الحلقه 14

2.3K 107 10
                                    

الحلقه 14

دلفت الفتاه وهى تبكى بخوف تقدم قدم وتأخر الأخرى برعب حتى دلفت فوجدته يرتدى عبائته و يعطيهم ظهره فوقفت أمامه ترتجف حتى أغلقت السيدات باب الغرفه ورحلن
ظلت تلك الفتاه على رجفتها وبكائها حتى إلتفت إليها  هاتفا: جنه .
جنه بإستغراب : أبو عمار !؟
الشاب : تعالى معايا ياجنه
جنه بخوف: هنروح فين ؟!
الشاب : هنخرج من هنا
جنه : والامير فراج وانت ....
فتح الشاب خزانة الملابس لتجد الأمير فراج مقتولا  فصرخت ولكنه كتم صرختها بيده سريعا مشيرا لها بأن تصمت ،فحاولت التملص من بين يديه بخوف منه
الشاب: متخافيش يا جنه انا مش منهم انا مش أبو عمار
انا ظابط وإسمى زين .
جنه بفرحه : ظابط ؟!
زين : أيوه يا جنه ظابط متخافيش أختك الصغيره خرجت من هناوالكل مستنيين اخرج بيكى  انتى الوحيده إللى باقيه هنا.
جنه بفرحه : بجد  بجد يعنى انا هخرج من هنا ؟
زين : هتخرجى من هنا يا جنه مش هخرج من غيرك
إنتفضت على طرقات الباب اختبأ زين بسرعه خلف الباب مشهرا سلاحه وأشار لها انا تفتح الباب .
فتحت جنه الباب لتجد إحدى السيدات المتشحه بالسواد  ترفع نقابها  فخافت منها جنه ونظرت الى الداخل فتهتف الاخرى  :  السلام  على أهل السلام
هنا خرج زين من خلف الباب وأدخلها هاتفا : أمل  عملتى إيه ؟
أمل :  زى ما قولتلى بالظبط وكله تمام ، خدى دول يا جنه وإلبسيهم بسرعه  يلا أنا لازم أخرج حالا وهرجعلكم تانى .
زين : تمام روحى انتى يا أمل وارجعيلنا بسرعه
بعد ان خرجت أمل هتف لجنه : يلا يا جنه ادخلى بسرعه غيرى هدومك
أومأ لها زين فدلفت ناحية الحمام وهى تنظر للخزانه برعب ثم عادت قائله : أنا خايفه
ظل واقف لثوانى واخذ نفسا عميقا ثم ذهب ناحية الحمام ووقف خارجه موليا لها ظهره ودلفت هى تبدل ملابسها إلى ملابس سوداء وحجاب ونقاب أسود وأثناء خروجها طرق أحدهم الباب لتندفع إلى ظهره تختبئ خلفه فأبعدها قليلا وتنفس بعمق محاولا تجاهل شعوره ناحيتها وظل يردد كلمات الإستغفار وذهب ناحية الباب
ودق ثلاث دقات بيده  ليستمع الى نفس الثلاث دقات تعاد إليه ففتح باب الغرفه وإلتفت لجنه ولكنه دفعها دون ان يشعر  فكانت خلف ظهره لا تتركه من خوفها فزفر بقوه هاتفا : اهدى يا جنه
أومأت له رأسها ثم نفت برأسها مره أخرى ليخفى إبتسامته على تصرفات تلك الحوريه الجميله .
افاق على صوت أمل : يلا يا جنه بسرعه
زين: روحى معاها يا جنه
رفضت جنه الذهاب معها خوفا ولكنه طمأنها
زين : متخافيش  روحى معاها دى تبعى  وانا هخرج وهنتقابل بره
ذهبت معها جنه بخوف وهى تتلفت حولها
الظابط أمل : لا يا جنه متتلفتيش وامسكى شيلى الهدوم دى كأننا هندخلها المغسله وهناك  هتخرجى مع أبو عمار .
حملت جنه الملابس وذهبت  بهم ناحية المغسله ومن هناك قابلها زين الملقب عندهم بأبو عمار  .
سارت أمامه تحت نظرات الرجال المدججين بالأسلحه يشيرون له بالسلام ظنا منهم أنها زوجته المزيفه أم عمار
" الضابط أمل "
صعدت جنه السياره برفقة زين وذهبوا فى طريقهم
جنه : احنا هنروح فين ؟
زين : هوصلك لاقرب نقطة كمين وهناك هيوصلوكى بالباقيين وهترجعى معاهم .
جنه بلهفه : وانت  ثم اعادت كلمتها بخجل : أقصد وحضرتك؟
زين: انا هرجع تانى
جنه بقلق : هترجع المكان اللى كنا فيه ؟
زين: أيوه
جنه : راجع تجيب مراتك ؟!
ضحك زين: مراتى مين ؟
جنه : أم عمار  قصدى امل
زين: أمل مش مراتى يا جنه  أمل ظابط معانا
جنه : بس دى كانت بتكره أى حد يبصلك واللى تبصلك كانت بتعاقبه !
زين: ههههههه لا هى متخصنيش ولا انا اخصها غير انها فى فرقتى بس ، وإللى كانت بتعمله دا كان مطلوب منها انها تعمله عشان محدش يشك انها مش مراتى .
إبتسمت جنه بسعاده لم تستطيع إخفائها فهتف الآخر: مالك بتضحكى على إيه ؟
انكمشت ضحكتها وخجلت هاتفه : لا مفيش حاجة
نظر لها زين هاتفا: إيه مبسوطه انى مش متجوز أمل
نظرت أرضا بخجل ورفعت كتفيها بلامبالاه فضحك زين هاتفا: أنا صحيح مش مرتبط بأمل  بس قلبي مرتبط بقلب واحده تانيه .
رفعت رأسها له سريعا تستشف من عينيه صدق حديثه
ليعلق الآخر عيناه بعيناها لثوانى ثم نظر أمامه وزفر بقوه هاتفا: استغفر الله العظيم  ، انتى وجودك معايا هيخلينى أدخل جهنم من أوسع أبوابها ، وتوته لو تعرف اللى أنا فيه كانت علقتنى .
جنه بحزن : إسمها توته ؟
زين: إسمها توته وهى أحلى توته هعرفك بيها لما نوصل بالسلامه ان شاءالله.
جنه : ربنا يرجعك ليها بالسلامه ان شاءالله
زين: توته دى تبقى ..........
لم يكمل حديثه بسبب الطلقات الناريه التى نزلت على السياره من حوله  ، فأسرع بالسياره وحاول الهرب منهم حتى يصل بها إلى نقطة أمان .
ظلت جنه تصرخ من الخوف فدفعها بيده أسفل مقعدها حتى لا تصيبها إحدى الطلقات .
وأسرع بسيارته وهو يبادلهم الطلقات الناريه ، وتفاجئت جنه وهى أسفل مقعدها بقطرات من الدماء تنزل منه
فرفعت رأسها ونهضت ولكنه دفعها مره أخرى بيده
جنه ببكاء : انت بتنزف ، زين انت بتنزف
زين بصوت عالى : اااهدى  مفيش حاجه ااااهدى
إستطاع زين أن ينجو منهم ووصل بسيارته إلى أقرب نقطه وسلم لهم جنه وجنه تبكى : انت رايح فين  انت بتنزف
زين: إهدى يا جنه دا جرح سطحى ومفيش خطر
جنه : طيب كدا هتفضل تنزف
زين: مفيش وقت لازم أرجع باقى المجموعه بتاعتى هناك  ولو سيبتهم هيموتوا  ، خدى بالك انتى من نفسك
مزقت  جنه قطعه من خمارها التى إرتدته أثناء خروجها من هناك ولفتها على يده ليخفف نزيف الدم
فابتسم لها زين هاتفا : خدى بالك من نفسك
جنه : لا إله إلا الله
زين : سيدنا محمد رسول الله 
ذهب زين امامها وامسك جهاز لاسلكى من احد الموجودين وركب سيارته وهو يهتف بالجهاز
زين : أمل ايه اللى حصل
أمل : ايوه يا فندم ، حصل إقتحام وعرفوا ان ابو فراج اتقتل واضطرينا نطلب الإقتحام بسرعه والا كانوا هيخلصوا عالكل ومحمد دخل بالرجاله
زين : انتى فين دلوقتي؟
أمل : انا لسه جوه يافندم ومعايا باقى المجموعه ومحمد فى الدور اللى فوق
زين : طيب إسمعينى كويس انا فى الطريق ليكم اللى هقولك عليه تعمليه .
زين : أملاها زين خطته وذهب إليهم لتشب حربا بين افراد الجيش و المتطرفيش الداعشيين .
تعامل زين مع عناصرهم بحرفيه ليوقع منهم الكثير ولكن ما صدمه هو وقوع ضابط من فرقته ومن ؟
صديق زين المقرب .
حاول زين ان يسحب جسمان صديقه  وظل يصرخ به .
زين : محمد  قوووم ياااض  مش هتموت غير لما تجيب راس غالب وتاخد حق زياد قوم يامحمد
إبتسم محمد ونطق الشهاده وابيضت عيناه ليرحل عن دنيانا وتصعد روحه إلى خالقها .
صدمه حلت على زين ولم تنزل من عيناه دمعه بل كان يشعر وكأن عالمه إنهار مع إنهيار صديقه أمام عيناه باحدى طلقات أحد رجالهم  ، تذكر زين صديقه محمد قبل تلك العمليه
فلااااش
محمد : ها يا زيزو عامل ايه ؟
زين : ياض هزعلك قولتلك متقولش زيزو دى تانى
محمد بصوت أنثوى مصطنع : مش بدلعك ياروحى
زين : يااض إنشف ياض انا مش فاهم هما دخلوك هنا ازاى ؟
غمز له محمد : بالحب ياروحى
زين : بعد الغمزه دى آخرك تدخل تدبير منزلى قسم ورق عنب
ضحك محمد: ياعم اضحك محدش واخد منها حاجه
زين : يا ابنى المهمه دى صعبه
محمد : هيحصل ايه يعنى هموت شهيد ، انا يا زين مش خايف من الموت انا بس خايف مموتش شهيد
خايف الموت يجيلى وانا مش فى مهمه زى دى
زين: متقولش كدا يا صاحبي ان شاءالله هنخرج منها على خير .
محمد: انا متحمس للمهمه دى اوى يازين ، نفسي أوصل لغالب
احمرت عيناه بغضب وكأنه تبدل لشخص آخر لايحمل فى قلبه سوى نار الوجع والفراق
محمد بغضب : غالب دا اللى وراهم كلهم  وهو اللى كان فى ضرب الكمين اللى كان فيه زياد أخويا و فضى فيه الخزنه قدام عينى يا زين مكانش ليا حد فى الدنيا غيره ولا هو كان ليه غيرى ، الحياه من غير زياد لا تطاق يا زين عايش فيها والسلام .
نزلت دموعه فنهض زين وذهب إليه وإحتضنه
زين : بس يااض متعيطش ما احنا كلنا معاك ولا انت مبتعتبرنيش زى زياد ؟
محمد : انت ارجل واحد شوفته يازين وربنا يعلم معزتك عندى عشان كدا بقولك لو استشهدت أمانه عليك تدفنى مع زياد ومتزعلش يا صاحبي هستناك فى الجنه .
أفاق زين الجالس امام جثة صديقه الشهيد وما زالت الدموع فى عيناه تأبي الخضوع لوجع قلبه .
زين بغضب : هجيبلك حقك يا محمد وهريحك  والله ما يطلع النهار ولا اخرج من المكان دا الاو انا نايم على ضهرى جنبك يا اما بروح غالب .
وبالفعل دلف إلى كل الغرف التى يمكنه ان يختبئ بها
غالب والباب المغلق كان يدفعه بقدمه ويكسره نصفين
حتى وصل إلى غرفة غالب الذي كان يختبئ بها ويعطى لرجاله الأوامر .
دلف زين وقام بإطلاق النار على كل من حول غالب ليقع حوالى خمس رجال وتبقى غالب بمفرده يحمل سلاحه ويحتمى بعمود  .
زين: خايف ؟
غالب: انا ما اخاف من غير الله
زين : وانا ربنا بعتنى ليك عشان أدب الرعب فى قلبك وان شاء الله هكون سبب فى طلوع روحك بالبطئ
غالب : نتفاهم وسأعطيك كل الخزائن الموجوده معى
زين: إرمى سلاحك
غالب : طالب الأمان
زين: عايز ايه
غالب ترمى سلاحك بالأول
ألقى زين سلاحه بعيدا فالتفت له غالب ليطلق الرصاص ولكنه لم يجده امامه وتفاجئ به خلفه يضع خنجرا على رقبته
زين: ايه رأيك ؟
خنجرك وكان معاك وفى جيبك ودلوقتي فى ايدى  وعلى رقابتك .
غالب : هعطيك كل ماتريد
زين : انا كدا كدا هاخد منك كل اللى انا عايزه ، هاخد منك حق الناس اللى ارهبتها وجندتها لحسابك
هاخد منك حق تشويهك للإسلام والمسلمين
هاخد منك حق كل شاب ضحكت عليه وفهمته انكم صح وغسلتوا دماغه وخلتوهم يقتلوا ويموتوا كفره
غالب : لا هم من قدموا أرواحهم للشهاده ليصلوا الى الجنه
زين: وانت مستخبي ليه وخايف تقدم روحك وتوصل للى وصله ليه،  بس متقلقش انا هساعدك وهاخد روحك وهوصلك للجحيم بنفسي ،وهاخد منك حق الظابط زياد والظابط محمد وحق كل جندى وكل ظابط استشهد برصاصكم الغادر .
دفعه  غالب واطلق  رصاصه جوا وإلتفت ليطلق الأخرى على زين ولكن كانت يد زين الاسرع واطلق الخنجر ليرسي فى حنجرة غالب ويقع أرضا وهو يحاول انا يخلع الخنجر عن رقبته من شدة الألم ولكن منعه زين ووقف عند رأسه يدفع الخنجر بقدمه .
إنتهى الاقتحام بعن ان انهوا عناصر تلك الخليه وقائدهم  غالب وفراج .
وصلت المدرعات ليتم القبض على باقى العناصر و سيارات الإسعاف لشهداء الجيش والجرحى .

أعادت لى هويتى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن