الآن
يجلس في شرفة غرفته التي لا يكاد يغادرها
والهواء البارد يلعب بخصلات شعره وبجامة نومه القطنية البيضاء !
يستمع لحركات الخادمة الخافتة التي ترتب ملائات السرير !
منذ مشكلة تلك المرأة وهو متعب جدا
جسده منهار ومريض ..
نعم يعاني مرض الفقدان
فقدانك يا مريم !!
رجله حالتها من سيء الى أسوأ !
يجلس ناظرا الى زرقة السماء وخضرة الحديقة ،..
هذه الغرفة اصبحت سجنه
منزله اصبح سجنا لا يطيقه !
أصبح اسير كرسيه المتحرك !
والسجان كان انتي يا ياسمين !!
يلتفت الى مكتبته والى كل تلك الكتب التي على الأرفف
تنتظر من يفتحها ومن ينفض التراب عنها !
ينظر الى مكتبه الذي نقله الى غرفته وليس له رغبة في الجلوس خلفه
كوب القهوة الذي اصبح باردا امامه !
حتى القهوة كرهها بعد ان كانت الشيء الوحيد الذي يستسيغه صباحا !
الجرائد والكتاب الوحيد اللذان يستلقيان بجانب القهوة منذ ايام !
منذ الحادث الشنيع لم يأتي أحد ليسأل عنه
لم يأتي احد ليطمئن عليه سوى شقيقته الصغرى .. حليمة ..
كلما يتذكرها يبتسم
حليمة اسم على مسمى تشبه في حنيتها عليه أمه و.. مريم ..!
الشقيقة التي هددوها بقطع علاقاتهم معها اذا استمرت في رؤيته !
نعم هذه عائلته
العائلة التي طردته من املاكه ومن املاك ابيه !
بدون رحمة !
كان صغيرا وجاهلا !
استطاعوا ان يضحكوا عليه ويستغلوه !
يظنون أنهم قد خدعوه !!
ولكنهم لا يعلمون أنه يخبأ لهم المفاجآت !
فهو لم يعد يوسف من ذي قبل
فهو الآن رجل قارب الأربعين
غزا الشيب رأسه ولحيته
اصبحت عيناه أكثر جلادة بالخيوط الخفيفة حولهما مع ذالك السواد الذي تتشح بهما !
شفتاه اصبحتا اكثر قسوة واستقامة !
ليس ذالك اليوسف الذي نفي من بلاده !
ويعيش منفيا في بلاده !
أنت تقرأ
حارس العذراء # Land of Angels / مكتملة /
Lãng mạnملحمة الحب و الأرض و المنفى يوسف النصف الماني في زمن ما التقى بفتاة سمراء تعلق قلبه بها ، بحث عنها و لم يعد يجدها ياسمين الزوجة السابقة تهرب من زوجها و تلحق بيوسف لإصرارها على عودته لها فهل سيعود لها يوسف و ينسى محبوبته التي تتعذب في مكان ما ! ف...