مقيدة بإيمانها

13/شجى ميّال

⊱ شجى ميّال⊰

" في الظلمة وجدت نورا ..نور تجلى فيكِ ، أمدني الله به لكي يحييني مرة أخرى"

٭٭٭٭٭٭٭

دقات الساعة الخافتة في الردهة تصدر مرددة صوتا كسر الصمت،الصمت الذي جعل ميريام مستيقظة تتقلب في فراشها، مقلتيها مثبتتان على السقف. و جدتها مليكة نائمة بجوارها.

حدقت إلى جدتها و تأكدت من أنها نائمة بعمق قبل أن تنسحب بهدوء من السرير. متوجهة نحو الخزانة اين تحتفظ بأغراضها الشخصية و بتنهيدة خفيفة مدت يدها تخرج رسالة ايزاك التي خبأتها هناك.

أمسكت بالرسالة للحظة محتضنة إياها لصدرها متذكرة الكلمات التي قالها قبل ساعات قليلة.

"لست متأكدا مما إذا كان يجب أن أصلي إلى الرب ليحافظ عليكِ بأمان، أو ليمنحني القوة للبقاء على قيد الحياة طوال الليل دون أن أفقد نفسي تماما فيك"

خفق قلبها في صدرها و أثارتها جرأة عاطفته،حتى انها كادت تسمع صوته منخفضا و جادا يهمس لها

"في كل مرة أراك فيها، يجب أن أذكر نفسي بالتنفس، و البقاء عاقلا. و الليلة جعلت ذلك مستحيلا"

شعرت بدفئ عميق يزدهر بداخلها، و هو شعور تحاول احتوائه و فهمه.هذا حب لا يمكن إنكاره. لكنه حب مقيد بالإيمان و الدين ، و رغبتها في البحث عما هو صحيح في نظر الله. وقفت بجوار النافذة تستنشق الهواء النقي الذي اجتاح الليل، ممسكة بالرسالة على صدرها.

"استغفر الله العظيم و اتوب إليه"

استغفارها اعتراف باضطرابها الداخلي و رغبتها في الحب و خوفها من الابتعاد عما هو صحيح.

طوت الرسالة و أعادتها إلى مكانها المخفي بين ملابسها في الخزانة،بعدها استدارت و شقت طريقها نحو الحمام، حريصة على عدم إصدار صوت قد يوقظ أي احد.

أتمت وضوئها حيث شعرت بالماء البارد يغسل قلبها. شعرت بكل رشة ماء و كأنها صلاة في حد ذاتها،لتذكرها باتصالها بخالقها و وسيلة لغسل الارتباك و العواطف التي هددت باستهلاكها.

بمجرد أن انتهت من الوضوء عادت إلى غرفتها، مرتدية اسدال الصلاة و انحنت تفرد سجادة صلاتها على الأرض.

الليل رفيقها و صمته ملاذ حيث يمكنها أن تسكب قلبها دون خوف من الحكم عليها.

"يا الله، أنت تعلم ما في قلبي، ما لا أستطيع حتى التعبير عنه، أنت تعلم الحب الذي أشعر به تجاهه، إذا كان هناك خير في هذا الحب، إذا كان سيقربني منك فاكتبه في قدري. و إذا لم يكن مقدرا لي و يبعدني عن الصواب، فاهدي قلبي بعيدا عنه، و ارضِ قلبي بقضائك"

شعرت بمشاعرها تتصاعد و قلبها ينبض في صدرها وهي تستمر في صلاتها و دعائها

"يا الله، إذا كان جيدا و حبه يقوي إيماني، فأحضره إلي بالطريقة التي ترضيك. و لكن إذا كان هذا الحب لن يجلب لي سوى الألم أو يبعدني عن طريقك فأنا أسألك أن تزيله من قلبي. احميني مما ليس جيدا لي، و اهدِه إلى الصواب"