رسالة

17 5 0
                                    

رمقها بنظرته الخبيثة بعدَ أن صرّ على أسنانه غضبًا ثمّ دفعها بعنفٍ نحو الحائط خلفها لتلاصقه وهو يشدّ على كتفيها بينما تحاول الفرار منه بلا جدوى

ظلّ محدّقًا بعينيها السوداوتين بينما تلوح فيهما نظرةٌ لامعة تنمّ عن خوفها، ثم لاحظ حدقتيها المتوسعتين جراءَ صدمتها، وكذلك شعرَ بهزّةِ كتفيها الطفيفة معبّرةً عن ارتباكها

لم تحاول اخفاء ذهولها وشعورُ الصدمة الذي اجتاحها منه بسبب عدم توقّعها لفعلته، لذا فقد عُجم لسانها عن الكلام محملقةً به بعدَ أن ارتخت عضلاتها

أما بالنسبة له فقد كانَ يراها كوالدها وكان كل ما يشعرُ به من غلٍّ اتجاهها هو كونها ابنته على عكس اعتقادها، لذا فلم يكبت رغبته في إيذائها وخصوصًا ما إن كانت هي من بدأت الأمر

وفجأة، اطفأ عاصفة الغضب الهائجة التي اجتاحته على بغتةٍ منه بعدَ أن فكّر لمدة قصيرة مستنتجًا بأنّه بالغ بردّة فعله ليتركها سريعًا دون أن ينطقَ كليهما بكلمة

سارَ تاركًا ايّاها بحيرتها وهي تقفُ بجمود مراقبة اياه من الخلف بلا حراك ثم رمقته بنظرةٍ أخرى عندما شاهدته وهوَ يلقي بتلك المحفظة في سلّة المهملات على طريقه مثيرًا غضبها من جديد

أمسكت بمقرّ قلبها الذي لم يتوقّف عن النبض سريعًا ضاغطًا على صدرها وكاتمًا لانفاسها ثمّ همست بينها وبين نفسها متوعّدة
"سترى ما سأفعله بكَ كريس"

وفي المقابل، دخلَ كريس لمكتبه ليأخذ أهمّ حاجاته بينما آرثر يراقبه بصمت ليصرخ فجأة مستنتجًا
"هل قدّمت استقالتك؟"

هزّ رأسه برفض ثمّ التفت نحو مساعده ليتحدّث ببروده
"سآخذ إجازة عمل فحسب"

ابتسم آرثر له بتوتّرٍ شديد ليدخل يديه في جيبه
"إذًا فقد سمعت بالخبر، كنتُ على حيرةٍ من أمري بكيفية اخبارك"

تلاشت ابتسامته بعدَ أن خمّن مقصده من تلك الإجازة ليقول بشك
"حسنًا كريس، هدوؤك لم يعجبني أبدًا، هل لك بأن تخبرني شيئًا؟"

"سأكمل التحقيق بتلك القضية، وستساعدني بذلك"
قال له آمرًا ليصرخ الآخر من بعده مباشرة
"لمَ عليّ طاعة أمرك في ذلك؟ ألا تعيرُ لرأيي انتباهًا هنا؟"

استوعب كريس بأنّه لا يملك الأحقية في ارغامِ آرثر بعمله الغير قانوني لذا فاختار تغيير نبرةِ حديثه ليكون ألطف نوعًا ما بأسلوبه
"لستُ أرغمك على شيءٍ آرثر، كل ما في الأمر بأنّني كشفت حاجتي الماسّة لك، تملك حريّة القرار"

استندَ على الطاولة من خلفه ثمّ كتّف يديه محملقًا بآرثر الذي بدأ متردّدًا في اتّخاذه للقرار ليتحدّث وأخيرًا بعد صمت
"أعتذر منك كريس ولكنّني لا أستطيع فعلَ ذلك، كما أنّني أعلمُ جيدًا بأنّني لن أستطيع تغيير رأيك حتى لو رغبت، ولكنّني أنصحك بأن تتخلّى عن الأمر بشدة"

ضحايا هيلتونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن