35-دَنِف

3.1K 330 347
                                    

لتنجلي الأحزان ، لتتصافح الافئدة ، لينقضي شتاءَ عُمري ، وليولي كُل ما يحولُ بيني وبين صاحبي

انفثُ انفاسي الغاضِبة بعد ان ضربتُ بقبضتي طاولة مكتبي بكامِلِ ما تحويهِ من قوةٍ وغَضب ، بَعد ان أتى لي الضابطُ  بخبرٍ لم يُسَرَ لَهُ فؤادي ابدا

لأصرُخ في وجههِ بِحدةٍ اجعله يُغمض عيناهُ بقوةِ لسوء مواجهة غضبي
اللذي يمقتهُ جميعُ من عاشرني

"ماهذا الهُراءُ البحت!!!!!! ، مالذي ينتظروهُ بَعد كي يُنفذو حُكم الإعدام!!!! ، الم يحملوا بأيديهم كافة الادلة التي تُدينُه!!!! ، أينتظرون مِنهُ أن يجد من يقوم بتهريبهِ او تزويرُ ادلةٍ تُبرأهُ ام ماذا؟؟؟؟؟"

ابتلعَ الضابطُ ريقهُ يُجيبُ بصوته الغليظ محاولاً تهدئتي
"سيدي كُل ما علمتُه أن الحُكم لن يُنفذ في هذه الفترة ولا عِلم لي بأي شيءٍ آخر،ارجوك لِتهدأ ان القانون سيأخذُ مجراهُ عاجِلاً او آجِلاً"

"سيأخذُ مجراه!!!! ولِما أخذ مجراهُ على اولائك المُجرمين ونُفِذَ عليهم حُكمُ الإعدام في حين ان ابراهام لايزالُ يعيشُ يومهُ في السجنِ كمثلِ أيِ سجينٍ آخر!!"
صرختُ مُشيراً بيداي بعشوائيةٍ ، لاصمتُ بعدها قليلاً ماسِحاً على وجهي بِحدةٍ أقولُ بعد نفاذِ صبري
"لتغرُب عَن وجهي خارِجاً"

القيتُ غضبي عليهِ ليفر هارِباً بعد ان ضرب التحية العسكرية ، لانهار على مقعدي ماسحاً على وجهي بسوءٍ يسكنني لكل ما يحدث هُنا

وضعتُ مُسدسي في حزام خصري والتقطتُ قُبعتي من على الطاولة اضعها على رأسي خارِجاً من مكتبي

مشيتُ في الرواق غاضباً الى ان خرجتُ من المركز بكبرهِ
للبحثِ عن هواءٍ يدخلُ صدري بعد ان ضاق عليّ المكانُ بِوسعه

قبل ان يعرقل أحدهم حركتي بدفعهِ إياي على الجدار الخشن
مُتشبثاً بياقة بذلتي العسكرية بِكلتا يديه

وكردةِ فِعلٍ مِني اخرجتُ المُسدس مِن حزامي اصوبهُ ناحية معدتهِ
ناوياً ضغط الزِناد ولكنّي توقفتُ عِند آخِرِ لحظةٍ مِن اللَحظات
حين ادركتهُ من يكون..

اجتمع حارِسان حولهُ مصوبين السلاح ناحيتهُ يأمُرانه بِحدةٍ أن يبتعد
إلا أنني رفعتُ يدي ناحيتهما اُشير لهما أن يُنزِلا السلاح في حين ارتسمت ابتسامةٌ رفيعة على وجهي الباهت عند تلاقي عيناي الساخِرة بِخاصته الغاضبة
اُعيد وضع مُسدسي في خصري بِهدوءٍ شديد

"هَل أنت!!!!!"
هسهس في وجهي بنبرتهِ الباكية ونظراتهُ المضطربة
لاوسع ابتسامتي الباهتة دافِعاً إياهُ مِن صدرهِ بعنفٍ ليرتد الى الوراء بضع خطوات

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن