18-نَفس

3.4K 365 204
                                    

مرحباً اليوم ايضاً ، ياليّن الروحِ والخفيفِ على الفؤاد
لو كانت المسافةُ مابيني وبينك هي فؤادي ،لدعستُ عليهِ قاصِداً إياك

كثيراً أُفكرُ تايهيونغ ، ماذا لو تخطيتك منذ اليوم الذي هجرتني فيه بإرادتك
وتركتُ دياراً لم أرى فيها سوى الذُلِ والمهانة
ماذا لو هجرتُ كل شيء وعُدتُ الى أحضان موطني
ولكن لو عدتُ هل كان موطني سيستقبلني بالاحضان فعلاً؟
أم أنه سيصدُ عني كما أنت فعلت؟

وكان لك الفضلُ في أن يسكن هذا الرُعبَ قلبي ، أنني مؤهلٌ للتركِ دائماً

لم أعُد لِموطني رُغم شوقي للعودة
لقد خشيتُ أن تعود مُشتاقاً ولا تجدني
وما الفائدة من تواجُدي على أرضٍ لستَ فيها؟
وما موطني إلا إياك تايهيونغ..

لذا قررتُ البقاء تحت جناح الحزن ، أتفيئُ في ظله الحارق
واتخبطُ بين اصنافٍ من البشر جميعهم اتفقوا على كُرههم إياي

ظننتُ أن الحُزن لن يستمر طويلاً الى تلك الدرجة
عاماً أو عامين ، ثلاثً أو أربع
ولكن ما بالك يارفيقي لا تحن ولا تشتاق ، أيُ قلبٍ يقطنُ أيسر صدرك؟

وكشخصٍ تخلى عن وطنهُ لاجلِ عينيك
تخليتُ عن ابتسامتي والكثير من سعادتي
وضعتُها في صندوقٍ بحجم كف يدي وخبأتُهُ الى حين عودتك

وظللتُ ليالٍ طويلة تايهيونغ اذرفُ دمعي كُل ليلةٍ كالليلةِ التي قبلها
حزيناً ومشتاقاً خائفاً ومنتظراً

أيوجدُ قلباً مثل قلبي وصبراً مثل صبري؟

أيوجدُ في الكون مَن هو يحمِلُ مثل هذا الشوق الذي في أيسري؟
أيوجدُ من روحهُ مُعلقةً بين أصابِعِ أحدهم يلعبُ بها كيف يشاء؟

اتمنى بأنهُ لا يوجدُ سواي فحسب
فما في صدري هُنا مؤذٍ جِداً ياصديقي
ولا أتمناهُ لألدِ أعدائي!

شهقتُ مُنتفظاً من مكاني حين رُشِقتُ بماءٍ كالثلجِ على وجهي
وفزعتُ من صوت الضحكات الذي صَدح في أرجاء الزنزانة الشبه ضيقة
نظرتُ الى ضَحِكاتهم حاقداً وكارهاً وأنا أمسحُ وجهي بِكُم قميصي مُرتجفاً

"يكفيك نوماً ، إنهُ وقتُ الإفطار"
قال من رشق الماء في وجهي بصوتٍ أجش وعاد أدراجهُ يجلسُ على الطاولة بِجوار أصحابه

أما أنا فعدتُ أنكمشُ على نفسي في تلك الزاوية الباردة
لقد تبلل صدري بالماء وشعري أيضاً
آمُلُ أنني لن أمرض فهذا آخر ما أُريده في مكانٍ كهذا..

معدتي بدأت تصيحُ بي طالبةً لُقمة تُسكِتُها إلا أنني أضغطُ عليها مُتوسلاً إياها الصمت ، فأنا أُفضلُ أن أموت جوعاً وعطشاً على أن أتشارك الطعام مع مُجرمين على ذات المائدة

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن