مرحباً تاي صديقي،كيف حالك في البُعد؟
هل عساك حققت امنياتك التي اخبرتني مسبقاً بها؟
اتمنى من اعماق وجداني انك قد فعلت،وان لم افعل انا اياً من ماكتبته في قائمتي الصغيرة،وهذا احزنني كثيراً حين كنت مراهقاً،ويحزنني اكثر وانا رجلٌ يافعلازلتُ اتذكر ذالك اليوم وكأنه قبل سويعاتٍ معدودة،حين تركت الورقة التي كُنت اخط عليها اشياءً راودتني،ونظرتُ الى سريرك الذي يبعدني ببعضٍ من الاسرة والتهمني الفضول لمعرفة ان كُنت قد غفوت ام لا،وقفتُ بهدوء بعد ان نفضتُ النعاس بعيداً عني،وتسللتُ ببطئ اعبر الاسرة المعدودة حتى وصلتُ الى مقصدي
وجدتُك مُغمض العينين تنام بسلامٍ وكأن لا وجود للغد،ابتسمتُ لمنظرك المسالم قبل ان تتحول ابتسامتي الارنبية الى شهقة وخطوة الى الوراء،حين فتحت عيناك فجأة واتضح انك لم تكن نائماً ايضاً
لتلتفت الي ببرودك المعتاد تسألني بجفاء نبرتك
"مالذي تفعله عند سريري جونغكوك ؟ لمَ تراقبني اثناء نومي؟"ازحتُ يدي التي كنت اضعها مكان قلبي حين فزعت قبل لحظات لاعيد رسم ابتسامة على وجهي وانا اقول
"لم يزرني النوم لذا وددتُ ان ازورك"
لم ترُد على قولي،وكل ما فعلته هو اشاحة وجهك الى الامام واغماضك لعينيك محاولاً النوم
ولا انكر ذالك الشعور البغيض الذي زارني في لحظتها،شعرتً وكأنني لستُ مهماً لمن يهمني امرُه،وهل كُنت كذلك ياتايهيونغ؟"لما لازلتَ تقفُ فوق رأسي؟"
سألتني ولاتزالُ مغمضاً لعينيك واضعاً مرفقك عليهما وقد علمت بأنني لم اغادر كونك لم تسمع وقع خطواتي اثناء المغادرة،لابتسم بخفة وانا اتسلق سريرك تحت نظراتك المتفاجئة لحركتي تلك
"ماذا تفعل ياهذا؟؟"
همست مستغرباً واستعدلتَ سريعاً في جلستك تنظر الي،وبادلتك النظر مفكراً قبل ان اقطع نظراتنا وامُد لك ورقةً وقلم ومسودة صغيرة واقول
"خذ هذا"
جعدت حاجبيك العريضين تسألني
"لِما؟"
مددتُ يدي بروية امسك بيدك الرفيعة افتحها واضع فيها ما تحمله يدي واقول
"ستكتب الامنيات!"تشه ساخرة خرجت منك وحاولت اعادة ما اعطيتك اياه
"ستفعل تايهيونغ! اود بشدة معرفة ما يجول في ذهن صديقي الوحيد،هل يصدق احداً انه بالرغم من ان صداقتنا قد مرعليها ثلاث سنوات الا انني لا اعرف عنك الكثير! ارجوك فقط قُم بكتابة ما يجول بخاطرك،لا تكن غامضاً لهذه المرة على الاقل!"
تنهدت بثقل وانت تهز رأسك كنايةً على قلة حيلتك لتقول زافراً الهواء من رئتيك
"لقد غدوتَ مُزعجاً حقاً في الاونة الاخيرة ، يجب عليّ ان اُعيد النظر بشأن صداقتنا"لكمتك بخفة على كتفك مقهقهاً بصوت منخفض خوفاً من ان يستيقظ الاولاد حولنا،وضممتُ قدماي الى صدري انظر اليك بهدوء اذ بدأت بخط اول كلماتك على ضوء البدر المنبعث من الشرفة خلفك،لم يمُر الكثير من الوقت الى ان انهيت كتابة امنياتك،حتى انني لم ارى في تعابير وجهك علامات التفكير التي كانت تستلقي على وجهي حين كنت اكتب قائمتي،وكأنك كُنت تحفظ هذه الامنيات في ذاكرتك منذ زمن،وكل ما فعلته هو نقلها على الورق
"هل بهذه السرعة"
سألتك وانا ارفع حاجباي بدهشة لتبتسم لاول مرة لهذا اليوم مجيباً
"الامنيات الحقيقية لا تحتاج للتفكير"
ولكن امنياتي اخذتُ وقتاً كثيراً افكر بها،وهي حقيقية بل ومن اكثرالاشياء حقيقةً في الوجودراحت يداي بفضول تأخذ الورقة من يدك لأقرأ ما كُتب بها من امانيٌّ عديدة
"1-ان اهجُر باريس وانتقِلُ للعيشِ في شرق آسيا
2-ان اصبح مدير اكبر شركة لصناعة السيارات في سيول
3-ان يعلم بمكانتي كُل كبيرٍ وصغير وكل امرأة آسيوية على وجه التحديد
4-ان انتقل بعدها للاستقرار في اليونان التي عُرِفَت منذُ العصور القديمة بإسم هِيلاس فَقد قرأتُ ان مُناخها مُعتدلٌ طيلة العام ولا يزورها الشِتاءُ ابداً
5-أن أنسى الماضي وأمضي قُدُماً.."شبح ابتسامة مر على شفتاي واختفى لاعيد اعطاءك الورقة بمشاعر تعاكس التي اخذتها بها وانا اقول بصوتي الذي امسى باهتاً
"آمل ان تحقق جميعها"وكانت هناك زاوية في قلبي لا تريد ذلك،فأنا لم اُذكر بأي امنية من امنياتك تايهيونغ،لم تخصني بواحدة على الاقل،رغم انك كُنت محور جميع امنياتي التي ملئت ورقتي الصغيرة
وقد كُنتَ السبب في ان لا تتحقق اياً منها ،في حين انا من كان السبب لسلكك طريق تحقيق خاصتك،ولكنك لم تعلم بهذا حتى الان
لا انتظر منك ان تشكرني فأنا لم اضحي لانال الشكر منك،انا فقط اردتك ان تكون سعيداً،وانتظرتك ان تعود لارى ثمار تضحيتي في مبسمك الا انك نسيتني على ما يبدو ايه الرفيق،في حين انني لم ولن انساك،وسأنتظرك وقتاً طويلاً
وحتى تشرق الشمسُ من مغربها.
تعليقكم؟اي ملاحظات؟🤍
لا تنسوا وضع نجمة ومشاركة الرواية مع الاصدقاء🤍.
أنت تقرأ
حَتى تُشرِق مِن مَغرِبها
Romanceيؤسِفُني انه في الوقت الذي كُنتُ انظر لكَ فيه على انك مُعجزةً ما جميعُ الاهلِ والاصدقاء الشمسُ والقمر الفجرُ والغسق الروح والريحان الغيم والمطر كُنت تنظر لي على انني مُجردُ شخصٍ تَعرِفُه. بدأت: 27/5/2022 انتهت:26/4/2023 'لا أسمح بالاقتباس دون تدوين...