مرحبا مجددا يا شبيهة القمر..كيف حالكِ؟
أتمنى أن تكوني بألف خير..
على عكس حالي تماما..
ها أنا ذا أكتب مرة ثانية دون لقياكِ..
و لا أعتقد أنني سأفعل..
لماذا؟
لقد توفيت أمي منذ شهر يا مهيار..
لقد مر شهر بالكامل على مواراتها لثرى..
مر شهر كامل على غيابها..
غابت و غاب معها..
صوتها الحنون..
إبتسامتها الرقيقة التي تزين شفتيها..
رائحة الطعام الشهي الذي تطبخه..
دفء حضنها..
لقد إختفى كل هذا و لم يبقى معي سوى طنين جهاز دقات القلب الذي أعلن عن رحيلها..
و منظرها الشاحب بسبب المرض البغيض الذي أفتك بجسدها دون رحمة..
عينيها المفتوحة على إتساع ترمق السقف بنظرات فارغة بعدما كانت تنبض بالحياة..
و لمستها التي باتت باردة بعدما كانت تشع دفئا..
لقد أتينا إلى هنا و كلنا أمل بأنها مجرد نكسة صغيرة و ستتغلب عليه حتى نعود سويا مجددا..
لكننا قمنا برمي التراب فوق جسدها المكفن..
كانت و كأنها تشعر بأنها ستُهزم أمامه في هذه المعركة..
حيث كانت لا تبدي حماس كبير أو تشجع لعلاجها..
لقد بِكيَت مرتين فقط..
أولها عند تساقط خصلات شعرها واحدة تلوى الأخرى بسبب الكيماوي الحارق الذي كان ينهش جسدها ببطئ..
و الثانية قبل وفاتها بدقائق..
بكت لمعرفتها أن هذا لقائنا الأخير و هذا هو الوداع..
عندما مرضت أمي في أول مرة أنا كنت صغير جدا لا أعي ما يحصل حولي..
لكن هذه المرة لقد أحسست بوجع كل لحظة..
حينها تمنيت لو كنت طفلا حتى لا أفهم ما تمر به..
لم أرى والدي على هذه الحالة من قبل..
![](https://img.wattpad.com/cover/293273002-288-k19593.jpg)
أنت تقرأ
مذكرات عاشق
Contoبينما قدماه تتدلى من أعلى الحافة و جسده يكاد يتهاوى ناحية الأسفل ، قطع عهد على نفسه أن الأنثى التي ستمسك به في هذه اللحظة ، لن يترك يدها لنهاية العمر.. كان وعد سخيف ساخر صدر من صبي في الثالثة عشر من عمره ، إلى أن شعر بيد تمسك به ، تهتف صاحبتها بإسمه...