قبل بضع ساعات..في القاعة المخصصة للمناسبات التي تتواجد في الثانوية..
كنت أجلس ضمن الصفوف الخلفية على أحد المقاعد..
أراقبكِ بصمت..
كما إعتدت أن أفعل طوال أيام هذه السنة..
كنت تقفين أمامي على المنصة الشرفية بشموخ كما عهدتك..
تأخذين شهادة نقش عليها إسمك تحت ملاحظة إمتياز معبرة بذلك عن الجهود التي بذلتيها طوال الأشهر الأخيرة لنيلها..
و قد توجتِ بها في نهاية المطاف..
لا أجد من الحروف ما قد يساعدني في التعبير عن فخري بكِ..
إلا أن عيناي إختارت دموع صغيرة ذرفتها في الخفاء للحظات معبرة لذلك عن مدى إعتزازها بك..
و لم أقدر على منعها من ذلك..
لأنني قدمتُ اليوم فقط من أجل رؤيتك بذاك المنظر , فقد تم تكريم المتفوقين من سنتي البارحة..
لقد لاحظت تلك المرأة المسنة التي كانت تتجول في الأرجاء بينما تحمل إطار شهادتك بين كفيها جاعلة منها على مرأ كل من حولها..
خاصة المدير..
أعتقد أنه لم تمر ثانية من الحفلة دون أن جعلته يراها..
فحسب ما عرفت , المدير ليس على وفاق معكِ..
حتى أنني سمعت بأمر إخضاعه لكِ لإختبارات تقييمة لمستواك معتبرا نتائجك غير حقيقية إلا أنك قد نجحتِ في جميعها..
لقد أعجبني تصرفها بحق..
لو كان الأمر بيدي لتركت مكاني لمساندتها في إغاضة جميع من تحدث عنكِ بالسوء في فترة حزنك..
لقد علمت أنها جدتك..
و ما حصل لك من سنوات..
فقدانك لوالدتك و تخلي والدك عنك ليضع مسؤوليتك على عاتق والدة أمك..
إنه مؤلم للغاية..
انا أعرف جيدا وجعك فقد مررت به مسبقا..
لازلنا صغار على عيش مرارة اليُتم يا شبيهة القمر..
لكن هذا ما كتبه الله لنا و ليس لنا أدنى إعتراض عليه..
كل ما حصل و ما سيحدث لنا هو بتقدير منه تعالى..
و نحن ندرك جيدا أن الله رحيم بعباده..
أحمد الله و أشكره لأنكِ لا تزالين بخير بعد كل الذي مررت به..
ربما لم تلحظي ذلك..
إلا أنني وقفت اليوم بالقرب منك..
أمامك بالضبط حيث كانت تفصل بيننا تلك الطاولة التي وضع عليها بعض الكعك و المشروبات لهذه المناسبة..
أختلس النظر إليك بينما أمثل الأكل..
كنتِ برفقة أصدقائك تشاركين الحديث معهم بنبرة صوتك التي وضح عليها الحماس و الفرح..
حسب ما عرفت..
علاقتك قد قطعت مع أصدقائك بعد وفاة أمك..
إلا أنها عادت إلى سابق عهدها بعد تغيرك الجذري الذي أحدثته بنفسك..
في بادئ الأمر كنت نوع ما معارض..
حسنا كنت معارض كليا..
أعني لماذا كلهم شباب ؟!
ما مشكلتك مع الفتيات ؟
و لأزيل القليل من غيضي..
كنت أتعمد الحديث رفقة أي فتاة تعرفني أمامك حين أراك تتكلمين معهم..
لا أعرف لماذا كنت افعل ذلك..
إلا أنه نوع ما أفضل من أن أمسكك من قلنوسة كنزتك لأبعدك عن تجمعهم.. أليس كذلك؟
و ما جعل من سخطي يخمد..
هو رؤيتي لكِ برفقة فتاة..
هناك أدركت أنك إتخدت لنفسك صديقة..
أي فتاة تعتبرينها صديق..
هذا يعني أنك لن تكوني الفتاة الوحيدة بين رفاقك..
أوه يا الله الراحة النفسية التي غمرتني بعد معرفتي لذلك..
على الأقل لن تبقي بمفردك بينهم..
و الآن سنفترق لأشهر بسبب العطلة الصيفية..
لكن لا بأس..
لأنني سألتقي بكِ في نهاية المطاف يا شبيهة القمر..
و هذا ما أرجوه من الله..
إستودعتكِ الله الذي لا تضيع ودائعه..
دمتِ سالمة من أجل روحي يا رفيقتها..
أنت تقرأ
مذكرات عاشق
Короткі історіїبينما قدماه تتدلى من أعلى الحافة و جسده يكاد يتهاوى ناحية الأسفل ، قطع عهد على نفسه أن الأنثى التي ستمسك به في هذه اللحظة ، لن يترك يدها لنهاية العمر.. كان وعد سخيف ساخر صدر من صبي في الثالثة عشر من عمره ، إلى أن شعر بيد تمسك به ، تهتف صاحبتها بإسمه...