وقفَ باحتزام مسيطرًا على توتّره بعد أن أصرّ على أسنانه، أخذت عيناه تجولان في أرجاء ساحةٍ خارجيّةٍ كبيرة مكتظّة بالطلبة في الحرم الجامعي حتى رفعَ رأسه ليرى علو المبنى الشاهق الذي يوشك دخولهكانَ يأبى التقدم بسيره راجيًا حدوثَ معجزةٍ تعيد كونه شبحًا مخفيًا في مكانه المعتاد كما عهد سابقًا ليمارس حياته بخفاء بعيدًا عن الأعين المحدّقة به
فقط قبل حوالي شهر واحد كان نكرة، مجرّد طالبٍ عادي في الجامعة يقضي وقته في مكتبتها قاصدًا الدراسة، وَ لم يطمح يومًا بأن يصدى اسمه بين طلّابٍ مثله
لم يعتقد بأن سقوطه في حوضِ السباحةِ بعدَ أن دفعه أحدهم كافٍ لجعله مثيرًا للسخرية! أوليس سبَبًا سخيفًا لكُره كلّ فردٍ منهم له دون استثناء؟
حاولَ السيطرة على مخاوفه بعد أرخى قبضة يده، ثم أخذ نفسًا عميقًا ليقاطعَ استرداده لروحه أحدهم
"جبان"
صرخ نحوه أحد المارّة من الطلاب ليعكّر صفو مزاجه المتقلبلم يعتد بعدُ على تلك الكلمات من غرباء ينكرهم رُغم استمراريتها لشهرٍ كامل ككل يومٍ على التوالي
بل لم يعتد على ازعاج الجميع له بكلماتٍ جارحة و ضرباتٍ
متواصلة ، و لم يكُن مستعدًا للتنمر في سنّه هذا، ظنّ بأنّ طلاب الجامعة أكثر نضجًا من غيرهم وسخر من ذلك بنفسهاسترجع ذلك اليوم حينها ثم أخذ يتذكر عندما بدأ كل شي وهو جالسٌ في قاعته الدراسية يدوّن ملاحظاتٍ كما يفعل في كلّ محاضرة وتركيزه التام يتمحور حول ما يلفظ فم المحاضر من معلوماتٍ تهمه
عندما غادرَ الأستاذ لم يكُن له سوى الوقوف من بعده ليُعيد
ادخال حاجاته مستعدًا للخروج بعجلة خوفًا من التأخر عن المحاضرة التي تليهالم يُلاحظ تلك الفتاة التي كانت تسير بثقةٍ نحوه حتى لفظت باسمه
"ليام صحيح؟"
سألته بشكٍّ مع ابتسامةٍ لطيفة أو هكذا ما كانت تدعيرفعَ رأسه نحوها ليميّز ملامحها باستغراب فلم يتوقع بأن تُبادرَ فتاةٌ بالحديث معه يومًا، أو بالأحرى كان يتجنّب ذلك
أعادت ارجاع خصلاتها خلف أذنها محاولةً كسر حاجز الصمت بينهما
"اسمي فيوليت"لم تكُن بحاجةٍ للتعريف عن نفسها فهو يعرفها تمام المعرفة، وليس هو فحسب .. بل كل من يرتاد هذه الجامعة
منذ ذلك الوقت أدرك بأنه في ورطةٍ كبيرة، فمن يجرأ على الحديثِ مع حبيبة هيلتون السابقة؟
تجاهلها محاولًا تخطّيها لتوقفه آنذاك
"أخبروني بأنّك الأذكى هنا .. فكما تعلم لستُ أُجيد القيام ببحوثٍ كتلك"

أنت تقرأ
ضحايا هيلتون
Mystery / Thrillerلم يكن هيلتون ضحيّةً يومًا، ولم يكن بريئًا، بل كان أشد استحقاقًا لما حدث، إن أعدنا تسوية الأمور بإنصافٍ أكثر لوجدنا بأننا الضحايا هنا.. أجل! فنحن ضحايا هيلتون