⊱ محراب الهوى ⊰
"أحبيني كعبادة ضرورية يؤنبك ضميرك إذا تركتها"
٭٭٭٭٭٭٭
مزقت صرخة ميريام الصمت مع صدى صراخه عندما اخترقت الرصاصة ساقه. وقفت متجمدة مقلتيها متسعتان من الرعب و هي تشاهده ينهار على الأرض ممسكا بجرحه النازف. بسبب ما حصل اختفت لارا بسرعة بعد أن علمت أنها فشلت في مهمتها و أصابت ايزاك بدلا من غريمتها.
"ايزاك"
سقطت على ركبتيها بجانبه فيض من الدموع ينهمر على وجهها. ترى بقعة الدم الداكنة تنتشر عبر بنطاله على الرغم من الضوء الخافت.ارتجفت يداها عندما مدّت خاصتها لتلمس ساقه، و شعرت بالدم اللزج على أطراف أصابعها.
تأوه و وجهه مشوه من الألم يلهث بنبرة ضعيفة
"هذا.. مؤلم"
خفق قلبها بقوة في صدرها و هي تخلع سترته و تضغط عليها بقوة فوق الجرح
"نحن بحاجة إلى نقلك إلى المستشفى..من فعل هذا؟"
تمتم بين أسنانه المشدودة
"لا...لا شرطة، خذيني...إلى منزلي"
"لكنك تنزف كثيرا، أنت بحاجة إلى طبيب"
"من فضلك..فقط أوصليني إلى المنزل"
ترددت قليلا عند رفضه الذهاب إلى المستشفى،و أيضا بسبب أنها لم تقد سيارة من قبل قط و فكرة التنقل في الشوارع في الظلام و هو ينزف بجانبها جعلتها تشعر بالرعب.لكن ليس لديها خيار آخر. ابتلعت ريقها بصعوبة ثم أومأت برأسها تستلم مفاتيح سيارته التي أخرجها من جيب بنطاله.
"سأحاول.. بسم الله"
ساعدته على الوقوف رغم وزنه الثقيل جدا بحيث لا تستطيع تحمله.تعثرا في الرمال و هو يتكئ عليها بقوة للحصول على الدعم.كل خطوة بطيئة بشكل مؤلم، و المسافة إلى السيارة تبدو و كأنها أميال.
"يا إلهي ساعدني"
كافحت لنقله و ثقل وزنه يضغط بقوة على جسدها بينما يترنحان نحو السيارة، وجهه ملتوي من الألم، لكنه حاول الحفاظ على صوته ثابتا. يلهث و انفاسه تتقطع في نوبات قصيرة و متعبة.
"ميري.. آسف.. أتعبتك"
وصلا أخيرا إلى السيارة بحيث ساعدته في الجلوس في مقعد الراكب.ثم اتخذت مكانها يداها تمسكان بعجلة القيادة،لم تقم بقيادة السيارة من قبل، و فكرة القيام بذلك الآن، في ظل هذه الظروف المروعة أشعرتها بالرعب.
لاحظ ايزاك ترددها. و على الرغم من معاناته، ارتسمت ابتسامة ضعيفة و متألمة على شفتيه
"ميريام، هل ستتحرك السيارة من تلقاء نفسها؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/307790536-288-k345649.jpg)
أنت تقرأ
مقيدة بإيمانها
Spiritualفي قلب رومانيا و بين دروب تعجّ بالهواجس، تلتقي ميريام الفتاة الجزائرية المسلمة ذات الإيمان العميق بايزاك الرجل المسيحي. شوق يولد بينهما و يتوهج في درب الحب الممنوع، حب لم يُكتب له اللقاء دون ألم إذ تقف الأديان و الجذور عائقا بين قلوب تهفو للاتحاد. ف...