الحلقه 12

2.2K 99 2
                                    

بشكركم جميعا على دعواتكم لأولادى ربنا يشفيهم ويشفى مرضانا جميعا انا حاولت بقدر الإمكان انى اكمل الحلقه وانزلها عشان مطولش عليكم ويارب تنال إعجابكم

الحلقه12

فرحن كثيرا لفرحة الأطفال وقفزهم للأعلى فرحين بعلم فلسطين الأبيه يحلق فى سماء القدس تحت نظرات الأطفال الإسرائيليين وسخطهم على ما يحدث فدائما يفسدون الفرحه ويكسرون القلوب ، وكعادتهم قاموا جنود الاحتلال بالتهجم على أحد الأشخاص وإطلاق الرصاص عليه ليقع قتيلا فى ساحة المسجد ويسقى أرضه بدمائه الطيبه متهمينه بتهمة الطعن بالرغم انه  لا يوجد معه أى سلاح ، صدمه حلت على الجميع خاصة إبراهام الذي رأى ان الشاب فعلا لم يكن بحوزته أى شئ وليس هناك ما يستدعى قتله بتلك الطريقه الوحشيه
صرخات تعلو من أم الشهيد وزوجته وطفلته التى لم تتعدى الثلاث أعوام يقفون بعيدا لا يستطيعون الاقتراب من جثة شهيدهم .
قاموا بعد الشباب بإلقاء الحجاره عليهم حتى يستطيعون سحب جثته لامه وزوجته ولكن كان الرد عليهم طلقات ناريه ليقع بدلا من الشهيد عشرات الشهداء .
جرت نور ناحية الأهالى تساعدهم فى الاختباء وضم أطفالهم لهم حماية من رصاص العدو الغدار
كانت الصدمه الكبرى لإبراهام حين رأى طفلا صغير يسحب أخته الأصغر منه ليختبئا من الرصاص فاتجه نحوهم بسرعه ليحميهم ولكن قبل ان يصل إليهم كانت قد اخترقت رصاصات العدو قلب الصغير ليقع شهيدا على أرضها
شعر بقلبه يتشقق داخله فنظرات الخوف فى عيون الطفل ومحاولته للهرب والاختباء بأخته فطرت قلبه
سحب إبراهام الطفل واخذ الطفله ليحميها ظنا منه أنها ما زالت على قيد الحياه ولكن المفجآه قد صعدت روحها مع روح أخيها فيبدو ان قلبها وروحها أبا ان يعيشا من دونه ولكن الغريب أنها لم تصاب بأى رصاص ولكن ماتت خوفا وحزنا ورحمة من الله لقلب وروح تلك الصغيره .
ظل يهز فى جسدها لعلها تفيق ولكن بدون أى إستجابه
حمل الطفل والطفله وذهب بهما لا يعلم إلى أين يتركهم
ولكنه لفت انتباهه وجود مكان به تجمع وبداخله عدة جرحى تحاول إسعافهم الدكتوره زينه فدلف سريعا بالأطفال هاتفا بلهفه : دكتوره زينه شوفى الاطفال دول .
كانت نظرات نور عليه وعلى ما يفعله تستغرب لهفته عليهم وحتى انتظرت إجابة زينه أن هناك أمل فى حياتهما ولكنها اجابتهم أن الطفل قد صعدت روحه إلى بارئها وإقتربت من الطفله تبحث فى جسدها عن اى جرح ولكنها إستغربت كثيرا ان ليس هناك أى جروح فهتفت بحزن ودموع : غريبه الطفله مش مصابه لكن ميته .
إقتربت رغده من الطفله تمسك ملابسها لتجدها مبلله من الاسفل فهتفت بدموع : الظاهر انها ماتت من الخوف .
وقعت الكلمه على مسامعهم ليسرى فى جسدهم رجفه فكيف لتلك الطفله ان ترى كل هذا وتعيش تلك اللحظات المرعبه حتى تفيض روحها بهذه الطريقه
أى طفوله هذه واى أمان وأى قلب نزعت منه الرحمه ؟
اشتعلت النيران فى قلوبهم ولكن اكثرهم لديه ما يعيش من أجله ولكن هناك شخص ليس لديه ما يعيش لأجله غير أن يرفع علم فلسطين وإلا ينال الشهاده .
وبالفعل إقتربت رغده من زينه وهتفت : انتى كتير طيبه يا دكتوره وانا حبيتك كتير
زينه باستغراب : وانا كمان يا رغده حبيتك أوى
ذهبت إلى نور وهتفت : انا مشكوره الك كتير يا حضرة الضابط
نور باستغراب : على ايه يا رغده ؟
رغده : لأنك قدرتى تطلعينى من المعتقل وتخلينى أرجع احلم من جديد واحقق أحلامى .
نور: متشكرنيش يا رغده دا واجبي وياريت أقدر أعمل اكتر من كدا
رغده : الشاب اللى معكن مش ضابط مصرى
نور باستغراب: مين قالك ؟
رغده : انا بعرف انتى بنت ويبان عليكى انك تربية الجيش المصرى لكن هو لا بس عايزه اخبرك ان قلبه كتير نضيف وأبيض صحيح من براه قشره سوده يابسه لكن من جواه ابيض ولين ومليان حب بان فى عينيه من نظراته ليكى اياك تخسريه ، وسامحينى لانى سمعت حديثكم بالصدفه لكن صدقينى من قبل ما أسمعك وانا بعرف انه مش ضابط بس عارفه انه مصرى
إستغربت نور كلام رغده خاصة فى ذلك التوقيت وتلك الظروف ولكن ليس لديها وقت للتفكير به فعليها العوده لتحاول حماية ما يمكنها حمايتهم ومساعدتهم .
ذهبت رغده لإبراهام وهتفت : انا حاسه بيك وعارفه انك بتحبها كتير وباين علي عينيك اوعى تضيعها من إيديك .
إبراهام: انتى تعرفى انا مين ؟
رغده: مش مهم انى اعرف انت مين لكن الأهم انك بتحب والقلب اللى يحب ويدق لحد بيبقى قلب انسان وعنده انسانيه ورحمه اما اللى انت شايفهم دول معندهمش قلب ولا رحمه فخليك عارف انت مش منهم انت مننا يمكن الحياه اجت عليك ودارت بيك لكن العبره فى النهايه ، خلى نهايتك فخر لاى حد بيعرفك .
إبتسم ابراهام واومأ لها برأسه وفى لحظات كانت رغده قد إختفت عن الأنظار .
وفى لحظات كانت قد نفذت عملية اطلاق النار على أكثر من ثلاث جنود لتخترق طلقة العدو جسدها هى الأخرى فزحفت لتختبئ من طلقاتهم تحت نظرات نور التى حاولت أن تساعدها ولكنها أبت وظلت تصوب رصاصتها على العدو حتى أسقطت منهم ثلاثة آخرين  لتصيبها طلقه تخترق جنبها من أحد الجنود وهو
يتقدم منها ليضع قدمه على رأسها ولكنها كانت الأسرع لتطلق آخر رصاصة من سلاحها وتستقر بين حاجبيه ليقع قتيلا هو الآخر على الفور .
إستدارت رغده لنور وإبتسمت لها كوداع أخير منها لتفيض روحها وهى مازالت على محياها تلك الابتسامه .
كانت تفجر قنابل مسيله من قبل العدو لامكانهم التعامل .
نور كانت تعلم جيدا كيفية التعامل مع تلك القنابل وأمنت نفسها ولثمت وجهها بطريقه تجعلها يمكنها التعامل فاتجهت بخفة ناحية جسد رغده وظلت تسحبه إلى أن وصلت بها إلى مكان وجود زينه التى انتفضت حين رأتها على ذلك الوضع وجرت ناحيتها تحاول انعاشها ولكن قد انتهى الوقت وعلمت أنها إستشهدت لتطلق صرخه دوى صوتها فى سماء القدس
زينه: حرااااااااام اللى بيحصل دا حراااااام قومى يارغده .
حاولت نور تهدأتها وربطت على كتفها قائله : متزعليش رغده دلوقتى روحها فى السما مع الشهداء رغده حققت حلمها انها تموت شهيده فدا ارضها ، رغده مأقدمتش عالموت من نفسها هما اللى احتلوا واغتصبوا واستباحوا وقتلوا الأطفال ورغده قررت انها تحارب حتى لو مش لوحدها ، النهارده كان هجوم منهم على الناس دى وقدروا يوقعوا منهم شهدا لكن رغده أعلنت الحرب وقدرت انها تخلص على كتير منهم قدرت انها تريح قلب ام الأطفال اللى ماتوا حتى لو بحاجه بسيطه
إبراهام: إحنا لازم نخرج من هنا بأقصي سرعه
نور : مش قبل ما أحضر زفة رغده وباقى الشهدا
إبراهام: يعنى إيه ؟
نور : يعنى هنزف أجسادهم فى الارض ونكرمهم والملايكه هتزف روحهم فى السما .
قام بعض الشباب والشابات بسحب اجساد الشهداء وأخذوهم فى مكان بعيد وبعد إنتهاء المشادات وهدوء الوضع نسبيا حمل الشباب أجساد الشهداء دون تغسيل او تكفين فظلوا بملابسهم ودمائهم وعلم أرضهم التى زهقت ارواحهم من اجلها ،وزفوا فى موكب كموكب العرس تزينه الورود وكلمات الشهاده والتكبير حتى دفنوا فى قبور من ريحان ورب راض غير غضبان باذن الله .
وقفت نور تنظر إلى مكان رغده والذي دفن فيه أيضا الأطفال فمن من ضمن الشهداء أحن من تلك الأم التى فقدت طفلها وزوجها لتضم أطفالا شهداء إلى قبرها .
هتفت نور والدموع فى مقلتيها : مع السلامه يارغده
كنتى ونعم الاخت ونعم الام ونعم الفدائيه ، تعرفى انا غيرانه منك دلوقتى وكان نفسي ابقى مكانك بس انتى تستاهليها يارغده واطمنى حقك وحق ابنك مراحش هدر انتى كنتى قويه وقدرتى تخوضي حرب باسمك قصاد الكلا* ب دول وتوقعى بدل الواحد سبعه .
وقفت زينه أيضا تودع رغده وهى تتذكر لياليهم الصعبه فى السفينه وهتفت : انتى كنتى أكبر دعم قوانى وقوى قلبي يارغده والليالى الصعبه اللى قضيتها ، مش هنساكى يارغده مش هنساكى
وقف يتابع من بعيد ما يحدث لا يصدق كل ما مر به حتى الآن يتذكر كلماتها وتأكد أنه عاش عمره قاتل مأجور لحساب هؤلاء القتله ، فتاه مثل نور تستحق من هو مثلها أما هو فليجد لنفسه عقابا على أفعاله ولكن ليس هناك عقابا أكبر من أن يحرم منها ومن اهله باقى حياته .
تقدم إبراهام من نور : نور لازم نتحرك مفيش قدامنا وقت
أومأت له نور وأمسكت يد شقيقتها وسحبتها بهدوء وهى تمسد على رأسها وذهبوا فى طريقهم وإلتفتوا ثلاثتهم فى نظره أخيره ناحية مرقدها كل منهم يتذكر حديثها الأخير معه.

أعادت لى هويتى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن