17-هروب

3.6K 371 150
                                    

مرحباً..
في قُربك حصلتُ على نَدبة في وجنتي
وفي غيابك حصلتُ عليها في عُمقِ هذا الفؤاد
وكِلتا الندبتين تحمِلُ ذكرياتٍ سيئةً لروحي يارفيقي..

حين حصلتُ على تلك الندبة في وجهي شعرتُ بأن وجهي بات قبيحاً
وحتى حين وقعت الندبةُ قبل سبع سنينٍ على قلبي
منذُ يومها وأنا أشعرُ بأن قلبي بات قبيحاً.

ماكثً في زاوية هذا السجن أضمُ جَسدي وأمسحُ عليه محاولاً تدفئتي
بردٌ ينخزني كآلافِ الإبر جاعلاً من شفاهي ترتجفُ بشدةٍ إثرهُ
الا أنني عضضتُ عليها بقسوة محاولاً إيقاف رجفتها ومتذوقاً طعم الدمِ فيها

مفاصل أصابعي تجمدت ويصعُبُ عليّ تحريكها بسهولة أنظرُ نحو النافذة الحديدية في أعلى الحائط المرتفع أمامي ، واستطيعُ رؤية الثلوج التي تتساقطُ من السماء الحالكة هذه الليلة

وأغمضتُ عيناي مُتذكراً بأنهُ
قد مر سبع فصولٍ من الشتاء في غيابك
وهذا يشعرني بالبرد أكثرَ من البردِ نَفسه

نظرتُ نحو اولائك المجرمين أنتظرُ نومهم بفارغ الصبر
اتخذ كُلَ واحدٍ منهم سريراً بالعديد من الأغطية الدافئة فوقه
وزيادةً على ذلك هناك مدفئةً مُشتعلة بجانبهم ولكن دفئها لا يصلُ إلى الزاوية التي أقبعُ فيها

شعرتُ بأنهُم قد غطوا في نومهم ، وحاولتُ الوقوف ببطئ شديد وأنا أنظرُ إليهم وأُحاولُ كَتم أنيني المُتألم بصعوبة
مشيتُ بساقاي المُتزلزلة نحو تلك المدفئة التي تُناديني
أنظرُ إليها بشوقٍ كبير للدفئ،ومُتأمِلاً قُدرتها على إذابة صقيع قلبي قبل بدني

ابتسمتُ بشفاهي المُزرقة حين جلستُ عِندها ، واشعرُ بالدفئ يُحاوطني
أغمضتُ عيناي بشوقٍ ورفعتُ يداي أمُدها نحو المدفئة لتأخذ نصيبها من الدفئ

إلا أنني جفلتُ حين ندهني أحدهم بصوته الغليظ قائلاً
"أليس مِن العيب التطفُل على أملاك الآخرين؟"

لن أُحدثك عن الضرب الذي تعرضتُ لهُ وقتها بسبب ما فعلتُ من جريمة
وكيف الطريقة التي تم سحبي بها إلى حيث مكاني في الزاوية
وكيف تم إلقائي إليها لأصطدم بقسوة على الجدار خلفي قبل أني أسقط بذات القسوة على الأرض الباردة
وقد تلقيتُ الكثير من التهديدات إن اقتربتُ من المدفئة مالذي سيحدثُ لي
والكثيرُ والكثير من أشنع الألفاظ وأقسى الشتائم
فقط لأنني أردتُ بعضاً من الدفئ..

أتلمسُ وجهي بأطراف أصابعي وأتسائلُ في نفسي
هل ياتُرى حصلتُ على ندباتٍ جديدة؟
إلى أن وصلتُ بسبابتي إلى تلك الندبة العتيقة
اتلمسُها بخفةٍ مُغمِضاً عيناي بشوقٍ غَلبني
مُتذكراً ملمسَ أصابعك الرفيعة في مُداواتِها
وأتذكرُ نبرة صوتِك حين قُلتَ مُمازحاً بحُزن صوتك
"أنا مدينٌ لكَ بِندبة"

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن