⊰ مدعومة بالإيمان⊱
"حلاوة العفو أحلى من مرارة الحقد، فليكن قلبك حديقة مغفرة"
٭٭٭٭٭٭٭
غرفتها مغمورة بألوان الفجر تتجه نحو القِبلة، مرتدية إسدال الصلاة المحتشم، يداها ممتدتان نحو السماء. تردد صدى كلمات القرآن في ذهنها مما وفر لها الراحة،السكينة و التوجيه عندما كانت تبحث عن ملجأ إلهي.همست صوتها يرتعش
"اللهم، إن قلبي يتألم من وجع خيانته. انزعه أتوسل إليك من أعماق كياني، و لتكن ذكراه مجرد همس شبحي يتلاشى في النسيان"
تدفقت دموعها بحرية متشابكة مع توسلاتها القلبية تصب ألمها في كل كلمة و في كل دمعة ، ارتجف صوتها تتلو قوله تعالى من سورة النور،الآية 26
"الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَ الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ "
وجدت مواساتها في هذه الآيات فسمحت لها بالتسرب إلى أعماق قلبها الجريح.و تدفقت موجة من العزم في عروقها بينما واصلت صلاتها متيقنة أنه في لحظات الضعف هذه، ائتمنت على الله مؤمنة أنه سيقودها نحو مستقبل أفضل.
بعينين منتفختين من الدموع و قلب مشتاق للشفاء، شعرت بتحول بداخلها. كما لو أن العبئ قد تم رفعه مما سمح لروحها بالارتفاع مرة أخرى. لقد تصورت مستقبلا مليئا بالمحبة حيث يكون قلبها محميا بحصن إيمانها.
عندما نظرت من النافذة رأت العالم يستيقظ و يزدهر بالأمل. نسيم الصباح اللطيف يداعب وجهها حاملا معه همسات الطمأنينة.فهي متأكدة أن صلواتها قد استُجيبت، و أن صرخاتها قد وصلت إلى السماء، و أن الله سوف يستجيب في توقيته المثالي.
رتبت نفسها متوجهة لغرفة شقيقها الذي وجدته منغمسا في تلاوة آيات من سورة البقرة
"ٱللَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِى ٱلسَّمَـوَتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىْءٍۢ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَلَا يَـُٔودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْعَظِيمُ "
تكورت بجانبه قلبها ينبض إعجابا بصوته الذي يمس أعمق أركان روحها.حيث أن كل كلمة نطق بها ملأت الغرفة بهالة من الصفاء و السلام.
أغلق المصحف الشريف و قبله ثم التفت إليها
" صباح الخير يا أجمل أخت "
أنت تقرأ
مقيدة بإيمانها
Spiritualفي قلب رومانيا و بين دروب تعجّ بالهواجس، تلتقي ميريام الفتاة الجزائرية المسلمة ذات الإيمان العميق بايزاك الرجل المسيحي. شوق يولد بينهما و يتوهج في درب الحب الممنوع، حب لم يُكتب له اللقاء دون ألم إذ تقف الأديان و الجذور عائقا بين قلوب تهفو للاتحاد. ف...