ضحايا هيلتون

عارضة الأزياء

على قرابة الساعة السادسة مساءً، كان يقفُ كريس أمام العمارة الشاهقة الارتفاع وهو يراقبُ أعلى طابقٍ فيها من الأسفل متأملًا بينما يرتدي بدلةً رسمية متألقة كعادته ويبدو في غاية الترتيب

أقدمَ على الدخولِ في بهوها الفاخر ليتلقى اشعار رسالةً نصية متأخّرة
"الشقة الخامسة عشر.. بانتظارك"
قرأها بجهرٍ ليُسمع رفيقه الذي معه ولكنه لم يكُن مصغيًا تمامًا بسبب المكالمة التي تلقّاها على استعجال بهاتفه المحمول الذي لا يفارقه

بدأت عليه علامات التوتر ثمّ استأذنه باستحياء على أمل موافقته
"طرأ لي أمرٌ عاجل، هل لي بالذهاب؟"

لم يُعجب كريس بسؤال آرثر الذي بدأ له وكأنه يتهرب من الدخول معه لتلك الشقة لذا فرفض قطعًا دون نقاش ولكنّه حاول من جديد
"إنها صوفيا، ها هي تهدّدني بالانفصالِ عني من جديد إذا لم التقي بها، لم أرها منذُ ثلاثة ايام بسبب انشغالي بالعمل كما تعلم"

كان كريس يعلمُ جيدًا بمدى اخلاص آرثر بعمله الجاد وكونه نسخة مصغرة منه في ادمانه له ولكنّه لم يكن من النوع الرومنسي الذي يجدُ الحبّ وعلاقاتٍ كهذه عذرًا في التخلف عن واجباته

"ساعةٌ فحسب، لن يدوم الأمر طويلًا تستطيع صوفيا تلك الانتظار"
قال بزجر وهو يسيرُ للأمام بينما آرثر يلحقُ به منزعجًا من قراره دون جدال

"أليكس سميث"
قال كريس معرفًا عن نفسه بابتسامةٍ جذابة لتبادله فتاة الاستقبال بنفسِ ابتسامته و مدونةً اسمه الجديد في جهازها ثمّ رفعت رأسها للآخر ليجيبها مع هزة رأسٍ بسيطة قبل أن تسأل
"شيفانجي ميجي"

ارتفع حاجباها دون قصد بسبب استغرابها من اسمه الذي لا يطابق شكله وكتمت ضحكتها لتتسرّب ابتسامةٌ طفيفة ولكنّها سارعت محاولةً استعادة جديّتها من جديد
"هوياتكم من فضلكم"

كان لآرثر شعرٌ بني اللون كعينيه الواسعتين وببشرةٍ برونزية كما أنّه متوسط الطول، بدأ بالنسبة لها جذابًا كفاية لكي لا يكون اسمه شيفانجي

قدّم كليهما تلك الهويات التي قد زيّفاها من قبل وكتم كريس رغبة ضربِ آرثر في نفسه عندما ألقى نظرته السريعة بتلك الهوية التي بيده وندم عندما وكّله المهمّة

تلك الاجراءات قد أكدت لكليهما بأنّ سكان المكان تحت عنايةٍ تامّة، وتفاصيله عكست مظهر الثراء الذي يملكه من يسكن فيه

صعدَ في المصعد برفقةِ آرثر وهو يرمقه بنظرة
"شيفانجي؟"
سأله قبل أن يغلق الباب وعلامات الغضب تتملّكه

"أنت من أخبرني بأن أختار هويّتي بنفسي! وقع الاختيار على أن أكون هندي الجنسيّة لذا فبالطبع يجب على اسمي بأن يكون هنديًا، مالذي توقّعته؟"
قال بثرثرة وهو يبرّر موقفه إلا أنّ كريس اكتفى بسكوته دون رد