استيقظَ في الصباح الباكر ليومٍ جديد بعدَ تلك الليلة الماطرة بالماء والمفاجآتِ كذلك، ولم يكُن ليستيقظَ طوعًا سوى أنّ ساعة منبهه قد رنّت لتجبره على ذلك كالعادة
سارَ خطاه نحو دورة المياه بتثاقل والنعاسُ يغلبه لينتهي به الحالُ محملقًا بفرشاة أسنانه التي أصبحت بالمنتصف بين اثنتين ثم استوعب بأنه لم يعُد وحيدًا هنا
فتح صنبور المغسلةِ ليشعر بالماءِ الباردِ ينسابُ على يديه ومن ثمّ اقشعرّ جسده حالَ دخولِ جان عليه على غفلةٍ منه عاريَ الصدر بينما يربطُ منشفةً بيضاء طويلة على خاصرته
"أرغبُ بالاستحمام، لن يستغرق الأمر طويلًا"
قالَ قاصدًا طرده دون أن يستشيره ليحملقَ الآخر به ببرود ثمّ يتنفس الصعداء خارجًا من بعدها دون نقاشهذلك الأسلوب ذكّره تمامًا بفيوليت ليعلمَ جيدًا بأنهُ ليسَ مجرّد طبع، بل هيَ جينات وراثية تسري في تلك العائلة قليلة التهذيب بنظره
صرّ على أسنانه حالما رأى تلك الفتاة أمامه في مطبخه ليجتاحه الغضب والدهشة في آن واحد، فلم يكن يعلمُ بأنّ المدللة قد تجيدُ فعلَ شيئًا ما يخصّ أعمال المنزل
تملّكه إحساسٌ قوي بشعور انتهاك منطقته الخاصة وتسلّل المتمردين لها قسرًا، ثمّ تأملها من جديد لتجتاحه الرغبة في طردها واستردادِ نظام منزله المعتاد
لاحظت وأخيرًا كونه يقبعُ خلفها واقفًا لشدة انشغالها لتلتفت له سريعًا
"صباح الخير"
قالت مرحبة بابتسامةٍ واسعة قاصدةً شكره على الضيافة دون أن تلفظَ بتلك الكلمة، فهذه هي طريقتها بالتعبير عن شكرها، تستيقظُ مبكرًا رغم كرهها للأمر لتحضر له فطورًا يبدو شهيًّا بنظرهصرفَ عينيه مباشرةً عنها لتحمرّ وجنتاه سريعًا بعدَ أن رآها تبتسم بصدقٍ للمرة الأولى، كانت ابتسامتها كشمسٍ مشرقةٍ بعثت الحياة في أجواء شقته الكئيبة
وذلك ما دفعه للشعور بعدم الراحة بتاتًا فقد تبدو فيوليت فتاةً لطيفةً من بعيد ولكنّها تصبح شريرةً عن كثب، و شرّها أكثر ما يخشاه بعدَ أن عانى منه
جلسَ سريعًا على السفرة الصغيرة لتصرخ فيوليت باسم شقيقها مستدعيةً اياه لتناول الفطور
"إنه يستحم"
أجابها ليام عوضًا عنه بصوتٍ أقرب للهمس دون أن يرفع رأسه لهاوسرعان ما إن تفاجأت منه سريعًا حالما رأته يبصق جزءًا من البيض الذي أكله فورَ أن وضعه بفمه ليسعل بعدها بشدّة
"هل لديكَ حساسيّة من شيءٍ ما؟"
سألته سريعًا مستعيدة ذاكرتها بمكونات ما وضعته معه لتطمئن عليه ثمّ أجابها ساخرًا
"إن كانَ كرهي للملح الزائدِ حساسية، فنعم"
أنت تقرأ
ضحايا هيلتون
Misterio / Suspensoلم يكن هيلتون ضحيّةً يومًا، ولم يكن بريئًا، بل كان أشد استحقاقًا لما حدث، إن أعدنا تسوية الأمور بإنصافٍ أكثر لوجدنا بأننا الضحايا هنا.. أجل! فنحن ضحايا هيلتون