في هذه اللحظة..

499 52 167
                                    

رفعت مهيار عينيها المدمعة عن آخر جملة تم تدوينها في آخر سطر من المذكرة عندما شعرت بحركة أويس و صوته المتملل الذي دل على إستيقاظه , مسحت دموعها بسرعة محاولة إخفاء بكائها لتقف من مكانها بتوتر واضعة المذكرة أسفل المخدة التي كانت تضمها عند قراءتها فوق مقعدها الذي تركته منذ لحظات..

نهض أويس من مكانه راسما إبتسامة واسعة على شفتيه و هو يلقي عليها تحية الصباح , أجابته دون النظر إليه خشية أن يرى إنتفاخ عينيها لبكائها طوال الليل الذي سهرته..

- سأذهب لتجيهز الفطور !

ما إن خطت نحو الأمام إلى أن شعرت به يمسك قلنسوة القميص الخاص بها ليعيدها إلى الخلف مديرا إياها إليه ، تفحص بسودوايتاه وجهها الذي حاولت تخبئته خلف يديها أو خصلات شعرها أو حتى الإلتفات لكنها لم تفلح فقد إكتشف أمرها..

حاولت الفرار لكنه شد من إمساكه بقميصها ليقلص المسافة بينهما بتقريبها منه أكثر ، إنحنى ليراها بشكل أوضح ثم قال بنبرة مستنكرة بينما كانت تنظر لكل شيء عداه :

- أكنتِ تبكين ؟!

- لقد كنت أقطع البصل !

- بصل؟ في مثل هذه الساعة ؟

- إنه من أجل الفطور!

- من مكونات فطور الصباح بصل؟

- أريد أن أجعلك تتذوق وصفة جديدة لا تعرفها !

- مهيار..

همهمت له ليعيد مناداتها مجددا , تنهدت لتواجه عسليتيها سوداويته مما أتاحت له فرصة قراءة ما يجول داخلها , إبتسم ليترك قميصها محيطا وجنتيها بكفيه لتشعر بالدفئ الذي إجتاح برودة روحها..

- تعلمين أنكِ لا تجدين الكذب..

- أنا أفعل , لكن معكَ أمسي مثل الطفلة لا تجيد فعل شيء..

قهقه على حديثها الصريح لكنه لم يدرك أن صوت ضحكته قد داعب قلبها مما جعلها هي الأخرى تبتسم ناحيته فلطالما كان هذا الصوت نقطة ضعفها الجميلة..

- معي أجيدي الإبتسام فحسب , لأنه فقط ما يليق بك!

- لا تقل لي كلام لا أعرف كيف أجيب عنه !

تحدثت بصوت منخفض و هي تنظر إليه بحب لم يخفى عنه لتجعل منه يبتسم بخفة بينما يسألها :

- أخبريني لماذا كنتِ تبكين ؟

- لأن المعجزة التي إستحالها عقلي و خفق من أجلها قلبي و كانت أمنية روحي.. تحققت , لا أصدق أن ما حصل لي حقيقي..

إقترب منها أكثر ليطبع قبلة عميقة على جبينها جاعل من كيانها يتراقص بسعادة , إستغلت ضعف قبضته عن قميصها لتهرول خارج الغرفة حتى لا يلحظ معالم الخجل التي رُسمت على وجهها بوضوح , إبتسم يرمق أثرها بشرود ثم إلتفت الى حيث كانت تقف أمام ذلك المقعد و الذي إستنتج أنها أمضت كل الليل جالسة عليه..

مذكرات عاشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن