كان أويس يجلس على سرير المستشفى بالقرب من مهيار يمسك يدها بينما تريح هي رأسها على صدره , يراقبان بإبتسامة على محياهما السيدة رقية و السيد محمد اللذان كانا يحملان التوأم محمد و عمر اللذان أنجبتهما مهيار في وقت سابق من اليوم...
أخفض أويس عيناه لتقع على زوجته حيث إقترب أكثر منها هامسا بجانب أذنها بنبرة شقية :
- ما رأيك في طفلة أخرى حتى يكون هناك مساواة في العدد ؟!
إتسعت إبتسامة مهيار أكثر مبدية بذلك موافقتها على إقتراحه لتجيبه بحماس :
- و ليكن إسمها إيمان !
قرن أويس حاجبيه لتتجعد ملامحه بغير رضا ثم قال بصوت مرتفع نسبيا بلهجة رافضة :
- لن يكون كذلك , سنسميها وُد !
إبتعدت مهيار عنه مواجهة إياه وجها لوجه وقد رسمت ملامح جادة مستعدة للهجوم لتقول بنبرة شديدة اللهجة :
- أنا من سيحمل الطفلة لتسعة أشهر و يتحمل آلام ولادتها دون نسيان ما سأمر به أثناء حملها لذلك ليس لديك أي حق في التدخل بالأمر !
- حقا ؟ لقد إخترتِ إسم التوأمين بنفسك ! لقد أسميت عمر بهذا الإسم تبنيا بذلك الرجل !
- إن عمر قد أطلق على طفلته إسمي و أنا فعلت ذات الشيء! لقد إتفقنا على ذلك منذ أن كنا في الإبتدائي!
- إتفاقك قبل لقائي بكِ لا يعنيني يا سيدة !
- فليتوقف كلاكما عما يفعله !
صدح صوت السيد محمد صارم ليصمت كلاهما , أخفضا رأسيهما قليلا بينما يسمعان حديثه حيث قال:
- إن حفيدتي التالية سيكون إسمها زينب..
أغمض كل واحد منهما عيناه بأسى بينما يعدان بشكل تنازلي من رقم ثلاثة إلى الواحد بصوت هامس , ما أنهيا العد حتى سمعا صوت السيدة رقية المعارض :
- من أين لك الحق لتفرض علينا إسم حفيدتي الثانية يا سيد محمد ؟
- إنها حفيدتي أيضا !
- لقد أسمت مهيار الرضيع الأول بإسمك و هذا يكفيك , أنا من سأقرر إسم حفيدتي التالية !
- أوه حقا ؟ و ماذا سيكون يا سيدة رقية؟
- سأسميها ريماس !
- إنه ليس جميل إلى تلك الدرجة , زينب أفضل منه !
نظر كل من أويس و مهيار إلى بعضهما البعض لتقول مهيار بصوت خافت متلصص :
- سيكون إيمان أو بتول..
قلب أويس عيناه بعدم صبر ليقترب منها أكثر هامسا لها بعيد عن ضجيج النقاش الحاد الناشب بين والده و السيدة رقية :
- أخبرتك أننا سنسميها ود !
أدركت مهيار أن ليس لديها فرصة من خلال النظرات التي يرسلها أويس لها , فإذا فكرت مليا هو محق , يجب أن تترك له إختيار إسم طفلتهم التالية و لكنها لن تقر بذلك مطلقا , لأنها ببساطة مهيار , لذلك لم يكن لها حل سوى مهاجمته بنبرة عالية متهمة :

أنت تقرأ
مذكرات عاشق
Contoبينما قدماه تتدلى من أعلى الحافة و جسده يكاد يتهاوى ناحية الأسفل ، قطع عهد على نفسه أن الأنثى التي ستمسك به في هذه اللحظة ، لن يترك يدها لنهاية العمر.. كان وعد سخيف ساخر صدر من صبي في الثالثة عشر من عمره ، إلى أن شعر بيد تمسك به ، تهتف صاحبتها بإسمه...