43-لنهايتنا بداية يا شَمسي وقَمري

9.6K 437 1.4K
                                    

لِما يراودني دوماً الشعور بالفراغ؟
في صدري ، في هذا المكان ، في هذه وفي ذاك
لاشيء يملئه ، فجوةٌ اكاد اطيح بها لديارٍ ليس لها قاع
اغافل حزني وادّعي أنّي بخير
وأن كل شيء يسير كما يريد قلبي
والحقيقة ان كل شيء يسيرُ من فوقه يهمشه
يباغتني الشعور بالبكاء ، لهذه الايام الثقال
التي تتجملُ بزينةٍ زائفة ، وتتأنقُ بأحداثٍ لا تغريني
لا تغريني للنسيان ، لنسيانِ ما كنتُ اريدهُ أن يبقى مخلداً في ذكراي حتى افنى...

موسيقى صاخبة تضجُ على متن اليخت الفاخر
الكثيرُ من الجميلات الباريسية يراقصهن رجالٌ اِبتَسَمَ الحظُ لهم هذه الليلة
لينالو شرف الرقص معهن، ليلة زواج المحامِ جيمس من الآنسة لونا

كنتُ اقِفُ عند احدى الطاولات المستديرة ارتشفُ من كأس الشراب في يدي وانا انظر الى ساحة الرقص التي جمعت كل اثنين عليها ، نظرتُ الى ادريان الذي يراقص محبوبته كارلا بين الملأ
رفعتُ حاجبي بغيرةٍ طفيفة اتحدث قرب اُذن مارسيل الذي يقفُ بجانبي ليتسنى لهُ سماعي
"انظر اليه..انا من علمه الرقص.."

نَظر مارسيل في وجهي غير مُدركٍ من اقصد فأشرتُ لهُ بحاجبيّ على ادريان ، ضحك بوسعٍ يقربُ فاهه من اذني كي اتمكن من سماعه
"انت من علمته الرقص وهو من وجد من يراقصه..انك قليل الحظ يا معلمي"

نظرتُ في عينيه نظراتٍ متوعدة اقول
"وقليلُ صبر"

ضحك مرةً بعد ينظرُ الى ساحة الرقص يقول
"الفرصةُ لك الآن ان المكان مليء بالفاتنات"

اصدرت صوت رفضٍ في فمي اقول
"لَم اُرد يوماً ان ادخُل في علاقة بطلبي من احداهن ذلك..
اردتُ مثلاً ان يجمعنا القدر بين رفوف المكتبة فنختارُ ذات الكتاب ونتشاجر عليه إما ان تتنازل أو افعل،أو ان نجتمع في حفلٍ مُهم فاسكبُ الشراب على ثوبها دون قصد مني وهذا سيثير غضبها وتغادر الحفل فالحقُ بها للاعتذار
أو أن أذهب لحضور مسرحية مملة ولا يكون هناك غيرنا من الحضور فأراها تندهشُ وتضحك على كُل شيءٍ يحدث على خشبة المسرح!،او أقلها ان نمشي في الشارع فتتصادمُ اكتافنا وتسقط كتبها ارضاً فأساعدها على حملها وتتشابك اصابعنا دون قصدٍ كما يحدث في اغلب الروايات...أما عن قول مرحباً هل تكونين حبيبتي؟هذا هراء"

نَظر مارسيل في عيناي يعقدُ حاجبيه بغرابةٍ يقول
"ولما هذه التعقيدات وانت تستطيع اختصار كل هذا والتعرف بشكلٍ ابسط..وعِندها مَن تلك التي سترفضُ الرسام جيون جونغكوك؟"

فكرتُ قليلاً فيما اُجيب
وفي اللحظة التي فتحت فيها فاهي لأرد عليه قاطع قولي يقول بصدمتهِ مبتسماً
"لقد حَظَرت!"

عقدتُ حاجبيّ انظرُ في عينيه اللامعة اقول بشكٍ من امره
"انا اعرفُ جيداً لِما تكون هذه النظرات.."

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن