"ميريام يا لؤلؤة قلبي:
أكتب إليك كأن الكلمات تهرب مني، لكنها تعود إليك طائعة، لأنك الحقيقة الوحيدة التي أعترف بها رغم كل ما يحيط بنا من اختلافات. أُدرك أن العالم قد يرى حبنا خطيئة، لكنني أراه نعمة نزلت من السماء، كأن القدر وضعك في طريقي ليُعلّمني معنى الحب في أنقى صوره.
لؤلؤة قلبي، لقد تعلّمت منك أن الدين أعمق من أن يكون حاجزا، و أن الله حين خلق القلوب لم يفرّق بين ألوانها و لا أديانها، بل جعلها تحيى بالحب و الصدق. لأني رأيت فيك روحا نقية تُضيء ظلماتي.
أعلم أن اختلاف دياناتنا قد يراه البعض عائقا، لكن في عينيك، رأيت أن الإيمان لا يُفرّق بين القلوب التي تنبض بصدق. حبك ليس مجرد شعور، بل هو يقين بأن الله قد أرسلني إليك لأفهم شيئا أكبر مني.
هل أخطأت حين أحببتك؟ ربما، لكن إذا كان حبي لك ذنبا، فأنا أعترف به بكل فخر، لأنني وجدت فيك سعادتي، و في وجودك معي حياة جديدة لا تُشبه ما عشته من قبل.
يا لؤلؤة قلبي، سأظل أحبك ما دام في صدري نبض، و سأحترم إيمانك و عقيدتك ما حييت، لأنك أنت من علّمتني أن الإيمان هو حب الله.
سأبقى مع الحب الذي لا يعرف الحدود
تفضلي بقبول فائق الاحترام و الحب
ايزاك ""إلى عشقي المحرّم:
كيف أبدأ رسالتي إليك و أنت ذلك الاختبار الذي وضعه الله في طريقي؟ كلما نطقت اسمك في خيالي شعرت أنني أُذنب، و كلما اقتربت منك، تذكرت أن حبّي لك خطيئة لا أستطيع أن أتحملها أمام الله.
يا من سكن قلبي دون إذني، أكتب إليك هذه الكلمات لأعترف بما لا يمكنني إنكاره، نعم أحببتك بصدق، و أحببتك بعمق، لكن حبي لله أعمق و أكبر. كيف لي أن أُخون عهدا قطعته بيني و بينه من أجل قلبك الذي أعلم أنه لا يمضي معي في نفس الطريق؟
يا عشقي المحرم، أنت لست مجرد رجل أحببته، بل ذلك الصراع الذي أشعر به كلما أغمضت عيني و صليت. كنت أظن أن الحب شعور سامٍ لا يشوبه شيء، لكنني اليوم أُدرك أن الحب الذي يبعدني عن ربي، هو حب لا أستطيع أن أُكمله، حتى و إن كان قلبي يتمزق لرحيلي عنك.
أنت تقرأ
مقيدة بإيمانها
Spiritualفي قلب رومانيا و بين دروب تعجّ بالهواجس، تلتقي ميريام الفتاة الجزائرية المسلمة ذات الإيمان العميق بايزاك الرجل المسيحي. شوق يولد بينهما و يتوهج في درب الحب الممنوع، حب لم يُكتب له اللقاء دون ألم إذ تقف الأديان و الجذور عائقا بين قلوب تهفو للاتحاد. ف...