⊰ قلب فضولي ⊱
"صوته مثل أصداء لحن مقدس لامس روحي"
٭٭٭٭٭٭٭
خفق قلبها عندما استدارت لمواجهته و اتسعت عيناها من الصدمة. أدى الكشف عن أن ميريام هي أخته إلى إثارة صدمة من عدم التصديق من خلالها. فبعد صدمتها اندلعت موجة من الضحك الذي لا يمكن السيطرة عليه من أعماقها. ضحكة ولدت من الراحة و السعادة و لمسة من الجنون.
مع تدفق الدموع على وجهها، كافحت لالتقاط أنفاسها بين نوبات الضحك. لم تصدق أن الرجل الذي وقعت في حبه بشدة، الرجل الذي استولى على قلبها و أشعل شغفها ليس متزوج، لماذا فكرت بغباء؟
الآن فقط شعرت بموجة من الفرح تتدفق داخلها ،ضحكة نقية لدرجة أنها انسكبت مثل لحن تحمله نسمات الريح.شاهد رائد بذهول ضحكاتها حيث بدت فرحتها معدية و مُسكرة.
"لا أصدق..إنها أختك"
"هي كذلك"
هدأت ضحكتها و تحولت إلى تنهيدة راضية، قلبها يفيض سعادة لهذا الخبر. لم تقدر على تمالك نفسها و احتواء فرحتها أكثر، دنت منه بضع إنشات و ألقت ذراعيها حوله في حضن قوي، تفاجأ رائد بفعلتها و أشاح نظره بعيدا عن جسدها. لكنها ضمته بقوة، احتضانها دليل على عمق سعادتها. دفنت وجهها على صدره، لأن وجوده بات يلفها مثل عناق مريح.
"أنا سعيدة كثيرا"
دقات قلبه تضاعفت أكثر في صدره، و ثارت في داخله موجة من المشاعر. يتناقض احتضانها بشكل حاد مع المظهر الخارجي البارد الذي صقله،حيث تقطعت أنفاسه بسبب أنه يكافح للحفاظ على رباطة جأشه، يداه تتحركان بحرج على جانبيه.
و لكن بعد ذلك و بنفس السرعة التي بدأ بها الأمر، ابتعدت عنه محرجة،تعثرت في كلماتها و تلاشت ضحكتها في صمت محرج و هي تعتذر بغزارة عن تجاوز حدود علاقتهما، توردت وجنتيها بشدة
"أنا آسفة للغاية.لم أقصد أن أجعلك غير مرتاح. لقد نسيت أنك لا تلمس النساء بسبب دينك"
انقبض قلبه على كلماتها،فتح فمه للرد لكن لم تأت منه أية كلمات، بل فقط صدى صراعه الداخلي.
ضحكتها المصاحبة للتوتر و الحرج رنت في مكتبه
"أنا آسفة جدا.لم أقصد عدم احترام معتقداتك..اغفر لي لهذه اللحظة ،من فرحة قلبي نسيت"
ركضت مسرعة للخارج تكتم ضحكاتها،شاهد انسحابها و هو يعلم أن نواياها نقية، و أن عاطفتها صادقة، لكن الحدود التي فرضها إيمانه ثابتة يعتز بها و لا يمكن تجاوزها.
عندما اختفت إسبيرانسا عبر المدخل اختلطت ضحكتها مع صوت العمال، في حين هو بقي وحيدا مع أفكاره.أغمض عينيه يبتسم. و عندما خرج إلى الردهة، بدا أن المحيط المألوف لمبنى مكتبه أخذ ضوءا جديدا ،حرارة تعكس الفرح الذي انتعش في قلبه. بقيت ذكرى حضنها مثل عناق مرحب به مما ملأه بإحساس بالرضا لم يشعر به بتاتا من قبل.
أنت تقرأ
مقيدة بإيمانها
Spiritualفي قلب رومانيا و بين دروب تعجّ بالهواجس، تلتقي ميريام الفتاة الجزائرية المسلمة ذات الإيمان العميق بايزاك الرجل المسيحي. شوق يولد بينهما و يتوهج في درب الحب الممنوع، حب لم يُكتب له اللقاء دون ألم إذ تقف الأديان و الجذور عائقا بين قلوب تهفو للاتحاد. ف...