⊱عقدة الحب الجزائرية⊰
" هل العقدة هذه شاهدة على حبنا أم على انكساري حين رحلت؟ "
٭٭٭٭٭٭٭
حامت عيناه في وجه ابنه يائسا من الحصول على تفسير، عن أي شيء من شأنه أن يعطي معنى للخيانة التي شعر بها.
انقبض قلب ايزاك عند رؤية وجه والده، هذه هي اللحظة التي كان يخشاها، اللحظة التي أمل في تجنبها لأطول فترة ممكنة. لكنها تحدق في وجهه و لا مجال للعودة.
"أبي، كنت أفكر في العديد من الأمور مؤخرا. حول ديني، و من أنا، و ما أؤمن به"
خطى إلى الأمام يحاول سد الفجوة بينهما
"لم أكن أريد أن أخفي هذا عنك، لكنني لم أكن متأكدا من كيفية إخبارك"
انقلب وجهه في حالة صدمة و ارتفع الغضب إلى ملامحه مجددا
"ماذا تخبرني؟أنك تدير ظهرك لكل ما نؤمن به؟ أنك تتخلى عن دينك من أجل هذا؟"
أشار إلى شاشة الحاسوب
"أنا لا أتخلص من أي شيء، أنا أبحث عن الحقيقة. كنت أشعر بالضياع لفترة طويلة، و أعتقد أنني وجدت شيئا حقيقيا"
قبض والده على دفتر الملاحظات
"حقيقي؟هل تعتقد أن هذا حقيقي؟ أنت تخون عائلتك و شعبك من أجل دين يقف ضد كل ما نحن عليه"
ارتجف صوت ايزاك لكنه لم يتراجع
"أنا لا أخون أحدا. هذا يتعلق بي، يتعلق برحلتي نحو النور، كنت أتسائل لفترة طويلة، و أنا بحاجة إلى إيجاد إجابات لنفسي"
احمر وجه والده من الغضب صدره ينبض مع كل نفس
"هذا جنون. أنت ابني ايزاك، لقد ربيتك لتكون قويا، لتقف على دينك. و الآن تخبرني أنك تريد اعتناق الإسلام؟"
انكسر صوته عند الكلمة الأخيرة، و كأن نطقها بصوت عال تدنيس لمعتقداته.
"أبي،لا أفعل هذا لإيذائك. أنا أفعل هذا لأنني بحاجة إلى أن أكون صادقا مع نفسي. لقد تعلمت الكثير، و لا يمكنني تجاهل ما وجدته"
"أنت لا تعرف ماذا تفعل،أنت لا تعرف ماذا يعني هذا بالنسبة لك و لعائلتنا. العالم مليء بالكراهية ايزاك و أنت تسير مباشرة إليه"
"لا يمكنني أن أعيش حياتي في خوف. أحتاج إلى اتباع المسار الذي أشعر أنه صحيح بالنسبة لي"
"ايزاك، ما الذي جلبته إلى منزلي؟ هذا المرض الذي أصابك به ذلك العربي؟ كيف تجرؤ على التفكير في التخلي عن كل ما علمتك إياه من أجل أكاذيبه؟"
ابتلع ريقه بصعوبة يتقدم بحذر من والده
"الأمر ليس كذلك. هذا ليس عن رائد أو أي شخص آخر. هذه رحلتي أنا نحو الإسلام"
أنت تقرأ
مقيدة بإيمانها
Spiritualفي قلب رومانيا و بين دروب تعجّ بالهواجس، تلتقي ميريام الفتاة الجزائرية المسلمة ذات الإيمان العميق بايزاك الرجل المسيحي. شوق يولد بينهما و يتوهج في درب الحب الممنوع، حب لم يُكتب له اللقاء دون ألم إذ تقف الأديان و الجذور عائقا بين قلوب تهفو للاتحاد. ف...