24/مقامات الهوى

1.4K 44 7
                                    

⊰ مقامات الهوى⊱

"حين يلتقي الحب بالحلال، يصبح نبضه صلاة"

٭٭٭٭٭٭٭


فورا امتلأت عيناها بالدموع من شعور الخجل الذي تملكها. ارتجفت كعصفورة صغيرة واجهت عاصفة، مرددة بصوت متقطع

"أنا آسفة...لم أقصد...أقسم بالله لم أقصد... يا إلهي، ماذا فعلت"

أما ايزاك فبدلا من أن يبتعد أو تظهر على ملامحه علامات الامتعاض، أغلق عينيه للحظة ثم فتحهما مبتسما.

"أتظنين أن حبنا يُفسد بمثل هذا؟ أتظنين أن قلبي الذي قرر أن يتوجك ملكة عليه، قد يهتز لمثل هذا الموقف؟ كوني كما أنت، بكل تفاصيلك، بكل ضعفك، بكل خجلك. إنما جئتُ لأطلب يد إنسانة لا ملاكا معصوما. و إن كنت تظنين أنني سأغير رأيي بسبب ما حدث، فأنت لا تعرفين كم أحبك"

"يا إلهي، أنا حقا آسفة.لم أقصد"

لكنه قاطعها حاول أن يكتم ضحكته، رفعت رأسها قليلا تحاول أن تلتقط أنفاسها،بعدها لمحت تلك البسمة التي بدأت ترتسم على ملامحه. شعرت و كأنها قد وقعت في حرج لا يُحتمل، و بدأت دموعها تنهمر مرة أخرى

"لا أصدق. لقد أفسدت كل شيء"

اقترب منها بخطوة يرمقها بنظرة مليئة بالحب

"هل تذكرين لقائنا الأول في بوخارست؟ عندما تقيأت علي بسبب دوار الطائرة؟ يبدو أن هذا أصبح طقسا خاصا بنا"

تسمرت للحظة عندما قهقه و لم تستطع أن ترفع عينيها إليه، حيث بدت كأنها تحاول أن تذوب في الأرض من شدة الإحراج. لكن ايزاك لم يترك الموقف يثقل عليها أكثر.

"و الآن يا لؤلؤة قلبي، هل أتشرف بأن أطلب يدك رسميا، أم تنتظرين أن أذهب لأجد طريقة أخرى أقل...إثارة؟"

ابتسمت من بين دموعها خجلة ثم شعرت كأن قلبها بدأ يستعيد إيقاعه الطبيعي. بعدها رفعت يدها قليلا لتلامس وجنتها المحمرة

"سامحني"

"عندما أقول إنني أحبك كما أنت، فهذا يشمل كل لحظاتك، حتى تلك التي تظنين أنها محرجة. بل هي بالنسبة لي أجمل اللحظات"

احمرّت وجنتاها أكثر حتى غدت كزهرتي جوريّ قد افترشتهما أشعة الفجر. ارتبكت خطواتها و سارعت نحو المائدة القريبة تلتقط المناديل الورقية بيدين مرتجفتين. عادت بخطى متعثرة نحوه مقدمة له المناديل.

ضحك و بدأ يمسح بقايا الحادثة عن نفسه بهدوء، دون أن ينبس ببنت شفة، محاولا كتم قهقهته في حضرة خجلها الغامر.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مقيدة بإيمانهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن