أجلس على نفس المكتب..أكتب في ذات الدفتر..
كما فعلت آخر مرة بالضبط..
لكن الفرق سنة كاملة..
قبل بضع ساعات..
كنت حاضر لحفل التكريم حيث كنتِ أنت , كما فعلت مسبقا..
لقد إرتفعت درجاتك أكثر هذه السنة لتحتلين أعلى المراتب..
رأيت جدتك السيدة رقية مجددا تتجول في أرجاء القاعة تحادث أمهات بقية التلاميذ بينما تحمل شهادتك..
يينما أنتِ..
كنت تجلسين في مكان منزوي بعيدا عن الإنتباه..
تخطين على دفتر ما, قبل أن يناديكِ صديقك لتلتحقي به بعدما أغلقت الدفتر..
لم أتمكن من معرفة ماهيته و هذا ما أزعجني..
أعني أعرف ليس لي الحق في التطفل..
مهلا..
لي الحق في ذلك منذ أن أمسكت بي ستة سنوات..
لم يجبرك أحد على الإمساك بي..
لذلك تحملي نتائج أفعالك..
حسنا ماذا كنت أقول..
أجل كنت أكتب عن الدفتر الغامض ذلك..
أتحرق شوقا لمعرفة ما أجبرك على الإبتعاد عن تجمع رفاقك فقط من أجل التدوين على ذلك الدفتر..
ربما سأسرقه يوما ما..
أعلم أن لدي إمتحان إجتياز الثانوية بعد شهرين منذ الآن..
إلا أنني أخطط أن تكون هذه أخر سنة لي معك في المدرسة..
لا أخطط للإبتعاد عنك بعدما عدت بأشق الأنفس..
سأفعل ما في وسعي لجعل ذلك يتحقق..
أدعو الله أن يوفقني و يسهل لي ما أنوي القيام به..
لن أخبرك بما أريد فعله إلى أن يتحقق..
لنترك هذا الموضوع جانبا و نتطرق لأخر..
أرى أنك لم تشتري نظارات هاري بوتر التي كنتِ تريدينها !
كيف أعلم ذلك ؟
سمعتكِ ذات يوم بينما أسترق السمع إليك..
حيث كنت تقفين رفقة أصدقائك تتحدثين عن نظارات هاري بوتر التي يرتديها المسمى بأحمد و قد نالت إعجابك !
حتى أنكِ سألته عن المحل الذي إشتراها منه !
و بالحرف اثواحد أقتبس حديثك حيث قلتِ أنها كانت تبدو رائعة عليه..
يومها لا أعرف كيف تمالكت نفسي و لم أسحبك من قلنسوة كنزتك لأنهركِ عما تقولينه !
لذلك إشتريت واحدة مماثلة في ذات اليوم !
بالرغم من عدم حاجتي لها و أنني أضعها فقط لإراحة عيناي..
إلا أنني إقتنيتها حتى لا يبقى ذلك الأحمد هو الوحيد الذي يرتديها !
ربما ستتعجبين من تصرفاتي اللامنطقية..
لكن المنطق يتبخر عندما يكون الأمر يتمحور حولك , فماذا عساي أن أفعل؟
ألا أنني أراك لم تشتريها بعد..
هل لأنكِ رأيتني أرتديها ؟
يا إلهي الحديث عن هذا فقط جعل مني أشتعل غضبا..
سأنتقل لأمر آخر و الذي يعد غريب بحق..
تلك الفتاة التي كنت أغضيك بها لقد إختفت فجأة !
أعني أنها إنتقلت إلى ثانوية أخرى بدون أي مقدمات..
حتى أنني سمعت أخبار تقول بأنها جاءت للإدارة في بداية السنة و هي تبكي بذعر من أجل أن ترحل من هنا !
و هذا يعد مريب بالفعل !
فحسب معرفتي بها كانت مرحبة لتواجدها هنا و كانت تحب المكان..
فما الذي حصل حتى جعلها تهرب بهذه الطريقة ؟
أعني..
مع من سأغيضك الآن؟!
عذرا يا شبيهة القمر..
إن والدي يناديني من أجل العشاء..
سأذهب الآن..
إستودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه..
دمتِ سالمة من أجل نفسي يا بهجتها ..
![](https://img.wattpad.com/cover/293273002-288-k19593.jpg)
أنت تقرأ
مذكرات عاشق
Historia Cortaبينما قدماه تتدلى من أعلى الحافة و جسده يكاد يتهاوى ناحية الأسفل ، قطع عهد على نفسه أن الأنثى التي ستمسك به في هذه اللحظة ، لن يترك يدها لنهاية العمر.. كان وعد سخيف ساخر صدر من صبي في الثالثة عشر من عمره ، إلى أن شعر بيد تمسك به ، تهتف صاحبتها بإسمه...