لا تتلاعب بي 🖤

........ البارت الخامس........

كثيرا ما يكن أمامنا اختيار.. لا نود ان نختاره.. لأننا نعلم انه سيكن البوابه لجحيم الحياه.. وهذا ما يحدث مع حور.. لا طالما كانت تعلم أن سليم يكن لها حبا كبيرا.. حبا من شده قوته تحول إلى هوس وجنون..ولكن دائما ما كانت تخف منه.. لا تشعر بقربه بالأمان.. ولم تكن تفكر فيه ابدا كحبيب او كزوج.. ولكن ما فائدة ذلك الان؟.. ماذا اخذت من الحب؟.. ماذا اخذت من من كانت تحب؟.. لا شئ سوا الوجع والحزن والقهر والكسرة...وف المقابل.. يعش هو حياته بكل راحة وحب.. لما ساظل انا واقفه مكاني؟.. من حقي أن أعيش كما هو يعيش الان.. كانت حور جالسه ف مكتبها وكل ذلك يدور داخل راسها وهي مغلقه عيونها.. كأنها تغلق ع أفكارها الباب حتى لا تظهر ف عيونها.. وظلت هكذا لدقائق لا تعلم عددها حتى سمعت صوت طرق ع الباب وقبل ان تأذن للطارق بالدخول.. وجدت سمر صديقتها تدخل إليها..وقد جلست أمامها وقالت:انتي لسه هنا؟..
حور بضجر:المفروض اكون فين يعني؟..
سمر:تبقى ف البيت بتجهزي نفسك.. يعني دا بصراحة مش شكل واحدة كتب كتابها النهارده..
حور بضجر:اهو يوم زي اي يوم..
سمر:ايه البؤس دا؟.. ولما انتي مش بتحبيه.. وافقتي ليه؟..
حور بتنهيده وجع:بحاول امشي حياتي.. مش هفضل واقفه ف مكاني وهو اصلا مش حاسس..يمكن ماابقاش سعيده اوي مع سليم.. بس ف مثل بيقولك خدي الي بيحبك مش الي انتي بتحبيه..
سمر:تفتكري سليم هيسعدك؟.. يعني كل الي انتي حكتيه عنه.. بيقول انه مجنون..
حور:هيعمل ايه يعني.. هيموتني.. بركة ي جامع..
سمر:ي بنت الجزمة بعد الشر عليكي..دا انا كنت موته انا..بس انتي حاولي روحي ارتاحي.. وجهزي حاجتك.. يعني انتي هتروحي معاه بعد كتب الكتاب ع طول..
حور بضجر وقد نهضت من مكانها وبدأت ف تجميع اغراضها:جهزتهم إمبارح.. انا هروح دلوقتي عند مدام مودة عشان معاد الفحص بتاعها بعدين هروح..هستناكي بليل..
نهضت سمر من مكانها واتجهت إليها وقامت باحتضانها وقالت:مش عارفة بجد اقولك ايه.. اقولك مبروك ولا ربنا يعينك ع الي جاي..
اكتفت حور بمبادلتها الاحتضان ثم الإبتسامه إليها وأخذت أغراضها وذهبت.. وهي تتجه الان الي عرين ذلك المتوحش... ترى ما الذي سيحدث؟..
..........................
بينما ف أثناء ذلك ف فيلا الصياد.. كان أدهم ف مكتبه وقد كان يتحدث مع نديم بنوع من العصبيه:ماليش فيه..
نديم:يعني ايه مالكش فيه.. هو انا هدب رجلي اطلعها..ماتعقل الكلام ي أدهم ع الصبح..
ادهم:نديم انا قلت الي عندي.. الي طلبته يبقى موجود عندي النهاردة.. فاهم.. النهاردة..
نديم:ماشي ي أدهم..
أغلق أدهم الخط وهو غاضب بشده.. ترى ما السبب؟.. هل هو ماجاء ف ذهنكم الان ام سبب اخر لا نعلمه؟..جلس أدهم ع الكرسي وقام بجعله يستدير حتى أصبح وجهه مقابلا للحائط.. وكأنه يود من أفكاره ان تخرج لتضرب عرض الحائط وتحطمه من قوتها..وظل هكذا لدقائق لا يعلم عددها حتى سمع صوت طرق ع الباب وكانت ياسمين.. التي قال لها عند دخولها:مش قلت ماحدش يدخل عليا؟..
ياسمين:ماما بتسأل عليك..
ادهم:قوليلها مشغول..
ياسمين:قلت.. بس هي عايزاك.. اظاهر ف حاجة مهمة..
ادهم:حاجة مهمة ولا شاكياني زي كل مرة؟..
هنا توترت ياسمين قليلا وقالت:انا.. انا.. لا.. لا..
نهض أدهم من مقعده واتجه إليها ووقف أمامها وقال بتحدي:مش هتبطلي بقا شغل العيال دا..جو قديم اوي انك تروحي تشتكيني لأمي.. بس عارفه.. ولا ف دماغي.. ولا هياثر اصلا..
ولم ينتظر ردها وتركها وذهب من المكتب وكان ع وشك الذهاب للأعلى حتى سمع صوت طرق ع الباب وكانت حور التي بمجرد ان فتحت لها ياسمين حتى تواجهت الأعين للحظات حتى قالت ياسمين بضجر:اهلا.. خير؟..
تعجبت حور من طريقه حديثها تلك ولكنها قالت:جايه اطمن ع مدام مودة اصلي مش هعرف اجيلها الفترة الجايه..
ياسمين باهتمام:ليه؟..
حور وقد نظرت لادهم للحظات وعادت للنظر الي ياسمين:اصلي هتجوز النهاردة..
ياسمين بابتسامه سعاده لا توصف كأن ذلك الزواج سيجعلها تبتعد عنهم:بجد.. الف مليووووووووون مبروك..
حور بابتسامه خفيفه:الله يبارك فيكي..
ولا تعلم لما نظرت الي أدهم ولكنها وجدته لازال ع حالته.. لم يتأثر بتلك الجمله اطلاقا.. وكيف له ان يتأثر وهو حجر أصم..قالت ياسمين:اتفضلي اطلعي لماما عبال مااعملك حاجة تشربيها..
حور:لا مافيش داعي تتعبي نفسك..
ياسمين:لا ولا تعب ولا حاجه..
وتركتها وذهبت للمطبخ..اتجهت حور حتى تصعد للأعلى حتى اوقفها أدهم قائلا:بقا هتتجوزي؟..
حور بثقه:اه.. ايه الغريب ف كدا؟..
ادهم:كنت فاكرك من النوع الوفي.. بس ي خساره..
حور بسخريه:وفي؟.. وفي لمين ان شاء الله؟.. لواحد كداب وخاين..بذمتك حد يبقى وفي لحد كدا؟..
ادهم:امممممم وياتري مين الحد المرة دي؟..
حور:سليم.. اكيد عارفه..
ادهم:عارفه كويس.. ع العموم ماتفرحيش اوي كدا..
حور:ودا ليه بقا؟..
أدهم بتحدي:لما نتقابل تاني هتعرفي..
حور بتعحب:وهو احنا هنتقابل تاني؟؟..
أدهم:حاجة زي كدا..
لم يكمل أدهم حديثه فقد قاطع حديثه صوت رنين هاتفه معلنا عن قدوم اتصال وعندما رأي الرقم وجده رقم نديم..فنظر إليها وقال بتحدي:هنتقابل اكيد..
وتركها وذهب الي المكتب مرة أخرى.. تاركا اياها ف دوامة افكار.. ما الذي يعنيه هذا؟.. ما الذي يخطط له؟..ولكنها قامت بإخراج تلك الأفكار وصعدت الي الأعلى واتجهت الي غرفه مودة وقامت بطرق الباب ودخلت الي الغرفه عندما اذنت لها مودة بالدخول.. فدخلت الي الغرفه وع وجهها ابتسامة خفيفه وقالت:صباح الخير..
مودة بابتسامة:صباح النور يا حبيبتي.. ايه الزيارة الحلوة دي..
اتجهت إليها حور وجلست ع الفراش وقالت:حبيت اجي اشوفك بقا.. عشان مش هعرف اجيلك الفترة دي..
مودة بقلق:ليه ي حبيبتي؟..
حور:لا ماتقلقيش مافيش حاجه.. اصل.. اصل انا كتب كتابي النهاردة..
مودة بسعادة:بجد.. يا الف مليووووووووون مبروك يا حبيبتي.. ربنا يعوضك خير يارب..
حور بابتسامه خفيفه:الله يبارك فيكي.. فأنا بصراحة يعني هنسافر شهر ف اسكندريه.. فمش هعرف اجي بقا.. قلت اجيلك النهاردة..
مودة:ولا يهمك ي بنتي.. اهم حاجة انك تبقى مبسوطة.. ومين العريس بقا؟..
حور:سليم.. ابن عمي..
مودة:حلو برضو.. اهو انتوا قرايب وهيخاف عليكي ويراعي ربنا فيكي..
حور:يارب.. اهو الحمد لله على كل حال..
مودة:بس انتي شكلك مش مبسوطة ليه؟..
حور:مش عارفة.. بس حاسه انه يوم عادي زي اي يوم.. مش حاسه بفرحته.. يمكن عشان جربت فرحة اليوم دا قبل كدا..
مودة:حور ي حبيبتي انتي متأكدة انك هتبقى مبسوطة ف الجوازة دي؟..
حور:والله ابقى بكدب عليكي لو قلتلك اه.. بس خلاص انا مش هوقف حياتي اكتر من كده.. انا موقفه كل حاجة بقالي خمس سنين.. وسليم طيب وكويس.. وزي ما قلتي ابن عمي وهيراعيني..يمكن اه مااكونش بحبه.. بس هو بيحبني.. ومين عالم يمكن مع العشرة حبه دا يخليني احبه انا كمان..
مودة:ربنا يسعدك ويهنيكي ي بنتي..
حور:امين يارب العالمين.. يالا بقا عشان اطمن عليكي..
وبدأت حور ف فحصها وماهي الا دقائق حتى سمعا صوت طرق ع الباب وكانت ياسمين التي دخلت وهي تحمل صينيه من العصاير.. فقالت لها حور:ماكانش فيه داعي تتعبي نفسك كدا..
ياسمين:لا ولا تعب ولا حاجه.. اتفضلي..
فأخذت حور منها كوبا من العصير وكذلك مودة وأخذت ياسمين كوبا وجلست ع احد الكراسي القريبه وقالت:ومين بقا سعيد الحظ ي دوك؟..
حور:سليم ابن عمي..
ياسمين:حلو انكم قرايب.. ربنا يهنيكم.. والفرح امتى بقا عشان نيجي؟..
حور:لا هو الحقيقه مافيش فرح..
ياسمين:هو فيه جواز من غير فرح برضو..
حور:ظروفنا العائليه ماينفعش نعمل فرح..
ياسمين:اه.. ربنا يسعدكم ويرزقكم بالذريه الصالحه..
حور:ميرسي.. تاب انا همشي بقا..
مودة:ليه ماتخليكي قاعده أنتي لحقتي؟..
حور:لا معلش اصل لسه هجهز الشنط وكدا..
مودة:ماشي ي حبيبتي.. الف مبروك..
حور:الله يبارك فيكم.. عن اذنكم..
ياسمين:استنى اوصلك..
حور:لا مافيش داعي.. خليكي..
ياسمين:لا مايصحش انتي ضيفتنا..
مودة:ياسمين ابقى ابعتيلي أدهم زي ماقلتلك..
ياسمين:حاضر ي ماما..
كانت ياسمين ع وشك الذهاب معها حتى سمعت صوت رنين هاتفها معلنا عن قدوم اتصال وعندما رأت الرقم.. قالت:تاب عن اذنكم..
واتجهت الي غرفتها.. عندها هبطت حور الي الاسفل وخرجت من الباب وكانت تتجه الي سيارتها حتى وجدته ف الحديقه.. وهو يحمل القوس ويطلق الاسهم ف تلك الدائرة المثبته ع مسافه منه..وكان يبدو ع وجهه الغضب..