⊰ هل من سلوى للفراق؟ ⊱
"هل من سلوى لأرواح تعاني لوعة الفراق؟ هل من بلسم يداوي جراح القلوب المعذبة؟ "
٭٭٭٭٭٭٭
تموضعت في زاوية غرفتها محاطة بسكونها الذي لم يُبدد وحشته سوى حفيف أوراق الشجر من نافذتها و زقزقة العصافير.صحيح أن جسدها عاد إلى الجزائر لكنها تركت قلبها في رومانيا معلّقا بحب مُحرّم كُتب عليه أن يبقى جرحا لا يندمل.
مر أسبوع لكن ما زالت كل ليلة تفكر و تتسائل في صمتها
"كيف يمكنني أن أعيش بهدوء و قلبي يحترق بالشوق لرجل لن يكون لي؟"
هذه هي عادتها تهمس لنفسها بين حسراتها، كلمات عشق حزينة كأنما تُسرّ بسجن شوقها إلى روح بعيدة لا سبيل إليها.
العقد الذي تطوق به عنقها، عقدة الحب الجزائرية ملمسه بارد على جلدها، لكنه يحمل حرارة ذكرى لقائهما الأخير، ذكرى تعانق فيها الألم و الفراق. لمست العقد بأصابعها ربما تتلمس بقايا عطره، و كأنما تحاول من خلاله إحياء لحظات مضت، تتذكر كيف قدّمه لها كهدية في آخر لقاء جمعهما، و كيف كان في عينيه ذاك الوميض الذي قتلها.
تلك الهدية التي أصبحت رمزا لأسرار لا يستطيع الزمن محوها، و رغم أن القلادة محملة بذكرى من عذابات قلبها إلا أنها لم تستطع نزعها، كأنها بوابة سرية تجمع بين عالمين، بين حياة تركتها خلفها و أخرى لا تستطيع الاستمرار في عيشها دونه.
تحدث نفسها و تهمس للشوق الحارق بداخلها
"كيف لي أن أواصل السير في هذه الحياة و كل لحظة تمضي تبعدني عنك؟ و كيف أعود إلى روتين حياتي بينما روحي باقية هناك، تتأرجح بين ذراعيك و تتأمل عينين وعدتاها بالبقاء على شوق الأطلال؟"
تتذكر لقائهما الأخير و تستعيد تفاصيله كأنما تخشى أن تتبدد.
أمسكت بعقدها متذكرة أنامله التي وضعتها على يدها، تلك اللحظة التي تخللها حزن عميق و نبرة تعكس أسى دفين حفر أثره في قلبها للأبد.
"شوقي المحرم"
لا يسعها إلا التمسك بتلك الذكرى كأنها تود لو تحمل كل ما في العالم من ألم، إن كان ذلك سيمنحها ذكرى دافئة يمكن أن ترويها في أيام البرد و الوحدة.
"يا للغربة التي تمزقني و الغصة التي تعصر قلبي، كيف أكمل طريقي و قد تركت بين يديك جزءا من روحي؟"
توقفت قليلا تمسح دموعا نزلت رغما عنها تشعر بحنين يفيض من قلبها كنبع ماء عذب، رغم أنها تدرك أن لا سبيل لتحقيق هذا الحنين، و أن ما بينها و بينه مجرد حلم لن يتجسد على أرض الواقع.
تلمست العقد مجددا كأنما تستشعر بقايا روحه التي التصقت به تهمس إليه تناديه من أعماق وجدانها
أنت تقرأ
مقيدة بإيمانها
Spiritualفي قلب رومانيا و بين دروب تعجّ بالهواجس، تلتقي ميريام الفتاة الجزائرية المسلمة ذات الإيمان العميق بايزاك الرجل المسيحي. شوق يولد بينهما و يتوهج في درب الحب الممنوع، حب لم يُكتب له اللقاء دون ألم إذ تقف الأديان و الجذور عائقا بين قلوب تهفو للاتحاد. ف...
