كانَ أصهبًا شديد البياض، ذو شعرٍ ناعمٍ أحمر أطول من أن ينتمي لذكر، عينانِ خضراوان مشتعلتان، وطولٍ متوسط
لطالما كانَ مميزًا معروفًا بشكله كفاية لأن لا يُخطئ به أحدهم مع شخصٍ آخر، و تمامًا كشخصيته النادرة ..
"أهلًا بكَ من جديد، دان سميث"
قالَ كريس مرحبًا به بعدَ أن فتحَ لهُ بابَ شقّته ثمّ سحب له حقيبة سفره البنية ليدحرجها بجانب الباب تاركًا ايّاها هناك، فلم يكُن ليدخله على الفور لغرفة نومه التي سيقطنُ فيها لفترةٍ لا يعلمُ مدتها دون ضيافتهوعوضًا عن ذلك جرّه سريعًا لمكتبه الخاص المنزلي حيثُ مكان عمله الجديد بعد أن حضّر له قهوة سوداء على حسب طلبه وهو يبتسمُ بصدقٍ نابع من فرحه، ثمّ احتضنه سريعًا رغم كرهه لقرب المسافات وتلامس الأجساد على عكس الآخر ليحييه من جديد بحرارة
أجرى حديثًا سريعًا معه ليستفسر عن أحواله الحالية ومقرّ عمله الجديد مُطمئنًا ليستنتج بأن دان قد استقال بفخر منذُ شهرٍ تحديدًا وهو يتحدّثُ بشغف دون مراعاة وضعه المزري دون خططٍ مستقبلية
ولعلّ مكالمة كريس له سابقًا كانت كطوق النجاة، أو كفرصةٍ حتمية لا يملك غيرها
لطالما عهدهُ مزاجيًا و ملولًا كفاية لأن لا يعتادَ على نفس الروتين لمدة طويلة أو حتى مع نفس الأشخاص، ولذلك كانَ هو السبب الواضح في فشل أغلب علاقاته
جلسا في غرفةٍ متوسطة المساحة يستوطنها مكتب بكرسيّ أسود مريح يقابله كرسي آخر، و بشبابيك واسعة لتزوها أشعة الشمس بدلًا من ضوء الكهرباء
كانت الأوراق ملقيةً على الأرض بأرجاء المكان مع عدّة ملفات ولكن بشكلٍ مرتب بالنسبة لكريس، فهو يعلمُ جيدًا تصنيفَ كلّ جزءٍ منها بعدَ أن وضعها بعناية منه
"كنتُ على يقينٍ بأنّك ستحتاجُ إلي مستقبلًا"
قال الآخر محاولًا إغاضة كريس بعد أن راسله بتفاصيلِ قضيّةٍ لم يستطع حلّها ليعتليه الحماسُ الهائل لأيامه السابقة معه يليه شغفٌ دفعه للموافقة بمساعدتهو من الصعب بأن يعبّر كريس عن حاجته لأحدهم ولو أنه أدمن الأمر بالأونة الأخيرة، وذلك ما رفع مشاعر دان المعنوية لمرحلة الغرور
لطالما كانَ زميلًا له بالجامعة، وصديقًا له بالعمل، حتى خسره بقضية يمقتها كريس أكثر منه..
كان هادئًا بارد الطباع وكثير السخرية؛ لذا فلم يكن من أقربِ أصدقاء كريس سابقًا إلّا أنه كانَ شريكًا مثاليًا في التحقيق له بسبب الانسجام بالتفكير والحذر بالتعامل من كليهما
أنت تقرأ
ضحايا هيلتون
Mystery / Thrillerلم يكن هيلتون ضحيّةً يومًا، ولم يكن بريئًا، بل كان أشد استحقاقًا لما حدث، إن أعدنا تسوية الأمور بإنصافٍ أكثر لوجدنا بأننا الضحايا هنا.. أجل! فنحن ضحايا هيلتون