الحلقه 5

2.5K 112 10
                                    

  الحلقه 5

إمشي يا فاطمه وارجعى بلدك هنا مش مكانك
فاطمه: انت ليه بتقولى كدا ؟
إبراهام : عشان حبيتك
تحدقت عينيها بصدمه ولم تتفوه بحرف ظل هو تائها فى عينيها للحظات ولكنه افاق على نظرات الصدمه التى حلت عليها وشعر انه قد أخطأ فى حديثه واعترافه الذي لا يعلم سببه حتى الآن ، فهو يعلم حقيقة ذلك الحجر فى قفصه الصدرى ، ذلك الحجر الذي لا ينبض الا بالكره والحقد والانتقام فقط .
إبتعد عنها عدة خطوات موليا لها ظهره وبعد عدة ثوانى تنحنح ابراهام هاتفا: حبيتك وحبيت شخصيتك وانا نادىا لما بحب حد او يبقى شخص مهم بالنسبه لي، واتتى شخصيه طيبه وعفويه وحاسس انك مش هتقدرى تكملى فى الشغل دا ، حتى انك متحفظه على مبادئ ومعتقدات مستحيل هتساعدك انك توصلى للى انتى عيزاه لازم هيكون فيه تضحيه
تقدمت منه ووقفت امامه وهتفت : تضحيه ! قصدك ايه ؟
إبراهام : يعنى لو مفكره انك هتقدرى تكملى من غير ما حد يلمس ايدك وكمان بلبسك دا مستحيل
ههه لمسة إيدك دى هتكون اقل حاجه تتنازلى عنها
فاطمه : نعم ؟! ويلمسوا ايدى ليه ! وبعدين ماله لبسي ؟!
إبراهام : الحجاب اللى انتى لبساه دا لزمته إيه ! يعنى كل اللى حواليكى مش لابسينه اكيد الرجاله مش هتسيب كل دا وتبص عليكى انتى ، أكيد شعرك مش هيكون شكل تانى غير شعر اى بنت هنا ليه متمسكه انك تغطيه ؟
فاطمه بغضب : عشان انا غيرهم عشان انا مسلمه عشان انا انقى منهم
ارتجفت اعصابه من حديثها ونبرة صوتها الواثقه فتملك منه ذلك الشعور مره أخرى ولكنه حاول ان يتحدث بعكس ما بداخله
ابراهام : انا مش مقتنع بيه
فاطمه : ابراهام انت ديانتك ايه ؟
ابراهام بتوتر : م م مسلم
تنهدت فاطمه وهتفت : بس تقريبا كدا حياتك هنا نستك دينك او تقريبا مسلم على الورق بس
احنا كمسلمات الحجاب علينا فرض
ابراهام : فيه مسلمات كتير ومش محجبين و .
فاطمه مقاطعه : اكملك انا وعراه وبيزنوا مش قصدك تقول كدا ؟
بس عايزه اقولك ان دول مسلمات فعلا لكن عصاه
يعنى مفيش مسيحيين عصاه مفيش يهود عصاه
الدين بعيد كل البعد عن معصية الناس وذنوبهم احنا مقولناش ان الدين الاسلامى دين اللامعصيه بالعكس احنا عندنا جنه ونار ومقولناش ان الجنه لينا والنار للكفار زى ما الناس فاهمه لا ربنا خلق النار لينا احنا كمان للى بيعصيه خصوصا للى بيكون عارف فروض ربنا واحكامه والحمد لله ربنا اهدانا اجمل كتاب فيه كل الفروض والاحكام والشرع اللى نمشي بيه من غير ما يظلمنا او حتى يظلم حد من الديانات الاخرى
وعلى فكره لو انت مش مقتنع بكتاب الله اللى هو القرآن الكريم وما انزل فيه يبقى انت شروط إيمانك مش مكتمله
شروط الايمان : الإيمان بالله
الإيمان بالملائكة
الإيمان بالكتب السماوية
الإيمان بالأنبياء والرسل
الإيمان باليوم الآخر
الإيمان بالقضاء وبالقدر خيره وشره
ابراهام بقلق : لا اناااا م مقولتش كدا طبعا انا مؤمن بيه
فاطمه : يبقى لازم تؤمن بالآيه اللى فرض فيها ربنا الحجاب على النساء
:قال الله تعالى ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنّ )
(صدق الله العظيم ) ولما نقول ان القرآن الكريم ذكر فيه الامر بالحجاب يبقى خلاص الكلام منتهى
وبعدين انت اللى مستغرب بس عشان عايش هنا فى وسط الميغه دى
ابراهام : ههههههه
طيب بص لو انت فى ايدك حتة حلويات على طبق ومتاح للكل ياكل منها ولا لو فى ايدك حتة ملفوفه بورق سلوفان ومتغطيه
هتاكل انهى ؟
ابراهام : تقصدى المتغطيه صح ؟
فاطمه : صح هى دى الفكره ان حلالك تكون ليك لوحدك
ابراهام : ممكن الكلام دا يحصل عندكم لان الاغلبيه زيك اما اللى بتكون على حريتها بتكون شذت عن القاعده زى ما هنا بالظبط انتى بالنسبه ليهمحاجه غريبه
فمظنش ان حد هيشغله شعرك او لبسك لو انتى زيهم
فاطمه : فكرة ان اللى هنا مش هيفهموا دا او مش هيشغلهم غلط طبعا انا بنفذ أوامر ربنا سواء هيفرق مع غيرى او لا ، يعنى مثلا انت تحب ان زوجتك تسمع كلامك فى وجودك وتعصاك وانت مش موجود
ابراهام : لا طبعا
فاطمه : طيب ، ما بالك دى زوجتك وانت شخص عادى ،ودا يبقى ربنا اللى خلقنى
ربنا موجود فى كل مكان وشايفنى ولو انا اتنازلت عن حجابى يبقى هتنازل عن لبسي وواحده واحده مش هفرق حاجه عن اللى هنا دول
ابراهام : معنى كدا انهم مش عاجبينك وشايفه انك افضل منهم
فاطمه: انا مش فى الافضل بس انا مش منهم ليهم دينهم وليا دينى ليهم عقيدتهم وليا عقيدتى وتفكيرى ومبادئي
إبراهام بتوتر : طيب ممكن تقوليلى معنى الكلام اللى انت لسه قيلاه دا من القرآن
فاطمه : قصدك الآيه ؟!
اومأ لها فهتفت : بص يا سيدى ربنا فرض على المرأه الحجاب وانها تغطى شعرها وجسمها ومتبينش زينتها وجمالها الا لزوجها فقط
مثلا مش فيه بلاد اوربيه فيها ملكات ؟
أومأ برأسه مؤكدا : فيه ملكات
فاطمه : مين اللى بيقدر يقرب منهم الملكات دول ؟
ابراهام : مش فاهم
فاطمه : يعنى محدش من عامة الشعب يقدر يقرب من الملكه الحاشيه بتاعتها بس اللى يقدروا يقربوا منها
ابراهام : أكيد
إبتسمت فاطمه وهتفت: احنا بقا ديننا خلانا ملكات فى نفسنا كدا كل ملكه مننا لها حاشيه محدش يقدر يشوفها غيرهم ولهم كمان مستوى معين من الزينه يقدروا يشوفوها بيه ماعادا شخص واحد اللى يقدر يشوف اقصي درجات الجمال ويقدر يعرف تفاصيل الملكه دى وهو زوجها وبس يعنى تقدر تقول كدا الملك بتاعها
اما باقى الحاشيه فهما اللى لا يجوز زواجهم منها زى الخال او العم او الاب او اولاد الاخ واولاد الاخت
وابو الزوج لانه بزواج الزوج منها يتحرم عليها ابو زوجها على طول .
تفتكر انت بقا ربنا يغلينى ويعلى قيمتى اوى كدا وانا اتنازل عن عرشي وتاجى .
تحدقت عيناه من حديثها ولم ينطق بحرف آخر ،كل ما يتمناه أن يملك هذه الملكه ويرى ما لا يمكن رؤيته لشخص آخر ، نعم بالرغم من انه رأى الكثير من خصلات الشعر بجميع انواعها واشكالها وألوانها لكثير من الفتيات ولكنه يتمنى ان يرى ما يخيفيه ذلك الحجاب .
إبتسم ابراهام ليخفى مشاعر لايمكن وصفها تضرب بصدره وهتف : تفتكرى ممكن اخد واحده من الحلويات المتغطيه دى و هتكون ليا انا وبس ؟
فاطمه: بس مفيش واحده مسلمه بالصفات اللى بكلمك عنها دى هتوافق بيك
ابراهام بغرور : فى واحده تقول لابراهام لا
فاطمه : اكيد ، احنا دينا بيغلينا اوى يا ابراهيم وواحد فى وضعك وظروفك مش قيمة واحده متدينه
انت شكلك متعرفش اى حاجه عن دينك يا ابراهيم وبتعرف بنات كتير وليك علاقات كتير جدا
ومفيش واحده هتحافظ على نفسها لواحد مستهتر وميعرفش الحلال من الحرام
يعنى إبراهام اللى بتتكلم عنه دا قدام واحده بالصفات دى مالوش اى قيمه مش هو دا الزوج والاختيار الصح
فاطمه: صحيح ايه ابراهام دا ! ليه إسمك كدا ؟
ابراهام : انا إسمى بالمصرى إبراهيم لكن هنا أهل امى بينادونى إبراهام
فاطمه : بس دا غلط انت إسمك إبراهيم ، تعرف مين هو إبراهيم ؟!
سيدنا إبراهيم عليه السلام خليل الله ، يااااه عارف يعنى ايه خليل الله وربنا هو اللى سماه الاسم دا من شدة حبه ليه ،والحب دا كانت نتيجه لحب سيدنا إبراهيم لربنا وتأمله وبحثه عن الحقيقه وهى وجود الله سبحانه وتعالى ، فقال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)"

أعادت لى هويتى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن