42-مَنسي في كَنَف الشجون

4.5K 325 636
                                    

ماذا لو عاد معتذراً ومعه بارت من 7600 كلمة؟

-

ادريان..يأتي البحر كُل ليلةٍ يقتاتُ الدُجى
يُحدقُ في الفُلكِ بعينيه الذاوية
ويفكر..كم ان صديقهُ كان نبيلاً!

فقد كان يَعلمُ ان ادريان يُحبُ الليل بعمق
ويجدُ بالليلِ اُنستهُ وسكينَتُه
فما ارادهُ ان يكرهه
لهذا دائماً ماكان يرحلُ عنهُ في وقت النهار..

المرةُ الاولى مُغترباً
والمرةُ الثانية قتيلاً

لم يعُد لادريان موطناً يؤويه
فحين خانه من على الارضِ قبل سنينَ انقضت،شعر بأنهُ صار مُغترباً عليها
فلجأ الى البحرِ..واتخذهُ موطناً يلوذُ اليه
ولكن حتى البحر قد خانه!،حين اعان قاتل خليلهِ على الهرب
فعاد مغترباً مرةً اخرى ، عاد مخذولاً مرةً بعد
اين عساه ان يمضي الآن؟
ينظرُ الى نجوم هذا الليل ويسأل..
هل السماءُ تستقبله؟
ام ان عليه معايشة هذا الشعور بداخله
الى ان يقتلهُ او يُقتل عليه؟

-

في زاويةٍ باردة..اجلسُ انا
البردُ يحاوطني..وكم اكرهُ البردَ انا!
صندوقٌ مهجورٌ..يحويني
اُلقيتُ هُنا ونُسيت..منذُ عامينِ مَنسيٌ أنا..

طيفُك يجلسُ قُربي يؤنسني

يمسحُ دموعي تارةً ، وتارةً يُبكيني

اقصُ عليه قصصاً شتى خوفاً من ان يملّ مجاورتي ويرحل
ارتجلُ القصص والحكايات..اكذبُ في الكثير من المرات
كما كنتُ افعلُ سابقاً ، لأراك تضحك

"وقد غَضبت والدتي بشكلٍ كبير آنذاك وصرخت في وجهي موبخةً إياي على خروجي من المنزلِ دون علمها فَقد جزع قلبها خوفاً من ان يكون مكروهاً قد حَل بي.."

تحدثتُ الى طيفك عن ماحدث في مُخيلتي وانا اضمُ ساقاي الى صدري
واكملتُ بصوتٍ ضعيفٍ اقول
"ولكن والدي تدخل في مابيننا وطلب من والدتي ان لا تصرخ بي مرةً اخرى وإن كنتُ قد اخطأت فهناك طرقٌ عدة للتعامل مع الامر غير الصراخ.."

سَمِعتُ صوت معدتي الجائعة فحاوطتُها بيداي اُصمتها
ليس وكأنني لم آكل شيئاً منذ مدة طويلة،انها ثلاث ايام فقط إن لم اُخطئ

لا أدرِ فالشمسُ لا تزورني هنا،لاشيء ولا احد يفعل

هناك نافذةً صغيرة في أعلى الجدار يدخل لي من خلالها الهواء
ان شعرتُ بأن زنزانتي باردة فأعلم انهُ فصلُ الشتاء
ان شعرتُ بها تخنقني فأعلم انهُ الصيف
ولكنني لا اعلمُ الوقت من اليوم ، هل فجراً ام في عمق الغسق
لا أدرِ حقاً..وكم اودُ ان ادرِ

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن