يا حازم !!
.
.
.
نهار جديد مختلف بشمس صفراء بدت ترسل خيوطها عالياً الى السماء
لتفتح عيون نامت قريرة حلمها انقلب واقع
واخيراً قد اصبح لديها زوج يحمي ظهرها و يحرسها من شر قد كان يوماً
زوج ستشكو له احزانها و اتراحها و افراحها و ينير ايامها
زوج ترتمي في احضانه بمناسبة او دونها
زوج يخرج من حمامه مبتل الشعر غاوي المنظر وهي تسترق النظر اليه في حبور و قلب يخفق بحرية
تدفن رأسها في الوسادة ذات الرائحة العطرة و غطاء ثقيل حراري قد جمعهما ليلة
تراقبه وهو يتحرك في هدوء لا يريد ايقاضها وهو يرتدي ملابسه المكوية بعناية شديدة
بنطال اسود بحزام بني و قميص ازرق ذو ياقة مفتوحة و حذائه البني اللامع و عطره الذي دغدغ انفها وكأنها في حلم وهو يقف امام المرآة الضخمة المُذهّبة يسرح شعره الى الخلف مبرزاً ملامح وجهه القوية المعذبة لها
تتجمد ملامحه وهو يراها واعية ناظرة له في خجل وهي تهرب بنظراتها بعيداً
يتنهد بقوة وهو يترك المشط متجها اليها يجلس مقابلاً لها
يمسك بشعرها العذاب بين اصابعه و يلفه حولها حتى شد رأسها قريباً من وجهه وهو يقبض على جانب وجهها بقوة و جنون وبسرعة يقبل رأسها بعنفوان وهو يهمس في عينيها اللامعتين : لابد ان اخرج هناك موعد مهم وسأعود عندما انتهي !
لا تدري لما انقبض قلبها لكلماته وهي تقرص شفتيها بأسنانها تهمس بنفس النبرة متمسكة بأصابع يديه التي تطوقها : إلى أين ؟!!
يتنهد بصمت يتابع في هدوء : لقاء عمل مهم لا تقلقي ها، لن اتأخر أُنجزُ هذا الموضوع و انهيه ثم اعود ، اعدك !
اراد ان يقوم ولكنها قد ضغطت على اصابعه وهي تجذبه اليها ودمعها يتسلل الى مقلتيها خائفة و مرعوبة : يوسف لا تتركني !
يشدد احتضانه لها وقلبه يخفق بقوة ورأسه ملاصق لرأسها : حبيبتي .. مريم .. صغيرتي لما البكاء الآن سأعود اعدك لن اطيل الغيبة
لا تريد ان تتركه او تفلته خاااائفة حتى الموت من بُعده عنها فبالكاد التقيا تريد ان تراه اليوم بطوله وان يكرر على مسامعها كل كلام الحب و الغزل و العشق التي اغرقها بها البارحة
يحبها و تحبه ايضاً ولن تضيعه تهمس له في وله وهي تحرك يديها على وجهه الذي اشتعل برغبات مجنونة : أحبك !
يااااااااااه يا مريم ما اعذب تلك الكلمة التي نزلت على قلبي كالماء البارد لتطفئ لوعته يقبلها بهدوء مميت : سأرجع ابقي هنا في مكانك و سأرجع !
تحرك سريعا بمشيته الرهيبة من مكانه قبل ان تنطق و رعشة تملكتها و تملكت اطرافها وهي تدعو في سرها يارب اني استودعتك يوسف !
حمود من دخل ركضا الى الغرفة وهو يقفز بكل جرأة فوق السرير وهي تلقفته بذراعيها وهي تضحك بقوة عكس تلك المشاعر الجميلة و الخوف الذي لفها تلمه لصدرها تقبله و تدغدغه وهو يتقلب و يصرخ ويهجم عليها وهي تهجم عليه ولعبا الى ان اكتفيا لتخرج من الفراش متجهة الى الحمام بعد ان تركت الصبي بين يدي الخادمة التي ارادته ان ينزل للفطور وكذالك ارادت ان تكتشف هذا البيت الكبير وهي تفتقد منذ الآن صاحبه الحبيب !
يا ويل قلبي يا يوسف من حبك قد خسفت قلبي خسفاً وهي تنظر الى جسدها الذي تشعر انه قد تغير بفعل لمساته و شعرها و شفتيها تشعر انها مريم جديدة لا تشبه تلك التي عاشت عمراً تتلقفها اياد العازة و الفقر قد فتح الله عليها من اوسع ابوابه !
على تمام الساعة الثامنة كان كل من اتصل بهم مجتمعين هناك في ذات المكان وذات الزمان نفس الوجوه لم تتغير الا ببعض شيب او كبر !
بجانب بعضهم البعض يتلقون ذالك الظرف المغلف ليفتحونه و يشاهدونه
انقلب المجلس الى صراخ و غضب و سب و شتائم و صدمة و ذهول و استنكار وقرف
تعالت الاصوات و النقاشات الغير مصدقة الى ان وصل
يسمعهم
منذ زمن لم يلتقيهم ولم يلتقوه ولم يسألوا عنه
منذ خمسة عشر عاماً قد مرت وهنا قد شهد الجميع اذلاله و طلاقه وهو اليوم سيشهد ضدهم و عليهم وبهم
كل العيون قد دارت تلك اللحظات الصعبة بالغضب ينظرون الى ذالك الجسد الذي ملأ بحضوره المكان
اخوه عبدالرحمن من بلغ من العمر عتيا و اخوه فاضل و اخته حليمة وابناء عمه و عماته و خالته وزوج خالته و اعمام ياسمين ، الجميع هنا
يصمتون ولا يتكلمون
يدور بينهم لم يحييهم ولم يلقي بسلام عليهم كل ما رغبه ان يرى التشفي بعينيه
ان يرى رجلهم الذي اذله امامهم ما حقيقته
عيون قد تواطت ولم تستطع النظر اليه وعيون تنظر متفحصة لحظوره وعيون تريد الهرب
ينطق بصوت قوي وهو يدق بعصاه على الأرض بقوة مماثلة : ماذا حصل لكم ؟!! هل ابتلعتم السنتكم ؟!! وهو يشير بحقد الى الشاشة الكبيرة التي كانت تعرض افلاماً مختلفة لرجل المواقف فؤاد : هذا هو
انه الرجل الذي بدلتموني به
من طردتموني من اجله و طلقتم زوجتي مني من اجله
انظروا الى افعاله انظروا جيداً ام انكم ستتجاوزون فضيحة مدوية ستفضحه و تفضحكم معه وتتكتمون عليه
اليس هو ذاته الذي تتحامون به
بهدوء وثقة وهو يقول : هل هو هذا زوج الياسمين
من ضيع الياسمين و قتل طفلها في رحمها
انطلقت شهقات امها ووالدها وبصدمة يقول بذهول ووجهه اسود مما رآه من زوج ابنته حامي العرض و الشرف : ماذا ؟!!
هذا ... ليس برجل .. هل رأيتم ما يدل على الرجولة في هذا التسجيل قلت لك انه قد قتل طفلنا انا و ياسمين هو من اعتدى عليها و اجبرها على الطلاق مني ، اسألوا ياسمين و ستجيب
بعد ان اتصل بسمار و هددها بفضيحة عند اهلها ونهايتها ستكون مروعة بين اخوتها و عائلتها قد خضعت وجلبت له الاشرطة المسجل عليها فؤاد وهو يمارس البغاء في عز سُكره و عربدته .!!
والان سيكون الشريط القاسم لظهورهم جميعا يلقي به على حِجر اخاه عبدالرحمن المصدوم الذي لم يفتح فمه بكلمة يسمع الأمر : إفتح هذا وسنرى ما الجديد
الوشوشات و العيون المحدقة بلهيب نار ستحرق فؤاد ومَن ورائه واولهم عائلته التي شعرت بصدمة مدوية وهم فاتحين الفاه و يشعرون بالعار يغطيهم من هذا الفعل الشنيع فؤاد شاذ !!!
يدور التسجيل ليظهر موقف بطولي اخر من بطولات فؤاد وهو يراقب الوجوه في ابتسامة متشفية وعينين ماكرتين فاليوم لن ينتهي حتى يموت فؤاد ويطلق ياسمين ويعرف مكان خالد !
وبينما كان الشريط يدور دخل الآخر من جاء على مضض من صراخ وعراك على الهاتف مع اخوته وهم يطلبونه المجيء حالاً كي يدخل ليرى في وجهه الوجه الجميل ابداً المبتسم بحدة و بنظرات هي قاتلته الليلة والشريط يدور ليرتفع صراخ النساء و العواء و النحيب وفوضى ليقف الجميع على رجل واحدة وام البتول من سقطت مغمى عليها من الصاعقة وحليمة تصرخ وهو يدور حول نفسه كالمجنون وابناء عمه ينقضون عليه يمسكوا بثيابه من يهزه و من يضربه ومن يبصق في وجهه و شتائم على البائس البغيض المجرم
واخر ثابت ينظر فقط ويكاد يضحك منهم جميعاً فالكل قد جُن وفقد عقله وهم يرون فؤاد يقتل عاصم زوج البتول ، قد خدمته هذه المرة نصف الحقيقة وأيّما خدمة
وهو يقترب من بين الجموع التي تضرب وهو مرمي على الأرض كالنساء ويده يحمي بها وجهه من صفعات والد البتول : ايها الحقييييييييييييييييييير قد رمّلت ابنتي ايها البائس ايها المجرم وهو يخنقه بيديه
يجلس يوسف بجانبه على رجل واحدة ضارباً بعصاه على رأسه : هل ضننت يوماً انني سأسكت عن كل افعالك المشينة ،
كان ينظر له بحقد وفجأة قد استرجع كل قواه وبيد واحدة ابعد الجميع عنه بقوة دافعاً اياهم بعيداً ليمسك بخناق يوسف وهو يصرخ : مالذي فعلته بي لقد دمرتني ايها الحقير سأقتلك
ويوسف الذي ترك عكازه ليمسك هو الآخر بخناق فؤاد المغتاظ من افقده اخيراً من لا يريد فقدهم وقد سقط من اعينهم جميعاً نساءاً و رجالاً كشاذ و قاتل لزوج ابنتهم
وخصل شعره تتدلى على جبينه وعيناه تجحضان بغل وحقد وحرارة انفاسه وجسده مشدود يريد ان ينتقم له ولهم لمريم و ياسمين و خالد و طفله !
نار سيحرق بها فؤاد وعائلته جميعها فكلهم بؤساء جميعهم : انظر الآن أليس جميلاً ان يروك بتلك المناظر هه ، أليس رائعاً منظرك ذاك والرجال متحلقون حولك ايها القذر
يصرخ الاخر بقوته في وجهه وقد تغضن بحقد اسود : انت تعرف لما قتلت عاصم تعلم ذالك
: لا اعلم لما ، ما اعلمه هو انك قاتله
وقاتل خالد شقيق زوجتي مريم ، تتذكرها ايها الحقير ، مريم من كانت تنام على صدرك ايها المريض
كان يتنفسا بعنف والكل قد تجمهر حولهما ووالد ياسمين مطالب بطلاقها وحالا لا يشرفهم هذا العفن كصهر !
يصرخون به : طلقها طلقها حالاً طلق ياسمين
ينفث يوسف في وجهه : ستطلق ياسمين حالاً و ستخبرني اين دفنت خالد والا اقسم ان هذه التسجيلات حالا ستكون لدى اهل عاصم و تعرف ماذا ستقوم به قبيلته اذا اجتمعوا على اخذ ثأره منك ، فالأحسن لك ان تستسلم لن يفيدك هذه المرة منصبك الذي تتفاخر به !
قلبه يعتصره و سينفجر سينفجر : تباااا لك ايه النذل
: تذكر ، تذكر هذا المكان وهذا الصباح و طلاق ياسمين مني وموت ابني ، تذكر !
: وان عشت مائة عام سأفعل كما فعلت و اكثر واقسم انك لن تخرج من هنا حياً وبسرعة يرفع مسدسه المدسوس خلف جاكيته في وجه يوسف من وقف ثابتاً صامداً لا يتحرك ولا يتحرك رمشه والآخرين الذين ابتعدوا بصرخات متفاوتة من الغضب على فؤاد من فقد صوابه اخيراً والفزع و خوف النساء من جريمة قد تحصل امام اعينهم وهو ينظر حوله ولهم وكل العيون الكارهة له بسببه ... بسبب يوسف....
توقع ذالك توقعه بقوة والمسدس مسلط على رأسه وهو يقول ببرود : تصرف كرجل لمرة واحدة واحتفظ ببعض الاحترام لنفسك على الاقل ، شدد على كلامه بقسوة - طلق ياسمين و اخبرني اين دفنت خالد !
جمود وذهول وصرخة مفجوعة تخرج من جوف احدى النساء مع ارتفاع صوت طلقة نارية مدوية!
.
.
.
قلبها الذي وقف فجأة مرتعشا كعصفور صغير مبتل وهي تمسك بصدرها بقوة وعيناها تبكيان و تهمس يوسف !
ياربي اني استودعتك يوسف
يارب لا تحرمني من يوسف كما اخذت مني خالد يارب
اصبحت تتلفت حولها دون هوادة وهي تريد ان تريح قلبها الذي اضطرب ورعشة جسدها التي تملكتها حتى شعر رأسها
دمعها جرى لا ارادياً على خدها وهي تردد ادعيتها غير مطمئنة البتة
لا تدري اين هو واين ذهب ولما اليوم
قلقها بلغ مبلغه وهي تبتلع ريقها في ذهول حين سمعت صوت المرأة الشابة التي ترتدي ملابس بيضاء وهي تردد ان هناك امرأة تنتظر السيد يوسف في الخارج !
تمسح دمعها وترتب نفسها وهي تقاوم ارتعاشها كي لا تبدو غبية امام من يسأل عن يوسف
تنزل الدرج بهدوء و ثقة وهي تدقق النظر الى ظهر المرأة الجالسة في القاعة الكبيرة امام الدرج وشعرها الاشقر الذهبي يغطي كامل ظهرها
تغضن جبينها وهي تتقدم رويداً والأخرى تسمع دقات الحذاء العالي و تصلها رائحة العطر الخلاب قبل وصول صاحبته اليها
تلتفت هي الاخرى في توتر وقلق كسيا وجهها
فهي هنا للإستعانة بيوسف على فؤاد
لابد ان تتطلق وترجع الى يوسف فهذا هو الحل الوحيد لكل هذه المأساة
ستتوب ولن يلمسها رجل غير يوسف
دارت كل الفكرة في رأسها قبل نومها وهي تتغطى حالمة بيوسف و موافقته ، فكم من مرة ستفعلين ذالك يا ياسمين ؟!!
تقف امامها وهي تدقق النظر فيها وهي تفتح عيناها السوداوان اللتان قابلتا العينان الخضراوان الساحرتان
حتى في اسوأ احلامها لن تصدق ذالك
غصة قد هاجمت حلقها وكادت ان تسقط على ركبتيها منهارة باكية وموجووووعة موجوعة ولن يبرأ جرحها قبل معرفة مكانه
تقف الياسمين المتشحة بالسواد كما ايامها الاخيرة دائما فهي قد تخلت عن كل البهرجة و الالوان لأنها لم تجد شيئاً ملوناً في حياتها غير ملابسها و عيناها !
تسأل في فضول وهي تنظر بتمعن الى تلك العينين الدامعتين متشككة : هل يوسف هنا ؟!!
لم تستطع ان تنطق
تريد ذالك ولكن ابى لسانها ان يتحرك من صدمته وحسرته
تقول الاخرى بقوة وكأنها صاحبة المكان وعجرفة تملكت صوتها وهي تريد امتهانها فمن هي التي تقف امام وجهها محدقة بها بهذه الطريقة وكأنها لا تعجبها : الن تردي علي ؟!! نادي لي سيدك يوسف ؟!!
قد افاقت من لسعة كلماتها بعنف : سيدها يوسف ؟!! تلك ال....
امسكت لسانها عن قول كلمة فاحشة وهي تقبض بأصابع يديها على كفيها حتى كادت اظافرها تنغرز بقوة فيهما وهي ترفع رأسها متحدية : يوسف ليس سيدي ... مدام ... يوسف هو زوجي !!
كأنها للتو قد غرست في مرفقها سكيناً لكي تصفي الدماء من جسدها
والجسد جامد و الوجه شاحب و الفاه مفتوح والصدمة تكاد تميتها
تسقط على الكنبة الوثيرة خلفها متمسكة بعنف بحقيبتها وشفتيها قد جفتا تهمس لنفسها ... يوسف ..زوجة يوسف ..يوسف تزوج !
يوسف حبيبي انا ..رجلي انا ...تزوجك انتي !!
كانت واقفة بثبات ولن تنهار بكلماتها التي نطقتها توا : يوسف حبيبها ؟!! من اين منذ متى !! يا الهي هل يوسف مثل خالد !
يوسف يعرف هذه المرأة البشعة !
كلتاهما في دوامة لن تنتهي تدور بهما الهواجس
من اين خرجت لها هذه !!
كل منهما تسأل في نفسها وهي تنظر باستنفار في وجه الاخرى
الشقراء ذات العيون الخضراء و الوجه الخيالي الجمال
والسمراء ذات العيون السوداء بدوية الجمال
لن تصدق ان يوسف يعرفها لا تصدق ولكن ... هناك ملامح من يوسف بهذه المرأة
تجلس في هدوء بعين نصف مفتوحة تفاجأها بالسؤال : من اين تعرفين يوسف ؟!!
تشعر بغيرة غيرة عمياء تتآكلها وهي فقط تفكر ان يوسف زوجها قد رأى من قبل هذه المرأة
تحترق بداخلها وايما احتراق ، تركتني وذهبت يا يوسف لأواجه تلك المرأة البغيظة التي تريدك ومصدومة من زواجنا
ولكن صدمتها من تماسك الاخرى التي ردت في غرور و ثقة مبالغة وهي تجمع شعرها الذهبي جانب وجهها وهي ترمش بعينيها بحقد : انا ياسمين ابنة خالة يوسف وزوجته السابقة وليس ذالك فقط بل سأكون زوجته مستقبلاً !
: يا لوقاحتك اقسم بأنك خالعة للحياء و مجرمة اعرف من انتي تماماً تماماً فلا تأتي هنا الى بيتي لتهدديني في زوجي
يوسسسسف زوجي انا انا وفقط ولن يقرب مخلوقة مقرفة مثلك
فتحت فيها على آخره وهي تستمع الى ذالك الهجوم والوجه الحاقد من تلك قصيرة القامة وشيء ما في جوفها اتعبها وارعدها فلما تحدثها هذه الفتاة بهذه اللهجة وهذه الكلمات القاسية وكأنها تعرف كل شيء عنها
: هيييييييييييييه اسمعي يا هذه من انت لتتطاولي علي هكذا اقسم ان علم يوسف سيرميك خارجاً للكلاب
: بل سيرميك انت بعد ان يعرف من تكونين على حقيقتك
: كفىىىىىىىىىىىىى من انت وماذا تعرفين عني كي تحدثينني بهذه اللهجة وهذا الاسلوب ، اين هو يوسف ليرى زوجته كيف تحدث حبيبته اين ، سيربيك ايتها البائسة المقيتة
قد وصل السيل الزبا من هذه المخلوقة الوقحة وتريد ان تجرها جراً خارجاً من شعرها وان تمرغها في التراب فهي وامثالها من علَّم خالد كل تلك المصائب وهن من تسبب في قتله هن فاجراااات عااااهرات وهي تصرخ في وجهها الذي انتفخ من فوران الدم في عروقه متخلية عن كل هدوء مريم و رزانتها : اعرفك جيدا جيدا ايتها الفاجرة انتن السبب في موت اخي انتن وانتي كنتي واحدة منهن ، تذكرين خالد ، تذكرين منزلنا في الحي الذي كنتي تدوسينه بقذارتك كل مرة تذكرييييييييييين ، اخي قد قتل بسببك انتي و امثالك ، فمن اين انتي ويوسف متحابان من اين ؟!! هل يعرف يوسف بأفعالك ومصائبك هل يعرف اقسم ان لم يعرف سأجعله يعرف اليوم قبل الغد
وحذار حذار ان تأتي الى هنا كي تهينينني او تحاولين مجرد المحاولة التعدي على حقوقي ، وهي تشير الى صدرها في تملك وعصبية وهي تكاد تقفز على ياسمين لتبتلعها حية : يوسسف زوجي انا انا فقط انا
واقفة كالتمثال منهارة بل قد سُحقت سحقاً
انها هي نعم انها هي ذات العينان و الشعر الطويل و اللسان الحاد الذي كان يقطعها في كل مرة تدعس باب منزلهم وتخرج منه مهانة ولا تكترث
قد وقعت بين براثنها
يا ويلك يا ياسمين ان علم يوسف
يوسف سيدوسك و سيدهسك و يبصق في وجهك حتى مماتك
لما هذه الفتاة بالذات يا يوسف لما
هل كنت تعلم عني وعن افعالي وتسكت عنها وترضى بها ام ماذا ؟!!
اسود وجهها من الرعب و الخوف
مرعوبة ان يوسف سيكرهها وسينحيها من حياته للأبد فهذه المرأة تعرف كل تاريخها
قد فقدت يوسف مرة ولن تخاطر بفقدانه مرة اخرى
اصابها الخرس و الصمم والدنيا تدور بها ولا تلتقي الا بذات العينين السوداوين من تريد ان تقتلها حالا
فهي سبب موت خالد ، خالد وهذه شقيقته
يا لتعاستك يا ياسمين
تغمض عينيها ببكاء مر وشفتيها تهتز بقوة تكاد منها ان تنهار
تريد الآن ان ترمي بنفسها من فوق جبل وتنتهي
اعصار قد حل عليها و على الاخرى وهي تصرخ بها : اخرجيييييييييي اخرجي الان هيااا ايتها الوسخة هيااا
اخذت تجرها من يدها و تدفعها من ظهرها بقوة غير متمالكة لنفسها ولا لأعصابها فهي قد فاض بها من كل تلك الاشكال هؤلاء الناس قد دمروا حياتهم
قد حطموا احلامهم
وانت يا يوسف هل كنت طرفا في كل ذالك ، اجبننننننننننننننييييييي هل كنت طرفا في قتلنا جميعا !
يا الهييييييييييييييي
تسقط على الأرض خائبة الرجاء منتهية ميتة مصدومة صدمة عمرها فهي قد تزوجت الرجل الذي قد يكون السبب في تعاستها و موت شقيقها !
لماذا يا الله لماااااااااااذا كلما اقول ان الدنيا قد ضحكت لي اراها تكشر عن انيابها لمااااا
تضغط على صدرها تبككي بكاءاً حاراً موجوعاً فأي طعنة هي تلك قد جائتها من خلفها اي طعنة ؟!!
خرجت تجر اذيال الخيبة و الدمار و العار
قد لوت ذراعها
كانت ضعيفة امامها ضعيفة جداً امام شراستها وهي لم يعد لديها طاقة ابداً ابداً
ان وصل يوسف خبر عنها وعن افعالها المشينة ستموت قسما سأمووووووت يا يوسف
لا اريد لنظرتك لي منذ الصغر ان تتغير
فأنا لا زلت صغيرتك حبيبتك صديقة عمرك يا يوسف لا تتركني اضيع يا يوسف لا تتركني مشردة تتقاذفني اذرع الرجال لا يا يوسف لا تفعل لا تستمع لها فهذه الفتاة مجنونة لا اعرفها ولم التقي بها في كل عمري
تمشي في الشوارع وهي تحدث نفسها كالمجنونة يوسف انا احبك احبك يا يوسف احبك تعال وخذني من هنا تعال انتشلني من ضياعي و حيرتي وكذبي وخداعي وغروري ومن جسدي بأكمله من ضيعني تعال يا يوسف يوسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسف
.
.
.
واخرى تنتحب على حالها وما آلت اليه حياتها
حياتها حتى اللحظة لم تكن بغيظة او سيئة هو فقط سوء حظ ، سوء حظ فقط يا وداد
تحاول ان تجمع شعرها المنكوش وتمسح وجهها الذي بدا كالبهلوان بتلك الالوان التي ساحت عليه من زينتها
تنظر الى داخل القميص
هذا الجسد قد غادرته العذرية دون علمها ودون موافقتها
هل يعتبر ما فعله بها اعتداءاً
وهي الان زوجته من سيحاسبه من ؟!!
أكل ذالك قد فعلته بي يا سيد حازم ؟!!
لما انا لا استحق ان تضرني بهذه الطريقة البشعة وانا من ضن انك رجل غير كل الرجال
حميتني من ابن شقيقك كي تنهشني انت ؟!!
لكنك الان زوجي تطالبني بحقوق صعبة علي ان انفذها بعد ان استبحتني
قللت من قيمتي ومن قدري امام نفسي وامام اهلي من هم فرحين بك لا يعلمون ما فعلته بي !
لكن انا استحق لأنني قد تركت منزلنا و جئت اركض معك هنا كالبلهاء !
تحبني ؟!!
منذ متى ؟!!
قد لاحظت عليك شيئا مختلفا حين كنا في المستشفى اخر مرة
لاحظت فرحتك و دفئ قبلتك و غضبك من طردي لك
لازال هناك شيء في قلبي يحترمك و يعزك كثيرا فلك فضل علي لن انساه فلولاك لقبعت في السجن ولأعتدو على شرفي كما فعلوا مع النساء قبلي وانا كنت السبب في هذه المصيبة وليس انت كنت لي عوناً
آآآآآآآآآآآآه يا قلبي واي حيرة قد وقعت فيها اي حيرة
هل سأستمر في حياتي معه ام اتركه لا افهم نفسي واخاف ان افقد شيئاً عزيزاً يربطنا
تضغط على عيناها بأصابعها وهي ممدة على الفراش لم تنم ولم يغمض لها جفن وهي تتوقع في كل ثانية ان يقفز الى جانبها في فراشه من اشترته و اعدته بنفسها ، لكنه وعد ولن يخلف وعده
نحت الغطاء جانباً وهي تقوم للحمام كي تستحم بماء دافئ علها تستيقظ من كوابيسها
وهو يحوم في الخارج اخذا قراراً ربما سيريحها وهو لا يحتاج الى مزيد من المشاكل هذه الفترة حتى يحل المشاكل المترقبة في بريطانيا ومع كاثرين
سيرحل لمدة اسبوع و يرجع و سيخيرها بينه او الفراق
يرفع نظارته ليدعك عيناه بقوة ارهقته وهو يتنهد بقوة
دق على الباب و رن جرس جعلاه يتحرك من مكانه بسرعة متغضن الجبين وهو يفتح ليرى وجوها مألوفة
ام وداد و هدى و الطفلين !!
رحب بهم وسلموا عليه بهدوء وهن يسبقنه الى الداخل متتبعا اياهن و جلوسهن على الارائك الوثيرة الرمادية وهن ينظرن اليه في رجاء وام وليد تقول : حازم يا بني نرجوك ان تقنع وداد بالذهاب معنا الى مخفر الشرطة كي تتنازل عن حقها و يخرج وليد من السجن فقلبي ما عاد يقوى على فراق ابنائي
بكت وهي تغطي وجهها بغطاء وجهها وهو قد انتفض من بكائها وشعر بقلبه يهوي وهو يقول مطمئنا لها : لا تقلقي يا خالة ستذهب معكم وستتنازل وسيخرج وليد هوني عليك ، جلب لها من المطبخ كوب ماء وهو يقول انه سيصعد ليراها و ستنزل لهم لاستقبالهم !
تباً لكي يا وداد هل تريدين اذلال عائلتك ايضاً لن اسمح لكِ وستذهبين غصباً او برضاكِ !
تحرك بسرعة و غضب وهو يشعر بحزن على تلك العجوز المسكينة التي فقط لا تريد من الدنيا شيئاً سوى اولادها حولها ولن يحرمها من ذالك .َ
في لحظة دخوله خرجت هي من الحمام وشعرها يتقاطر ماؤه و منشفة حمراء كبيرة تلفها حول جسدها وهي تقضم اظافرها
تشهق بقوة لرؤيته
وهو قد كتم غصته وهو يغض البصر عنها وهو يسب نفسه وحانق عليها بل غاضب حتى النهاية من نفسه فكلما رآها يشتعل صدره بنار ملتهبة وان فقط وضعت يداها على صدره ستنطفئ نيرانه ، وكأن شيئا لا يهمه فيها ينظر الى عينيها المدهوشتين قائلا ًبصوت رجولي قوي آمر اياها بلهجة لا تقبل النقاش : امك وزوجة شقيقك والاولاد في الخارج ستنزلين معهم وتذهبين للتنازل عن قضيتك مع وليد ، ليس من اجلك بل من اجل اطفاله .. اطفاله تسمعين !!
يقترب اكثر منها وهي تتراجع للخلف مفجوعة و خائفة وتغلق عينيها بقوة حين احست حرارة جسده و ظله الذي غطاها وهو يضع يده على المنشفة يهمس كلمات اوجعتها : سترجعين الى بيت اهلك الليلة ، سأسافر لأسبوع وحين ارجع اذا رأيتك هنا فهو بيتك ومملكتك واعرف تلك الساعة انك تريدينني مثلما اريدك وان لم اجدك فسأرسل لكِ ورقة الطلاق
وحتى ذاك الوقت تذكريني هنا وهو يجذبها الى صدره بقوة ضاغطاً شفتاه على شفتيها في قبلة طويلة قوية شهية ومحرراً اياها بذات السرعة وهو يضع اصبعاً فوق تلك الشفاه ويتركها و يختفي
مبعثرا لها قلبها و جسدها وكل حياتها قبلاً !
.
.
.
في مكان آخر بعيد كل البعد عن كل تلك المشاكل حيث كانت تجلس بهدوء دائم مع خالتها متحاورتان في بعض المواضيع النسائية او مناقشة لمجلة او كتاب وهي تتندم على تركها دراستها فلولا مشكلتها لكانت الان متخرجة ولبحثت عن عمل تحبه !
قررت الخروج الى المدينة الى المكتبة بالذات كي تجلب بعض الكتب كروايات و و افلام
لا تريد فقط ان تقضي باقي حياتها مفكرة في رجل لم يكن رجلاً في الأصل
ومفكرة في موت يستحقه
رمت بكل شيء وراء ظهرها ما عاد شيء واحد ... دانيال ... ابن خالها قد جُن لابد وانه كان مخموراً تلك الليلة
فشخصية دانيال قوية و محببة ولا يتصرف تلك التصرفات إلاّ اذا كان مخموراً وبقوة وهو حسب علمها لم يعد يشرب إلاّ الواين !!
ولكنها لن تسامحه فما تلفظ به كان عاراً و اهانة لن تبارح عقلها
فهل كأرملة سيطمع الرجال الخبثاء بها مطالبين اياها بالسر او العلن بتلبية رغبات جسدها الذي يفتقد لمسات رجل !
تباً لذالك تباً !
كانت تقف امام المرآة بطولها الفارع وهي تربط شعرها في عقدة و تلف رأسها بوشاح رمادي وهي ترتدي جاكيت وردي طويل للركبة و بنطال فضفاض وحذاء رياضي و تتجهز بوضع الحقيبة على ظهرها .
تخرج من غرفتها منبهة خالتها التي كانت تحوم في المنزل ترتب و تنظف مع الخادمات و تدخل المطبخ لتشرف على الغداء ودعتها وخرجت مبتسمة لأول مرة
تشعر بالحرية و الفرح لا تعلم لماذا
تنظر الى السماء المغيمة بغيوم سوداء توشك ان تمطر وهي تحمل مظلتها
وما ان داست عتبة البوابة حتى واجهت من لا تريد رؤيته حالياً على الاقل
اشتعل الغضب في عينيها وهي تتجاهله كي تمشي بعيداً ولكنه قد امسك بعضدها بقوة وهو يجرها الى زاوية لا يراهما احد فيها وهو يضغط على اسنانه بقوة و غيظ : الى اين تخرجين وحدك بهذه الملابس ؟!!
سؤال لم تتوقعه ولم تحبه وهي تنظر في وجهه المكفهر الغاضب وهي تحاول ان تزيح يده القوية التي المتها : ما شأنك انت ؟!مالذي دهاك هذه الايام على جننت ام انك مخمور ؟!!
يتابع في همس غاضب : بتووووول لا تخرجي بهذه الملابس الى المدينة !!!
هذه المرة قد طفح كيلها منه وهي تنفض ذراعها بعنف و تنفث انفاسها في وجهه وهي ليست اقل منه غضبا : اقسم بأنك وقح ، ما بها ملابسي ليست محترمة ام انك تريدني ان اخرج عارية !! تتراجع تحاول المشي : دانيال ابتعد عن طريقي وليس لك شأن بي هل فهمت والا اقسم هذه المرة سأبلغ يوسف عن افعالك الوسخة و الغير واعية
: لا تهدديني لا يهمني شيء ولا احد وسأقول شيئاً انني لم اكن مخموراً يا صغيرتي فهمتي !
فتحت فمها و عينيها اندهاشاً من جرأته وهي تحاول الهرب فدانيال قد جن جنونه وهي تسرع الخطوات وهو يحاول ان يحاصرها و يمسك بها : لا تخرجي الى المدينة بهذه الملابس بتول ، بتوووول
وهو يضع يداه على خاصرته حانقا عليها و خائف في ذات الوقت و بقوة وهو يراها تسرع الخطى و تقطع الطريق
يركب سيارته و هو ينوي ان يتبعها الى حيث تريد الذهاب لن يتركها وحيدة ... و فريسة !!
يراقبها عن كثب وهي تخرج من محل الى اخر و تتمطى في مشيتها كأنها ستطير ابتسم لسعادتها بحب
تحمل في يدها اليمين كوب قهوة ورقي وفي اليد الاخرى فطيرة تفاح ساخنة
مستمتعة و سعيدة و ستعيش حياتها من الآن و صاعداً وستنسى
نعم ستنسى فليس هناك من يستحق ان تبكي من اجله
دخلت للمكتبة وهي تنظر للكتب التي تملأ الارفف من قصص وروايات و كتب باللغة اللمانية ولا يوجد هنا اي تواجد للكتب العربية لعدم تواجد عرب في هذه المدينة التي يستهجن سكانها الغرباء و ينظرون اليهم على انهم متطفلين فقط يريدون مال بلدهم و تغيير ثقافتهم و حضارتهم ولكن هناك من يقفون بالمرصاد لمن يحاول ان يغير قيد انملة من ثقافة المجتمع وهو ما يعرف بالنازية الجديدة !
ينظر الكل اليها في ريبة بلباسها المحتشم و الأهم لغطاء رأسها مستنكرين وجودها بهذا المنظر تتمشى بحرية
ومنهم من ينظر اليها كأنها تحمل على خاصرتها حزام ناسف يبتعدون عنها بنظرة كلها شك و خوف !
تلتفت الى الخارج والمطر يهطل بقوة و غزارة و صوت الرعد قوي جداً وهي تفتح كتاب تلو الاخر باحثة فيه عما ترغب في قرائته ولم تلقي انتباهها لكل اولئك البلهاء الذين لا يفهمون من الدنيا شيئاً سوى ملذاتها !
تخرج محملة بالكتب و الآخر من بعيد يراقبها بعين ثاقبة وهي تعبر الطريق متجهة الى احدى الازقة التي تؤدي الى مركز المدينة او ميدان المدينة تفتح مظلتها و المطر يتقاطر على جانبيها و نصف ملابسها قد تبللت وهي تحاول جاهدة النظر بعد ان غطى المطر الرؤية عن عيناها بنظارتها المعلقة بأنفها تسمع خطوات خلفها مباشرة وهي تتنحى جانباً كي يمر العابر ولكن اليد الضخمة التي امسكت بها من رقبتها بسرعة وقوة لم تسمح لها بالصراخ و عيناها قد سقطت نظاراتها منها و هي تبكي بوجع و صراخ اسمها يتردد في الارجاء بتووووووووووول بتوووووووووول ولكن تلك اليدان كانت اسرع من خطواته وهو يغرز ذالك الخنجر بجنبها مرة و اثنتان وثلاث و اربع
هي تشهق و تشهق تئن تبكي يتركها ويرميها على الارض مضرجة بدمائها التي اختلطت بماء المطر وهي تنظر الى السماء و تفتح عيناها للمطر مستسلمة تروي وجهها وصراخ حولها لم تسمعه ويدان تهزانها و تحضنانها و بكاء غليييييييظ قد صم الباقي من وعيها ابيضت عيناها وهي شاخصة للسماء ترفع اصبعا لم تكمل به الشهادة وقد خرت بين يديه لااااااااااااااااااااااااااااااااا لااااااااااااااااااااا بتووووووووووووووول لااااااااااااااااااااا لالالالالالا بتوووووول بتووووووول
.
.
.
صراخ امراة اخرى لم تكف عن النحيب و شعور الخيانة يحاصرها من كل مكان هل خدعت ؟!! هل خدعها يوسف ؟!!
لا لا لا يمكن ان يخدعها فما حاجته بها ان لم يردها
وليلة البارحة ما كانت ؟!!
ايتخذها غطاءا لعلاقته معها ، مع تلك الساقطة
ولحظات حتى سمعت خطوات و دقات ترفع بصرها ليرعبها منظر ذالك الرجل الممزق الملابس مغبر الوجه و الشعر ترفع يديها في شهقة الى فمها تريد ان تجري الى احضانه و تدفنه فيها ولكن كرامتها ابت عليها فعل ذالك
وهي تعرض عنه بوجهها وهو وجهه كان مسوداً متغضناً حزيناً
تريد ان تريحه و تنطق بكلمة ولكن ابى لسانها ان ينطق بكلمة قد كاد قلبها ان ينخلع خوفا عليه وها هو يعود في تلك الحالة الغريبة وهو ينظر الى وجهها و عيناها التي تغيرت نظرتها اليه لم تكن حباً بل كانت عتباً او لوماً لا يدري
كم اشتاق اليها والى وجهها و عيناها
عرجه قد تفاقم وهو يجلس على الاريكة ناظراً اليها في تعب يريد ان يعرف ما بال حبيبته متغيرة عليه : مريم ما الأمر !!
ما ان سألها حتى انهارت لم تعد تحتمل ذاك الثقل على صدرها تريد ان تعرف ما علاقته بتلك المرأة وهي تمسح دموعها الغزيرة وهو لا يحتمل فز واقفاً متجهاً اليها في خوف وهو يحتضن جسدها الصغير : يا الهي مريم ماذا حصل لكي ما الامر
نطقت كلماتها التي جمدته : هل تعرف ياسمين ؟!!
ياسمين ؟!! تبا لها هل حضرت الى هنا ؟!!
: هل تعرفها يا يوسف ؟!!
: بالطبع اعرفها انها ابنة خالتي !!
تنظر الى عينيه مباشرة : وبعد
يغمض عينيه في تعب ويفتحها ناظرا اليها و بنبرة ثقة : كانت زوجتي وعلاقتي بها قد انتهت منذ خمسة عشر عاماً اقسم لكِ لا شيء يجمعني بها لا شيء سوى انها ابنة خالتي !
يحمل في جوفه هموما اكبر من ياسمين ولكن لابد وان يطمئن قلب مريم حبيبته : مهما قالت لك الياسمين فهو كذب لا تصدقيها فلو اردتها لكنت تزوجتها من جديد ولكنها الان .... يريد ان يختار اللقب المناسب لوضعها الحالي الغير معروف هل هي مطلقة ام ما زالت متزوجة بعد ان نطق ذاك الحقير بكلمات مبهمة و خرج ركضاً حين اطلق سعد على يده طلقة نارية طار منها سلاحه و قطعت له اصبعاً !
يتردد في قوله : ياسمين متزوجة يا مريم ، سأوقفها عند حدها كي لا تضايقك اعدك لن يلمس احد شعرة منك و سأمنعها من دخول المنزل . يحتضنها بقوة مقبلا قمة رأسها بعشق لا مثيل له : انت اجمل من كل النساء اللاتي رأيتهن في حياتي يا مريم ولن ابدلك ابداً ابداً .
يا لراحتها و سعادتها وهي تبكي في احضانه فهل ستستر على افعال تلك الفاجرة ام تخبره !!
يرفع ذقنها عاليا ناطقاً في حزن سيجعلها تسقط بين يديه وبهدوء كي لا يفزعها : لقد عرفنا مكان دفن خالد اخرجناه من قبره و دفناه في المقبرة
آه آه آه اهات متفرقة خرجت من شفتيها وهي تعصر قلبها و اخييييييييييييييييييير ا يا خالد اخيييييييييييييييييرا قد برد قلبي يا حبيب قلبي آآآآآآآآآآآآآآآه يا خالد
يا الهي مريم هوني عليك يا حبيبتي كل شيء سيكون بخير ويهمس كل شيء !
نعم كل شيء بعد ان صدم الجميع بخبر سحبه امواله التي ورثها عن امه و ابيه والتي تقدر بالملايين والتي استغلوها في غيابه ودون علمه او رأيه بل كانت سرقة علنية لأملاكه وهو الآن يسيطر على نصف المؤسسة و صدمتهم انه قد الغى كل دعوات العمالة الالمانية والغى عقودهم و مغادرتهم واحداً تلو الآخر خارج البلاد دون رجعة
صدمة الجمتهم و اسكتتهم
ولكن
في تلك اللحظة اتصال يرده ويرفع سماعته ليسمع النحيب الرجولي القوي على الجانب الاخر وقد سقط قلبه : يوسف البتول قد قتلت !
.
.
.
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
عيون رجال قد بكت دماً قبل دموع النساء
زال صوت النحيب و الانين يصم الآذان و يبلغ الآفاق
و الياسمين من جن جنونها وهي تلطم و تقفز و تجري في كل مكان لا تصدق لا تصدق
جن جنونها عندما وصلت شقيقتها بكفنها الابيض الناصع برائحة المسك العطرة ووجهها الطفولي العذب هادئة و مرتاحة و سعيدة قفزت عليها تريد ان تفتح لها عيناها بالقوة تهزها و ترفعها ولم يقدر احد على ابعادها عنها وهي تقبلها من وجهها الى يداها الى قدماها وهي تتشبث بها الا ترحل
لااااا بتوووووووووول يا ويل قلبي لا ترحلي لا ترحلي
متِ في بلد الغربة وحيدة تعيسة بقلب مكسور
متِ بحجاب و بسبب حجابك و اسلامك
لم امت انا من كنت امشي في الشوارع شبه عارية لم امت وانا افتعل الفواحش ما ظهر منها وما بطن : حررت صرخة مدوية حتى كاد ان يغشى عليها : بتووووووووووول
صراخها وصل مسامع الرجال في الخراج و يوسف من كان يجلس مستمعا لآيات القرآن الكريم و عيناه حمراوان و منتفختان من البكاء فمن لم يبكي على تلك الطاهرة النقية لم تعرف من الدنيا سوى الخيانة
يلوم نفسه انه تركها هناك وحيدة لا رقيب يرقبها و يعد عليها خطواتها
يشعر بقلبه يريد ان يتفجر من الحزن و الهم وهو يتذكر لحظة دخولها عليه في الغرفة بذالك المنظر المقطع للقلوب وهي ترتعش و تجهش بالبكاء قائلة انها قد قتلت زوجها !
دمعة خانته ليمسحها بسرعة بكفه متندماً وايمااااا ندم
ودانيال من انهار تماما وقد غرق في سُكر حتى لم يفق منه بعد لصدمته كاااااد ان يموت يموووووت وهي تلفظ انفاسها الاخيرة بين ذراعيه يحاول الاتصال بالاسعاف ولكن القدر كان اسرع فيخطف روحها الغالية من بين يديه بين ازقة الشوارع المظلمة التي امتلئت دماءا !
موتك صاعقة نزلت على الكل يا بتول صااااعقة قد احرقت الكل و اولهم الياسمين !
.
.
.
من دخل منزله بهدوء مريب غير مكترث بأصبعه المفقود وهو يقفل الابواب و النوافذ و يصعد لغرفته بهدوء مماثل
يفتح خزانته و ينتقي منها ملابس عسكرية جديدة و مكوية
يدخل الحمام ليستحم و يرتدي ملابسه و يزرر البدلة امام المرآة و يضع عطرا و ينفخ صدره و يضع مسدسه في مكانه
ينزل الدرج متجها الى كرسيه العاجي يجلس عليه و يرفع مسدسه بين اصابعه وينهي حياته بطلقة !
صوت صراخ الخادمة من كانت نائمة تهرع الى الحجرة لتجد سيدها يغرق في دمائه !
.
.
.
بعد اسبوع
رجع مصطحبا معه بنتين و الثالثة لا زالت بين ذراعي والدتها التي رفضت رفضاً قاطعاً تصريحه بزواجه و طالبت بالطلاق الذي باشرته المحكمة رامية بناتها في وجهه فهي تريد ايضا ان تعيش حياتها غير مرتبطة بشيء غير تلك الكتلة الحمراء الصغيرة التي لا زالت ترضع
يدخل مغموماً الى منزله
يتنهد بقسوة على ذاته
كم المه سماع وفاة البتول في عز شبابها ضحية نزعات عرقية متطرفة و القاتل هارباً لم يمسكوه بعد !
ولم يحزن حقاً على فؤاد بعد كل تلك الفضائح التي ألحقت به عاراً قد دفن معه الى الأبد !
البيت هادئاً و مظلماً ولا يبدو ان هناك مرحباً به
اذاً قد خسر
خسر المرأتين كاثرين ووداد
دخلت الاثنتان تصدران ضجة وهما معجبتان بالمنزل احداهما في الرابعة عشرة من العمر و الاخرى في السادسة من العمر
سيعشن مع والدهن اخيراً بعد كل ذالك الفراق
ولكن لا زلن يحتفظن بتلك اللهجة اللندنية الفخمة العريقة و القليل من العربية ولكن سيتغير ذالك قريباً
يجرين على الدرج متسابقات يردن رؤية حجراتهن الجديدة
تسوقه رجلاه رغما عنه الى كل مكان لا رائحة وداد ولا ظلها هنا
اذا انتي ايضا تريدين الفراق
غصة ابتلعها مدارياً احزانه امام بناته وهو يسمعهن يتقافزن فوق الأسرّة فرحاً
تركهن غير راغب في شيء سوى ان يرمي بنفسه على سريره و يغرق في نومه لكي يُقيّم حياته من جديد
نور ضئيل من شمعة حمراء في زاوية الحجرة مشتعلة ملقية بضوءها على ذاك الجسد الابيض الذي يجلس على السرير ملفوف بفستان زفاف ابيض ضخم و جميل و شعرها في تسريحة كأميرة قد خرجت لتوها من افلام الاطفال و يداها متعانقتان على حجرها و رأسها منكساً خجلاً وخداها يشتعلان بحمرة جميلة
لم يصدق عينيه وهو يرى تحفته الفنية تنتظره على سريره منتظرة له في لهفة
فتلك القُبلة قد كانت قاسمة لحياتها نصفين ، نصف خالد الميت ، ونصف حازم المحب
فأيهما ستختار ؟!!
اختارت القُبلة !
وهو يرفع رأسها الذي بالكاد ارتفع عالياً وعيناها تتهربان من النظر خجلاً ناظراً الى محياها النظر العذب الجميل و عينيها العسليتين و شفتيها الرقيقتين ولازال لا يصدق
يريد ان يعيش الحلم يهمس لها : وداد تريدينني ؟!!
ابتلعت ريقها و رفعت عيناها تنظر له في لهفة تهز رأسها بنعم وتهمس خجلا اطاح بعقله : نعم اريدك !
عاش ليلته كما لم يعشها مع امرأة في حياته وهو يغرقها بشوقه لها و حبهما الذي لم يصرحا عنه حتى الساعة فقط يريد ان يشفي غليل الانتظار !
في طرف اخر رغم الحزن المخيم على المنزل منذ وفاتها ومعاناة اهلها و انهيار ياسمين وموت زوجها
كانت تجلس مع امه التي لم تغادر بعد وفاة البتول و فضلت البقاء بجانب عائلتها الجديدة مريم الجميلة الرقيقة و حمود الصغير ذو الساقين القصيرتين وهي تلتهي معه لم تفهما بعضهما البعض جيداً ولكنهما متفاهمتان على شيء واحد وهو حب يوسف !
من دخل جارّاً امه الى احضانه مقبلاًّ رأسها في حنان و غامزاً بعينه للأخرى التي تقدم لها يطبع قبلة سريعة على شفتيها احرجتها جداً امام والدته التي اخذت تضحك وهو يغمرها في جنباته فهي ستكون اماً لأولاده قريباً جداً!
وأُقفلت أبواب حارس العذراء ....
أنت تقرأ
حارس العذراء # Land of Angels / مكتملة /
عاطفيةملحمة الحب و الأرض و المنفى يوسف النصف الماني في زمن ما التقى بفتاة سمراء تعلق قلبه بها ، بحث عنها و لم يعد يجدها ياسمين الزوجة السابقة تهرب من زوجها و تلحق بيوسف لإصرارها على عودته لها فهل سيعود لها يوسف و ينسى محبوبته التي تتعذب في مكان ما ! ف...