33-خَشبة المَسرح

3.9K 337 325
                                    

واليوم أُعيدُ خطو آلاف الخطوات برفقٍ أكثر
وأُعيدُ قطع آلآفِ الأميال بحذرٍ أكبر
حين أدركتُ على غفلةٍ أن خطوتي الأولى كانت خاطِئة.

انقضى وقتُ الصباح وأقبلَ الليلُ حامِلاً بعضاً مِن نجومِهِ والكثيرِ مِن شجونِه

أمشي في الرواق المؤدي الى حُجرة الطعام لِتناول وجبة العشاء بِرفقة آلبرت وأدريان اللذان لا يعلمانِ شيئاً مِما حَدثَ صباحاً ، دَلفنا الى الداخِل وخطونا نحو إحدى الطاولات الفارِغة ، نظرتُ الى طاولة تايهيونغ التي إعتاد الجلوس عليها إلا أنها كانت فارِغة مِنه ، جالت عيناي في الأرجاءِ ولم يكُن موجوداً في مُحيطِ بصري ، إنني لم أراهُ منذُ الصباح..

"ألَن تَجلِب طعامك؟"‏
سألني ادريان حين رآني لا ازالُ واقِفاً مكاني في مُنتصف الحُجرةِ شارِداً في تلك الطاولة الموحِشة

نظرتُ إليهم وقُلت
" لـتتناولانِ عشائكما ،لا شهية لي"

خَرجتُ مِن المكان ناظِراً حولي علّ عيناي تلتقِطُ هيئة من تبحثُ عنه
إلا أن لا أثَر لهُ في أي مكان

بحثتُ في حُجرة النوم وفي غُرفة تبديل الثياب في المكتبة وفي المرسم وفي غرفة التمريض ولا أجدهُ لا هُنا ولا هُناك

مشيتُ مُفكِراً في الرواق لا أدرِ أين أبحثُ تالياً إلى أن دَلني هو إليه للمرةِ الثانية ، لا بِلسانهِ ولا بإشارتهِ لي ، بِـ أنغامه

ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على ثغري ومشيتُ على درجات السُلم المُوسيقي الذي يُرشدني الى وجهتي التي أُحِب

أجهلُ سبب زوال غضبي مِنه وأن قلبي قَد غَفر لهُ فِعلَته دون حتى اعتذاراً منه
رُبما لشعوري بعد فعلتهُ أنني كُنتُ ذا قيمةً في قلبه
فحاول التمسُك بي عن الذهاب
رُبما كان الافضلُ لي حقاً أن ابقى في الميتم ، ان ابقى في قربه!

كان بابُ غُرفةِ الموسيقى مفتوحاً نسبياً ، امسكتُ بالمقبض البارد ودفعتُ الباب بِخفةٍ والِجاً المكان

رفع عيناهُ الدامِعة إلي ، وجنتيه حمراء رطبة وشفاههُ تتقوسُ بشكلٍ حزين

"ألا تزالُ دموعُ الرِضا تنهمِر؟"

قلتُ ساخِراً وانا اتقدمُ نحوهُ وابتسامةٌ رفيعة على ثغري
لينفي قائِلاً وهو يمسحُ أدمُعه ما جعلني أشعرُ بالأسفِ حياله

"كلا..إنها دموعُ الألمِ هذهِ المرة
لَقد زال مفعولُ المُخدر،اههه إن الشعور لا يطاق"

همهمتُ مُتفهِماً أُخفي قلقي عليه قائِلاً وانا اضعُ يداي في جيوب بنطالي
"ظننتُك واعياً بِما يكفي لئلا تؤذي نفسك مُتعمِداً ، هذا مُخيبٌ للآمال"

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن