⊰ وتين الروح ⊱
"لم تكن من ديانتي.. لكنها حتما إمرأتي و وتين روحي"
٭٭٭٭٭٭٭
شعر بموجة من الخوف تسري في جسده فهو لم يكن يقصد أن يتحدث بهذه الجرأة أمامها ليكشف عمق إعجابه بها، لكن هناك جزء منه لم يدعه ينكر حقيقة مشاعره و الانجذاب الذي لا يمكن إنكاره الذي شعر به اتجاهها.
شاهد احمرار وجنتيها و وميض الصدمة في عينيها و الحرج ،فجعله هذا يشعر بالندم الذي يغمره، ما الذي دفعه إلى التحدث بتهور شديد و هو يعرف حدود ديانتها؟
"أنا آسف،لم أقصد أن أجعلك غير مرتاحة ، أرجوك سامحيني"
ساد بينهما صمت غريب، الأصوات الوحيدة هي زقزقة العصافير و تلاطم أمواج البحر القريبة، استدار ليغادر و لكن قبل أن يتمكن من اتخاذ خطوة أخرى أوقفه صوتها الناعم.
"انتظر، من فضلك"
التفت إليها و الفضول يومض في عينيه
"هناك شيء؟"
ترددت للحظة قبل أن تتحدث مرة أخرى نبرتها بالكاد قد سمعها.
"من فضلك، انتظر لحظة واحدة فقط"
أومأ برأسه قبل أن تختفي ميريام داخل حدود منزلها مختفية عن أنظاره.وقف هناك لوحده يشعر بمدى تهور اندفاعه.يعيد اللحظة التي تحدث فيها بجرأة و حماقة شديدة. مرر يده على شعره ثم خرجت تنهيدة من شفتيه يتمتم لنفسه بسخط من فعلته.
"أيها الأحمق،هل أنت مجنون للتحدث معها بهذه الطريقة؟إنها شقيقة صديقك و هذا محرم في ديانتهم. و لكن في الحقيقة تلك الأجرام الياقوتية ستجعلني حتما أقع فيها"
لم يتخيل أبدا أن يجد نفسه مفتونا بإمرأة مختلفة تماما عنه، امرأة مثل اللؤلؤ و مع ذلك ها هو واقف أمام بابها ينتظر عودتها.طبعا من يرفض امرأة مثلها، غير الأحمق الذي يكون بلا عقل.
برهة من الزمن بقيت مختفية ثم ظهرت أخيرا وجنتيها لا تزال متوردة من بقايا إحراجها. تحمل بين يديها علبة حفظ طعام شفافة مليئة بمجموعة من الحلويات.
"تفضل ،إنها حلوى جزائرية تقليدية،اسمها الغريبية و لقد أعددتها بنفسي.أردت أن أشكرك بشكل مناسب على مساعدتك"
قام برفع إحدى المعجنات بلهفة من الصندوق، لون العجينة ذهبي تماما مع رشة خفيفة من القرفة و اللوز المطحون على سطحها.عندما تناول قضمة تفتت المعجنات بلذة في فمه مما أطلق دفعة من الحلاوة عبر براعم التذوق لديه.
"إنها لذيذة.لديك موهبة كبيرة، شكرا لك، حقا لذيذة جدا"
احمرت خدودها بدرجة أعمق من اللون الوردي عند مديحه لمخبوزاتها.
أنت تقرأ
مقيدة بإيمانها
Spiritualفي قلب رومانيا و بين دروب تعجّ بالهواجس، تلتقي ميريام الفتاة الجزائرية المسلمة ذات الإيمان العميق بايزاك الرجل المسيحي. شوق يولد بينهما و يتوهج في درب الحب الممنوع، حب لم يُكتب له اللقاء دون ألم إذ تقف الأديان و الجذور عائقا بين قلوب تهفو للاتحاد. ف...