مقيدة بإيمانها

09/لؤلؤة القلب

⊰ لؤلؤة القلب ⊱

"ألهمت الليلةُ قمرها ليعكسَ جمالكِ، أم خلق الله قمره ليعيدكِ إليَّ في كل ليلة؟"

٭٭٭٭٭٭٭

اتسعت مقلتيها في مفاجأة و صدمة، و نظرتها مثبتة على عينيه. عمق عينيها تيار قوي يجذبه إلى الداخل، و يقربه من مكان لم تعد فيه الأقوال و الأفعال محكومة بقيود المجتمع أو الدين، بل بالارتباط النقي بين روحين.

شعر و كأنه يمكن أن يغرق في تلك العيون، و يفقد نفسه تماما في الأعماق اللامتناهية التي تحملها. هناك ضعف و نداء صامت من أجل الأمان، من أجل شيء أكثر من مجرد التفاعلات غير الرسمية في الحياة اليومية.

نبرة صوتها هامسة،شفتيها ترتجف من عمق المشاعر بينهما.

"رائد، أنا..."

هز رأسه قليلا و ابتسامة ناعمة تقوس شفتيه

"ليس عليك أن تقولي أي شيء. فقط اعلمي أنك آمنة هنا. لن يؤذيك أحد، ليس و أنا موجود بإذن الله"

حدقت إلى الأسفل حيث ألقت رموشها بظلالها على خديها المنمشين،أثار هذا المنظر شيئا عميقا بداخله، حماية شرسة تستعصي على التفسير. أراد أن يمد يده و يلمس يدها و يطمئنها بأكثر من مجرد كلمات. لكنه لا يستطيع ذلك. هو مقيد بإيمانه و بالمبادئ التي أرشدته طوال حياته.

"لماذا قلت هذه الكلمات؟"

استنشق نفسا عميقا باحثا عن الكلمات الصحيحة ثم نبس ببساطة.

"لأنها صحيحة.لأنني عندما أختلس النظر إليك، أرى إمرأة تكملني و تليق أن تكون أما لأطفالي إن شاء الله"

اغرورقت مقلتيها بالدموع فأبعدتها بسرعة و زاد تقديرها له و احترامه لشخصيته.

"أنا أحترمك جدا و لا أعرف ماذا أفعل بهذه المشاعر في قلبي،إنها قوية "

ابتسم بهدوء و فهم ما تقصده لأنه شعر بذلك أيضا. هذا الارتباط القوي الذي لا يمكن تفسيره و الذي بدا و كأنه يتجاوز حدود عوالمهما المختلفة.

"ليس علينا أن نفهم كل شيء الآن. يكفي أن نشعر فقط"

أومأت برأسها تستوعب كلماته.هناك شعور بالسلام في حضوره، الهدوء الذي هدأ أعصابها المتوترة.

"شكرا لكل شيء"

"في أي وقت"

وقفا في مكانهما صامتين لبرهة من الزمن. النسيم بينهما مشحون بمشاعر جياشة، أراد أن يمد يده و أن يلمس راحة يدها و أن يقدم لها أكثر من مجرد كلمات. لكنه يعلم أنه لا يستطيع ذلك. ليس بعد. ربما في وقت قريب إذا أراد الله لهذه المشاعر أن تتوج بالحلال.

قام بتطهير حلقه و كسر الصمت الذي طاف حولهما

"يجب أن أعود إلى العمل"