وقفَ وأخيرًا ببطئٍ شديد من جلسته على الأرضِ الباردة بعد أن سمع صوتَ البابِ يُقرع قرعةً خفيفة ذات صوتٍ مألوف تدلّ على صاحبها
قرعتين متواصلتين، تليهما ثالثةٌ من بعد مسافةٍ ليست بطويلة
يعرفُ أخاه حقّ المعرفة لا سيما طريقته بطرق بابٍ مقفل لا يملكُ مفتاحه سواه وحده قاصدًا تحذيره بقدومه وانتهاء فترة خلوته مع نفسه قسرًا
كانَ حبيسَ غرفةٍ خاليةٍ من الأثاث و قريبةٍ من العتمة ليُفكّر حينها بالذنب الذي لم يقترفه قط
تمامًا قبل ساعتين من الآن، كان قد نفّس عن غضبه بالصراخ وحيدًا دون أن يُسمع صوته حتى هدُرت طاقته تمامًا ليميل إلى الهدوء والسكينة أكثر لمعرفته بأن لا جدوى من الانفعال
فكما هو الحال، لن يتدخّل والده المشغول، ولا أخيه الأكبر جيدن الأناني، ولا حتى حشدُ خدم منزله الضخم الذين يعملون تحت سلطة لوك بخضوع
"هل عُدت إلى رُشدك الآن ايثان؟"
سألَه أخوه الأكبر منه والأقصرُ قامةً ببرودٍ قاتل ليرمقه بنظرةٍ محترقةنظرةٌ نفّست عن جميع الأحقادِ التي يحملها داخله لتحرقَ صدره الهائج بدلًا من الذي أمامه بلا حيلة
حينها تمنّى لو يستطيع ابراحه ضربًا كما يفعلُ عادةً مع أي شخصٍ يحتقره، ولكنّ لوك مختلفٌ عن الجميع ..
وذلك بسبب أنّه يمتلكُ السلطة عليه كأصفادٍ تغلغلت حول عنقه خانقةً اياه لحدّ الموت بينما لا يزالُ حيًا يتنفس الصعداءَ أمامه بضيق الأنفس
صمتَ صمتًا طويلًا، ثمّ تحرّك بعدها بهدوء قاصدًا الباب المفتوح خلفَ لوك، ولكن سرعان ما أوقفهُ رجاله أصحاب البدلات السوداء بأمرٍ منه
"لم ننه حديثنا بعد"
قال بهدوءٍ تام آمرًا ايّاه بالتوقف عنده وهو يُشيرُ بيده"ألم أُخبركَ من قبل بأنّني لا أعرفُ شيئًا تمامًا عن مكانِ هيلتون؟"
سأله بعد تنهيدةٍ طويلة وبعدَ أن حرّك رقبته يمينًا وشمالًا ليريح عضلاته خوفًا من هيجانِ مشاعره الغاضبةبدأ له بأنّ النقاش سيطولُ أكثر من توقّعه، لذا فاختار مجاراته خشيةً من أن يحبسه من جديد لساعاتٍ متواصلة في نفس الغرفة التي تقبعُ أسفلَ قصرِ عائلته
تلك العائلة الفاحشة الثراء التي لم يعتبرها سوى مصدرًا لدخله.. تلك الأرواح التي لطالما تمنى موتها
"ولكنّك لم تُخبرني قط بشأن فيوليت، ألم نتّفق بأن لا نخبئ شيئًا عن بعضنا بما يخصّك؟"
سأله بابتسامةٍ سوداوية أقرب للتهديد بنظره ليعتقد حينها بأنّ فيوليت في خطرٍ منه
![](https://img.wattpad.com/cover/187340810-288-k627148.jpg)
أنت تقرأ
ضحايا هيلتون
Mystery / Thrillerلم يكن هيلتون ضحيّةً يومًا، ولم يكن بريئًا، بل كان أشد استحقاقًا لما حدث، إن أعدنا تسوية الأمور بإنصافٍ أكثر لوجدنا بأننا الضحايا هنا.. أجل! فنحن ضحايا هيلتون