غموض

15 0 0
                                        

"ألن تخبرني من يكونُ ذلك الرجل فحسب؟"
سألت جين أخاها بينما تضمّد جرحه الذي أدى لنزيفِ أنفه وهي تصرخُ في وجهه عن قرب بمسافةٍ قصيرة ليبتعدَ عنها قليلًا خشيةً من أن يخسر سمعه

ولم يكنُ ليام لأن يلفظَ بجوابٍ بسهولةٍ كعادته لذا فاختارَ التجاهل بجمودٍ دون أن يدلي بإفادة بشكلٍ أدى لاستفزازها دون قصدٍ منه

"ألن تذهبَ إلى الجامعة؟"
سألت فيوليت محاولةً تغيير الموضوع بينما تجلسُ بالقرب منهم تمامًا على الأريكة بأريحية في صالةِ شقته وكأنّها تخبره بأن يواصل تجاهل أخته التي تكبره بقلّة تهذيب

و لم يستطع الآخر إجابة سؤالها بسبب مقاطعة أخته له بأسلوبٍ فظٍّ على عكس عادتها دونَ أن تلتفت لها
"ألن تفسّري أنتِ الأخرى عن علاقتكِ به؟"

تردّدت فيوليت هذه المرة بالإجابة ليعتليها الارتباك بسبب سوء الموقف الذي وضعت نفسها فيه، كانت قد كذبت بسبب رونالد الذي قد رحلَ الآن لذا فلم تعد بالحاجة للتمسك بتلك الكذبة

"ليسا على علاقة، كما أخبرتهم مسبقًا، بقاؤنا هنا بسبب حاجتنا لمكانٍ نبيتُ فيه فحسب ولن يدومَ الأمر طويلًا"
أجابَ جان كرجلٍ بالغ دون اعتذار عوضًا عنها لتشعر فيوليت بالفخر وقتها بعد أن عجم لسانها عن الكلام

"ولم تملك الآنسة فيوليت خيارًا سوى أن تبيت في شقّةٍ صغيرة لزميلها بالجامعة؟ عذرٌ مقنع"
سألت جان متحدّثةً عن أخته بصيغة الغائب على بغتةٍ منه لتلقّنه درسًا على تدخله فيما لا يعنيه، و لم يملك إجابةً مقنعةً على ذلك السؤال بسبب كونه يبحث عن جوابٍ أيضًا

"أو بالأحرى، الفتى الذي ضايقته مرارًا سابقًا"
قالت بعدَ أن انتهت من وضع لاصق الجروح وأخيرًا لتضعَ عينيها تمامًا قبال عيني فيوليت بجرأة متحدية اياها

ارتسمت ملامح البرود على وجه فيوليت لتستفزّها من جديد دون قصدٍ منها، ثمّ عمّ الصمت لمدة ثوانٍ أرجاء المكان

بل اختارت الصمت فحسب لكونها تعلمُ جيدًا بأنّها المخطئةُ هنا، ولمن الصعب اقناع من حولها بانّها قد تغيرت ونضجت فقط بغضون أشهر بسبب انقلاب حالها، فهي نفسها لم تكُن لتصدّق الأمر

توتّر ليام حينها بعدَ أن احمرّ وجهه بسبب شعوره بالخزي لكون أمر وشايته لها قد بدأ واضحًا الآن، وبالرغم من كونه لم يخطئ بشيء إلا أنه شعر بأنّه في مأزق

فقد شعرَ بأنّه طفلٌ صغير لا حيلة له بحلّ مشاكله..

"أخبرتكِ بأنّني أنا من طلبت منهم بأن يبقوا هنا! احترمي قراري ولو لمرة"
قال بتلعثم مبرّرًا وضعه ليبدو كالطفل من جديد عندَ أمّه

ضحايا هيلتونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن