الخامس و العشرين من شهر نسيان , قبل ثلاثة عشر سنة

680 68 29
                                    


ها أنا ذا أكتب مجددا في هذا الدفتر..

و لكن ليس بعد لقياك كما قلت مسبقا..

أنا أكتب ليس لتعبير عن ما ينتابني ناحيتك..

بل لأنني أريد قول وداعا لك..

أجل..

هذا الوداع بيننا..

كان ذلك أول و آخر لقاء بيننا مع الأسف يا شبيهة القمر..

ليس و كأنني راغب في ذلك..

فأنا كنت أعد الثواني و الدقائق و الساعات لرؤيتك مجددا..

إلا أن ظهر أمر ما..

قلب كل شيء رأس على عقب..

إنها أمي يا مهيار..

لقد تم تشخصيها بمرض السرطان..

و هذه المرة الثانية لها مع هذا المرض..

فقد إكشتفت إصابتها به مسبقا بعد فترة من ولادتي..

قد أصاب رحمها مما جعلني آخر طفل لها بعد أخواي التوأم الذين يكبرونني سننا ..

بعد علاجها إنتقالنا إلى هنا للعيش في هذه المدينة..

إلا أننا مجبرين للعودة مجددا من حيث أتينا حتى تتلقى علاجها بشكل أفضل عن هنا لإختلاف الإمكانيات ..

و هذا ما يحصل..

ها نحن ذا في السيارة التي يقودها والدي متوجهين إلى حيث ستشفى والدتي بإذن الله..

أنا خائف يا مهيار..

فدائما ما يكون الهجوم الثاني لهذا المرض على ذات الجسد قاتل..

فقد سمعت خلسة في نقاش دار بين والداي أنه قد أصاب منطقة حيوية أخرى غير رحمها الذي إستأصلته في أول مرة..

أنا خائف من فقدانها يا مهيار..

إنها أساس و قلب أسرتنا الصغيرة..

و برحيلها..

ستموت و تنهدم هذه الأسرة..

إن التفكير في الأمر فقط موجع..

فما أدراك عيشه..؟

لست جاهز لمثل هذه الخسارة..

لست و لن أكون أبدا..

سأتوقف عن الكتابة يا مهيار..

فإن شقيقتي بدأت في الإستيقاظ و لا أريد منها أن تراني و أنا أكتب في هذا الدفتر..

كما أنني متعب حقا..

سأغلق الدفتر و أعيده لحقيبتي..

ثم سأغمض عيناي راميا نفسي للمجهول القادم..

أرجو الله أن نعود بنفس العدد الذي رحلنا به..

لا ينقصنا أحد..

إذا ...

إنتظريني يا شبيهة القمر..

فأنا عائد لا محالة..

حتى لو كان الكفن يتلحفني..

سأعود إليك مجددا..

وداعا يا مهيار..












مذكرات عاشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن