عندما أخبرتك صباح اليوم..بكوننا متعادلين مشيرا إلى ضربة أنفك التي كنت المتسبب فيها بمعنى أنني إنتقمت منكِ لكونكِ ضربتني قبل سنتين في ذلك الشجار..
لم أكن أعني ذلك حقا..
لقد ذهبت مبكرا للغاية إلى الثانوية لأنتظر قدومك في فصلك لكوني أعرف أنكِ ستأتين لترك حقيبة ظهركِ ثم تعودين إلى الساحة..
فعلتُ ذلك لأراكِ و لأطمئن عنكِ..
ما إن سمعت خطواتك في الرواق حتى وجدت قدماي يقودانني دون إرادتي نحوكِ!
لذلك ما إن إلتقيتك و لمحت تلك النظرة المتوعدة التي وجهتها نحوي تبخرت كل ثقتي بنفسي و هربت الكلمات من لساني الفصيح..
فقد كنتُ السبب في حالتكِ تلك و لكِ كل الحق في الغضب مني..
لم يكن في وسعي سوى لملمة شتات نفسي لأقف أمامك بشموخ مزيف مؤديا ذلك المشهد المستفز حيث تفوهتُ بذلك العذر الغبي..
لم أجد شيء أفضل من ذلك لأقوله..
لما ؟
على الأقل بعد قولي ذلك ستشعرين بالسخط و الغيض ناحيتي..
أليس أفضل من أن لا تشعري بأي شيء..؟
كما أنني أعرف أن ما قلته سيجعلني في قائمتك السوداء بين أعدائك الذين تنوين الإنتقام منهم..
لكن..
أليس أفضل من أن لا أكون أي شيء بالنسبة لك ؟
أعرف أن هذا لا يبدو منطقيا..
كيف أعمل على جعل الفتاة التي يهواها قلبي تمقتني ؟
أنا أفعل ذلك حتى أحظى على الأقل بإهتمامك أو شعور منكِ حتى لو كان حقدا..
كما لم أعني إصابتك ذلك اليوم..
ما حصل أنني كنت أشتعل غيضا و أنا أراكِ تجلسين رفقة ذلك المعتوه و تضحكين معه بينما كنت أنتظر مبادرتك للعب معنا بدلا من صديقتكِ تلك..
عندما وصلت الكرة إلي تعمدت رميها في الجهة التي تجلسان فيها..
كانت نيتي إصابة مكان قريب منكما حتى تنهي محادثتك مع ذلك الأحمق الذي يناظركِ بعيون لامعة تشع بالإعجاب الذي لم تنتبهي له رغم يقيني بفطنتك !
إلا أن الكرة أخذت مسارا آخر بفعل النسيم لتصتدم بوجهك!
لا أستطيع وصف شعوري عندما رأيت الدماء تتساقط منكِ ليليها إغمائك..
إعتقدت أنني فقدتك بالفعل!
أعرف أنكِ ستظنين أنني أبالغ كثير كونها لم تكن سوى إصابة على مستوى الأنف..
لكنني يا مهيار..
لم أشفى بعد من وجع رحيل والدتي..
و من الآثار التي أعاني منها من بعدها..
هي أنني أمسيت أخشى من أي شيء صغير قد يمس من أحبهم..
على سبيل المثال..
قبل أيام والدي كان يجهز العشاء في حين ذلك جرح إصبعه أثناء تقطيعه للخضروات..
أتذكر يومها أن بكائي لم يتوقف إلى أن نمت..
لقد أثرتُ قلق والدي بالفعل لكون الجرح كان بسيط إلا أن ردة فعلي كانت مريبة غير طبيعية بتاتا..
لذلك عرض علي العودة إلى الحصص النفسية مع طبيبتي التي كانت المسؤولة عن حالتي قبل سنوات..
لقد مكثت بالقرب من عيادة الثانوية أنتظر أي خبر يجعل من قلبي يهدأ قبل أن يتوقف خوفا على ما أصابك..
إلى أن رأيتك تخرجين رفقة أصدقائك و الممرضة..
عندها إرتاح قلبي و لو قليلا..
لكن بعدما سمعت من أصدقائي الذي يقطنون في ذات الحي معك..
أن السيدة رقية و التي تكون جدتكِ تبحث عن من أوصل حفيدتها إلى تلك الحالة لتجعله يدفع ثمن فعلته..
أعاد الهلع إلى قلبي مجددا معتقدا أن إصابتك خطيرة!
بالرغم من أن رفاقي و أصدقائك أخبروني أنكِ على ما يرام و لا يوجد ما يدعو للقلق..
ما كان مني سوى إنتظار حضورك لأقيم حالتكِ بنفسي ليطمئن ما تملكينه مني..
إن حالي مثير لشفقة أليس كذلك..؟
لكن ما باليد حيلة يا شبيهة القمر..
أشكر الله أن رحيل والدتي لم يسبب لي الجنون و لا يزال عقلي في مكانه..
بعد ذهابكِ من أمامي حين شغوركِ من تهديدي في حال عبثت معك..
سجدت أرضا أحمد الله كونكِ بخير بالفعل!
ثم ضحكت كثيرا بسببك..
لأن منظر الضمادة على أنفك أفسد جدية ملامحك جاعل منكِ تبدين ظريفة بحق..
يبدو لي أنه يجب أن أعود لطبيبتي النفسية حتى أتعالج قبل أن يتأزم وضعي ليصل إلى ما لا يُحمد عقباه..
و الآن يا شبيهة القمر..
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه..
دمتِ سالمة من أجل قلبي يا نبضه..
أنت تقرأ
مذكرات عاشق
Short Storyبينما قدماه تتدلى من أعلى الحافة و جسده يكاد يتهاوى ناحية الأسفل ، قطع عهد على نفسه أن الأنثى التي ستمسك به في هذه اللحظة ، لن يترك يدها لنهاية العمر.. كان وعد سخيف ساخر صدر من صبي في الثالثة عشر من عمره ، إلى أن شعر بيد تمسك به ، تهتف صاحبتها بإسمه...