صدفة

34 7 0
                                        

اعتلت ملامح وجهه البرود المزيف بعد سماعِ تهديدها و استطاع كريس تقييد انفعالاته بهدوئه المعتاد بينما يحاول الابتسام قسرًا ليريح بالَ روز التي تجلسُ أمامه بأن لا شأن له بخطيبها السابق

حاولت الأخرى أن تبدو ذكيّة في ظلّ ظروفها دون أن تعير لحاجتها المادية بالًا، فعندما يتعلّق الأمر بهيلتون بالنسبة لها يجبُ أن تكون حذرة بكل استطاعة

"كلّ مافي الأمر بأنّني لا أرغبُ بالحديثِ عنه، صدّقني ولا أنتَ ترغبُ بذلك إن عرفت السبب"
تحدّثت بثقةٍ متخّذة موقف العالمة بكل شيء وبمصلحة الكل ليستبعد كريس كونها على شكوكٍ به

فهي تجحدُ هويّته الأصلية بكونه محقّقًا على الرغم من أنها الأشدّ خطرًا من ذكر هيلتون في حديثها

"حسنًا إذًا روز، سنوافيكِ بالقرارِ لاحقًا، أحتاجُ لمزيدٍ من الوقت للنقاشِ بأمر توظيفك مليًّا"
حاول إنهاء الموضوع بعد أن وقف فجأة ليقف رفيقه من بعده بذهنه الشارد مودّعًا ايّاها

قامت مطيلةً ابتسامتها هذه المرة و مدّت يدها إليه لتصافحه هو ومن معه بينما شعور الثقة التامة في توظيفها قد استوطنها
"أتطلّع للمزيد منك"
قالت له وكأنّها الجهة الموظفة ليسخر منها في نفسه خلسة

وضعَ يده في جيبه بعدها ثمّ أمر قبلَ مغادرته
"لا تنسي ارسالَ صورِك الفوتوغرافية لشيفانجي، أرغبُ في ادلائها باجتماعاتي القادمة لأضيفكِ كمرشّحة"

كانَ مقتبسًا لدورِ المنسق بالكامل وهو يرتدي قناعه المزيف و يتفادى رغبته في أن ينقضّ عليها بأسئلته الاستجوابية

و لم يزعجه سوى حاجتها للمال مما دفعه للشك بأن تكون على جهلٍ تام بمكانِ هيلتون وهذا ما أثار قلقه، فليس من المنطقِ بأن تبحث عن وظيفة بينما هناك من يعولها

و قد توقّع منها بالفعل بأن تكون منقذه الأساسي في لبّ القضية التي طالت بدايتها

خرجَ بالهواءِ الطلق ولم يدم الوقت طويلًا حتى هربَ آرثر منه بعد أن طفح كيله بالانتظار لهذه اللحظة التي تفصله عن مديرِ عمله بحرية

ثمّ تأمّل كريس موقفه ليشمئزّ من  علاقاتٍ غرامية كذه، فهو يجدها معقّدةً أكثر من قضاياه، وخطر في باله كون قلق آرثر طوال هذه الفترة بسبب صوفيا ليس إلا مزيدًا من العبء يحمله فوق ظهره وهو في غنًا عن ذلك تمامًا

ابتسمَ باسمِ الوحدة التي يعشقها وسخر من غباء صديقه في نفسه لتقاطعه تلك الرسالة من رقمٍ مجهول
"مرحبًا سيّد كريس، هذه أنا فيوليت، هل أستطيعُ اللقاء بكَ سريعًا الآن؟"

ضحايا هيلتونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن