16-سجين

3.7K 410 215
                                    

لا تنسوا الڤوت والكومِنت بين الفقرات لتشجيعي ، استمتعوا 3>.

-

مرحباً من جديد ياصديقي ، هل هذا أنت أم أنني أتوهَمُك اليوم أيضاً؟

مشى بي كُلاً من رِجال الأمن خارج البِناية ، لتسمع أُذُناي طرق خطواتٍ مُسرعة على الدرج والتفتُّ وإذ بالعمة ايليت خلفي تندهُ قائلة بصوتٍ مُرتجف
"أين تأخذوه؟؟لا تفعلوا أرجوكم..هو لم يفعل شيئاً اتركوه!!!"

نظرتُ اليها مُبتسماً بعطف قلبي الذي يعاكسُ حاله قبل نصف ساعة

"لا تقلقي أرجوكِ إنها مُشكلةٌ بسيطة ستُحلُ بسرعة"
اقولُ هذا وأنا مُدرِكٌ بداخلي انها ليست ببسيطةٍ أبداً ولن تُحل بسرعة
فمُنذُ صِغري أعلمُ كم هي قاسية عقوبة من اعتدى على مواطِناً فرنسياً
وإن كان بسببٍ وجيه ، ستعاقبُ بكلتا الحالتين

"انهُ حتى لا يرتدي لباساً دافئاً،ان البرد قارصٌ لترأفوا بهِ"
ظلت تتحدثُ بكلامها تحاول جعلهم يغيرون فكرة أخذي معهم
إلا أنهم تجاهلوها وكأنها لا تتحدثُ بشيءٍ حتى

ليت الامر بهذه السهولة ياعمتي ايليت
ليت رجاء العجائِزِ يؤخذُ بهِ
وليت دموعُ الأطفالِ تكون سبباً كافياً لأيقاف العُنفِ ظدهم
ليت العالم يفهمُ أن المرأة ليست بعورة وأن العيشَ بسلامٍ هو أبسطُ حُقوقِها

ليت نحيبُ الأُمهاتِ يعيدُ الشُهداء لأحضانِهن
وليت شهقاتُ الالمِ توقِفُ بشاعة الحروب وجبروتها
ليت الرسائل ياعمتي تكونُ كافيةً لإعادة من رحلوا دون وداعٍ أخير..

"مُعلمي..ويحكم ما أنتُم بفاعلين بهِ!!!"
ركض مارسيل من نهاية الشارع بأقصى ماعنده وكانت برفقتِهِ لونا التي بدأت بالركضِ بالتزامُنِ معه

ابتسمتُ بدفئٍ لرؤيتي كم أنهُ قلِقٌ بِشأني
وحاولتُ قدر الإمكانِ أن لا أصعدَ إلى تلك السيارة إلى أن يصِل وأُطمئنهُ أنني بخير ، رُغم أن هذا أثار استفزاز رجال الامنِ الذين يحاولون معي للصعودِ اليها
ولكن لا آبه مُطلقاً فالمُهمُ لدي أن تبقى افئِدة من أُحِبُهم مُطمئِنة
هذا كُل ما أعيشُ لأجلِهِ

"دعوهُ أرجوكُم أُقسمُ أن ذاك الشاب هو من لكمهُ أولاً"
وابتسمتُ بعيونٍ لامعة على كذبته البريئة تلك
فالجميعُ رأى أنني من بدأتُ ذلك الشجار
ولكنهُ يقول هذا كمحاولةٍ يائسة لإخراجي مما أنا واقعٌ فيه

انهُ لايزالُ فتاً في السابعة عشر من عُمُرِه
وأعلمُ كم هو يخشى عليّ مِن الأذى
على عكس أول مرةٍ رأيتُهُ فيها مُنذُ عامين ،حين حاولَ قتلي!

فقد كُنتُ في ذاك المساء أقومُ بأعمال التنظيف المُعتادة بعد مُغادرة المُسنين
كُنتُ أنا مالِك المقهى ،والنادل فيه ، ومن يقومُ بالتنظيفِ أيضاً

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن