8-نفحات مِن الماضي

5K 476 117
                                    

اهلاً تايهيونغ رفيقي الذي غاب عن العين واطيافهُ تملئ شوارِع مدينتي ..

هل تتذكر ايام الميتم ياتُرى ام انك نسيتها كما نسيتني نسبةً لآخر امنية في لائحتك؟

اثناء اعادة صنع حوض سمكتي الى قبرٍ صغيرٍ لها
ودموعي ساخنةً تنزل تحرق وجنتاي القرمزية بسبب سخونتي التي لم تهدأ ولو لوهلة

تذكرتُ تلك الايام البعيدة
وذلك الحادث المروع الذي اطاح بوالداي رفقة روحي امواتاً
ولم يترك سوى جسدي حياً يتجول في زواية المكان...

اشتدت دموع عيناي ولا اعلم يارفيق هل كانت بسبب ارهاقي وهواني
ام لموت والداي
ام للايام الصعبة التي عشتها بعد موتهما
ام لموت سمكتي
ام لغيابك الذي طال؟

تم اخراج جسدي بصعوبة من تلك السيارة المحطمة بشكلٍ سيءٍ تدمع له العين
بعد ما يقارب الخمس واربعون دقيقة،وانا محشورٌ بين المقاعد احدق بعيناي الدائخة الى والدي الذي تلطخ بدمائه ولم استطع مد يداي لمسحها

اما عن والدتي فلم تكن في مرأى عيناي،وكم كان هذا رحيماً لقلبي آنذاك
فصورة والدي عُلِقت على جميع جُدران حياتي ،اينما اولي وجهي
اراه هناك باهت المبسم،ساكن الجسد وقاتم اللون..

بدأت الرؤية تُصبح ضبابية شيئاً فشيئاً،كُل ما يُسمع داخل السيارة هو صوتُ انيني وتخبط قلبي داخل جسدي
وكل ما يُسمعُ خارجها هو صوت الاسعاف وصراخ احد المُسعفين
"علينا الاسراع ،ان لم يمُت احدهم من ذاك الحادث سيموتون اختناقاً بالدخان!!"

لم اعي مايحدث حولي،هل هو حلماً ام واقعاً؟هل هو حقيقةً ام كذباً؟

تأزم صدري واصيبت رئتاي اثر استنشاقي لدخان السيارة لوقتٍ ليس بقصير فباتت ضعيفة تمُنُ عليَّ سحبها لهواءٍ يكفيني

وبقيتُ مايقارب الستة اشهر على سرير المستشفى تحت العلاج المشدد

وحين افقت كُنت قد تعرضت لصدمة نفسية قاسية عقدت لساني
لا احادث احداً ولا اعطي اي ردة فعل ،قليل الاكل،قليل الشرب،وكثير النوم

ولحظة ادراكي لكل ما حدث،وددتُ ان اركض الى المنزل واخبر والدتي بما اصابنا
يالَ حُزنُ قلبي الذي اغرقني!

لقد تم توظيف افضل الاطباء النفسيين لاخراجي من حالة الاكتئاب التي وقعتُ ضحيةً شهيةً لها

تخيل ايه الصاحب كل ما حدث لي من اهوال وقد كان عمري لا يتجاوز الخامس عشر بعد؟

لقد عاد الي نطقي وتحسنت نفسيتي كثيراً بعد عامٍ من العلاج النفسي المُرهق للاطباء ولِذاتي اكثر

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن