على قرابة الساعة السابعة مساءً كان قد استلم التقارير التي طلبها صباح اليوم، يقلّبُ في صفحاتها بإهمال بينما يقف متكئًا على الطاولة من ورائه عوضًا عن الجلوس في كرسيّها كعادته
ابتسم بسخرية بعدَ أن قرأ معلومةً أهمّته نوعًا ما بعدَ أن قضى نصف ساعةٍ منغمسًا بقراءته
"يملكُ ملهًا ليليًا""من الذي تقرأ عنه كريس؟"
سأل آرثر مستعجلًا بعد سماعه لطرف حديثه دون اصغاءٍ بشكل تام وهو ينهي المكالمة التي معه، ثم أغلق الهاتف على الطاولةِ أمامه، ولم تدم ثانية حتى رنّ من جديد ليزفر بتعب متذمرًا منه"ايثان براون، أخبرتك عنه مسبقًا، لربما يشكّلُ دليلًا لهيلتون"
قال قبل أن يجيب الآخر على المكالمة التالية منشغلًا بقضية أخرىانتظر لدقائق ثمّ اقترب من آرثر الذي أغلق الهاتف مجدّدًا لتوّه وهو يهمس
"أتجيدُ الرقص؟"استغربَ سؤاله وعلامة الاستفهام تعلو وجهه وسرعان ما تغيرت ملامحه لدهشة حالما فهم قصده
"لا أرجوك كريس، لا تقحمني بالأمر"
لفظ مع علمه بأنّ لا حيلة له بالأمر ما دام رئيسه هو كريسو على الرغم من كره آرثر الشديد لهذا المكتب الذي يقضي فيه شبابه، ومقته للكرسي الذي يجلس فيه لساعاتٍ طويلة لدرجة رغبته في كسره، إلا أنه يفضل هذا الروتين الممل عوضًا عن خوضِ مغامراتِ كريس الخطيرة في نظره
"لن يدوم الأمر طويلًا، الهدف هو المشاهدة بصمت دون تدخّل، ايثان براون يتواجدُ مرتين اسبوعيًا في ذلك المكان، ليس لدينا وقتٌ للتأجيل"
قال مستعجلًا وهو يعيدُ حاجاته لجيبه ويرتدي سترته السوداء فوق قميصه الأبيضارتبكَ آرثر بمجرّد خوض تفكيره في تخيّل أحداثٍ ذات صلةٍ بالموضوع بسلبية ثمّ نطق
"فقط لو علمت صوفيا بالأمر لانفصلت عني كريس، تعلم جيدًا بأنني أحاول الحفاظ على علاقتي الوحيدة"
قال محاولًا كسب تعاطف القلب المتحجر أمامه بلا فائدةأغمضَ كريس عينيه للحظة متمالكًا غضبه، لم يكن من عادته التدخل بأيّ علاقةٍ لزملائه قط ولكن آرثر هو الوحيد الذي يدفعه لقول ما لا يرغب به، فلم يكن يرى بأنّه من المنطقي لأن يجهد نفسه لهذه الدرجة بسبب فتاةٍ متحكمة غير مراعية
"هذا جزءٌ من عملك آرثر، يجب على صوفيا تلك التفاهم قليلًا، ثمّ إنها لن ترى شيئًا ولن تخبرها بما ستفعل، لمَ القلق؟"
سأله ليراوده الشكوك بعدَ أن رأى ردة فعله المتوترة ليهجم عليه قبل أن يدلي باعترافه
"كلا لا تخبرني بأنك تصبّ بأذنيها كل ما يحصل معك"صمت آرثر للحظة بعدَ أن استرجع هدوءه دون أن يجيب على تساؤلات كريس بسبب نيّته في الإساءة إليه كما اعتقد أو بالأخرى خشيته من سخريته على أفعاله وتفكيره ككلّ مرة
"لنذهب فحسب"
أنت تقرأ
ضحايا هيلتون
Mystery / Thrillerلم يكن هيلتون ضحيّةً يومًا، ولم يكن بريئًا، بل كان أشد استحقاقًا لما حدث، إن أعدنا تسوية الأمور بإنصافٍ أكثر لوجدنا بأننا الضحايا هنا.. أجل! فنحن ضحايا هيلتون