كانت جنه قد وصلت بأمان إلى أقرب نقطة وبعد وصولها بحوالى ساعه إستمعت لصوت احدهم عبر اللاسلكى يتحدث مع ضابط من الموجودين فى النقطه
ويخبره ان المهمه قد إنتهت ولكن للأسف انهت معها حياة الضابط المسئول عن الإقتحام وجنديان وإصابة آخرين .
صدمه ألجمت قلبها قبل لسانها ، غصة تملكت حلقها
صورته تحلق امام عيناه ولا تترك مخيلتها تتذكر أول يوم خطفت فيه ودلفت ذلك المكان ، كم كان الرعب يتملكها ويصيب قلبها ترتجف خوفا لمجرد علمها انها فى يد إرهابيين لا يعرفون الله ، أسهل ما لديهم هو قطع رأس احدهم كما تقطع رأس الدجاجه ، لا تهتز قلوبهم لتلك الجريمة البشعه .
ولكن دائما كانت ترى انه غيرهم ، تشعر بالراحة لرؤيته
فكان كلما جاءت عينيه عليها يزيحها بسرعه متمتما ببعض كلمات الإستغفار.
كانت دائما تعمل فى ذلك المكان تحت أنظاره ولاحظت انه يراقب كل الفتيات المخطوفات مثلها دون ان يرفع نظره لهن الا هى التى كان يجبر ان يتابعها من حين إلى آخر مع إلتزامه بالإستغفار .
حتى تلك الساعه التى رآها فيها من يدعونه الأمير فراج وانبهر بجمالها وقرر ان تكون ملكه ، استنجدت به بنظراتها كثيرا ، كانت دائما تخاف من نظرات الضابط أمل المعروفه فى تلك الخليه بأم عمار زوجة أبو عمار وعلمت من الفتيات ان اطلق عليهم ذلك الإسم لانهم لا ينجبون .
قرر زين فى تلك الساعه ان يكشف أوراقه وينهى مهمته بقتل فراج ومن معه وصولا إلى غالب رأس الحيه
تذكرت جنه لحظة وجودها معه بغرفة فراج وإبتسامته ومعاملته لها ، ظلت تبكى وتبكى ولم تعلم كم مر عليها من الوقت حتى وصلت السيارات والمدرعات إلى تلك النقطه ورأته جنه وهو ينزل من السياره ويسير بعيدا
شعرت ان قلبها تسارعت دقاته فرحا وليس حزنا وقلقا
كانت تتابعه أينما يذهب ولكنه كان فى عالم آخر
لا يشعر سوى بألم وفاة صديقه أمام عيناه
تكلف زين باعادتهم من أرض سيناء إلى القاهره وصعدوا واحده وراء الاخرى فى سيارات مؤمنه لرجوعهم وأثناء صعودهم وقعت عيناه عليها ووقفت لثوانى تتأمل ملامحه ثم صعدت إلى السياره .بعد طلوع النهار كانت السيارات قد وصلت إلى القاهره
واختفى زين عن انظار جنه واتجه إلى مسكنه وبدل ملابسه ونظف جرحه وذهب إلى المستشفى ليتم تسليم جثامين الشهداء إلى اهلهم
كانت اللحظه صعبه عليه وعلى أهالى الشهداء ،
وقعت عيناه على سيده كبيره فى السن وزوجها الذي يرتدى جلباب فلاحى يقفون امام المستشفى ينتظرون استلام جثة شهيدهم وبجانبهم فتاه شابه على حالة من الصدمه لم تبكى ولكنها تنظر أمامها وكأنها غير واعيه لكل ما يحدث حولها
اقترب منهم زين يساندهم فى إبتلائهم
زين: البقاء لله وربنا يصبركم
هتفت السيده بصوت ضعيف وعيون إحمرت من البكاء
ابنى يا ساعدة البيه ، ابنى كان عريس
ثم أمسكت يد الفتاه وقربتها لها : ابنى كاتب كتابه على البنيه دى الاجازه اللى فاتت وكان نازل الجمعه الجايه يتجوز ويتهنى بعروسته ، عملتله الكحك والحلو كله ليلة امبارح ، جانى خبره وانا قاعده قدام الفرن عشان اسوى الكحك واوزعه عالناس ويفرحوا معايا
سيبت اللى فى ايدى وجيتله جرى لما جانى الخبر
عملاله كحك بالفرح والزغاريط عشان الناس يقولولى ألف مبروك وعقبال ما يملى عليكى البيت عيال
النهارده نوزعوه رحمه عليه ويقولولى ربنا يرحمه
هتف والد الجندى الشهيد : ابنى يا بيه كان سندى هو دا دونا عن عيالى كلهم اللى كان يقولى انى تحت رجليك يا أبا
الوحيد اللى كان مريحنى ويقولى انى عكازك يا أبا
كنت مستنى فرحته وروحت اشتريت جلبيه جديده عشان ألبسها فى فرحه واشرفه قدام زملاته
احتضن زين الرجل الكبير وهو يبكى بحرقه لا يعلم اذا كان يبكى صديقه ام يبكى ألم ووجع تلك العائله التى انقلب حالها ومنزلهم البسيط الذي انطفأت انوار الفرح به وتبدلت بصوان لعزاء عريس الجنه .
أنت تقرأ
أعادت لى هويتى
Aksiالدنيا ليست بغابه ..... وان كانت لكم هكذا فما أنتم إلا قرود .. لا ترفعون رؤوسكم طالما للغابة أسود سنأخذ علم من كل دولة عربيه لنضعه فوق رأس العدو ونخطوا بثقه وصمود .. إنتظرونى فى رواية أعادت لى هويتى لنعيد فى اذهاننا بناء وطننا العربي كما يجب...